حضرموت بين الأنانية والنهضة.. هل تسقط ثقافة القبيلة؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 216 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حضرموت بين الأنانية والنهضة.. هل تسقط ثقافة القبيلة؟

نشر الصحفي الحضرمي "صلاح البيتي" تدوينة جريئة على وسائل التواصل الاجتماعي، أكد فيها أن حضرموت، بما تمثله من تاريخ عريق ومساحة مترامية الأطراف، لن تستعيد كرامتها وحقوقها المشروعة إلا بتكاتف جميع أبنائها، ونبذ الأنانية والتوجهات القبلية.

في تدوينته التي تابعها "العين الثالثة"، شدد البيتي على أن حضرموت لكل الحضارم دون استثناء، مشيرًا إلى أن وحدتهم وتكاتفهم هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل.

دعوة للابتعاد عن النزاعات القبلية

البيتي، الذي لطالما عبّر عن رأيه الصريح في قضايا حضرموت، رأى في تدوينته أن العودة إلى النزاعات القبلية والانغلاق على الذات هو ما يعوق حضرموت عن تحقيق تقدم ملموس.

وأشار إلى أن ثقافة "القدي" – وهو تعبير يُستخدم في حضرموت للدلالة على الركوب في مقدمة السيارة، ما يشبه الدرجة الأولى في الطائرات – تُظهر مدى تفشي النزعة الطبقية التي تعوق الاندماج والتكاتف بين أبناء المجتمع الحضرمي.

وفي تدوينته، كتب البيتي: "حضرموت لكل الحضارم وبكلهم، ولن تقم لهذه البقعة المترامية الأطراف، العريقة، المعطاة والعزيزة، قائمة لتقوى على نيل كرامتها وانتزاع حقوقها المشروعة غير المنقوصة على مختلف الصعد وسائر المجالات، إلّا بتكاتف الحضارم، كل الحضارم، ووحدة صفهم وجمع كلمتهم، بعيدًا عن ذاتية الأنا وحصرية القبيلة ونزعة القدي!!"

ردود الفعل وتفاعل الكتاب والمثقفين

لم تمضِ تدوينة البيتي دون أن تثير ردود فعل واسعة بين المثقفين والكتاب في حضرموت.

أبدى الكاتب والصحفي "عبدالله علي مكارم"، استياءه من تكرار خطاب الحقوق الحضرمية، خاصة عندما يتم استخدامه كذريعة لتبرير ممارسات انتهازية.

وعلق مكارم على تدوينة البيتي قائلاً: "كثر الكلام عن حقوق الحضارم أصبح مقززًا جدًا، خصوصًا عندما يتم استغلال هذا الخطاب نحو المزيد من الانتهازية واللصوصية التكنو-قبلية. وعندما يتبارى نخاس حضرموت في عرضها بالسوق السياسي، تتبلور رؤية الشاعر البردوني رحمه الله عندما قال: ترقى العار في وطني من بيع إلى بيع بلا ثمن."

الخطاب السياسي والانتقادات الموجهة

تُعبر هذه المواقف عن سخط واضح من المثقفين الحضارم تجاه استغلال الخطاب السياسي المرتبط بحقوق حضرموت لصالح مصالح ضيقة.

فبينما يتطلع الكثيرون إلى نهضة شاملة في المحافظة تقوم على أسس العدالة والمساواة، يرى البعض أن الخطاب السياسي حول حقوق الحضارم أصبح أداة بيد بعض الأطراف لتعزيز نفوذها القبلي أو الشخصي.

ويُشير النقاد إلى أن القبيلة والتراتبية الاجتماعية، التي ترمز إليها "ثقافة القدي"، هي جزء من المشكلة التي تعيق تقدم حضرموت نحو تحقيق طموحاتها. إذ أن هذه الثقافة تعزز الفجوة بين أبناء المجتمع، وتُبقي بعض الفئات في موقع القوة على حساب الآخرين.

الحل يكمن في التكاتف والوحدة

يبدو أن الرؤية التي طرحها البيتي تعكس تطلعًا نحو توحيد الصف الحضرمي من أجل مواجهة التحديات التي تواجه حضرموت.

فهو يرى أن الحل يكمن في التخلي عن الانقسامات القبلية والأنانية، والتوجه نحو بناء مجتمع حضرمي موحد، قادر على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تحيط به.

حضرموت والتحديات المستقبلية

تواجه حضرموت اليوم تحديات كبيرة، بدءًا من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، مرورًا بالتدخلات الخارجية، وصولاً إلى التنافسات القبلية التي تستهلك جزءًا كبيرًا من طاقات المحافظة.

وعلى الرغم من التحديات، يبقى الأمل موجودًا في أن يتمكن أبناء حضرموت من تحقيق الوحدة التي يدعو إليها المثقفون أمثال البيتي، والتي تعتبر الشرط الأساسي للنهوض بالمحافظة.

إن فكرة نبذ "ثقافة القدي" هي ليست مجرد رفض لممارسة اجتماعية قديمة، بل هي دعوة للتخلي عن الطبقية والتوجه نحو الشراكة الحقيقية في بناء حضرموت الجديدة.

التحدي الحقيقي أمام أبناء حضرموت هو القدرة على تجاوز الخلافات القبلية، والتركيز على المصلحة العامة للمحافظة وأبنائها.

ويُعبر حديث الصحفي صلاح البيتي عن رؤية واضحة لحاضر ومستقبل حضرموت، ترتكز على الوحدة والتكاتف بين أبناء المحافظة، بينما يُحذر عبدالله مكارم من استغلال الخطاب السياسي حول حقوق الحضارم لأغراض انتهازية.

ويبدو أن التحدي الأكبر الذي يواجه حضرموت اليوم هو التخلص من النزاعات القبلية وثقافة "القدي"، والعمل نحو بناء مستقبل يضمن الحقوق والكرامة لجميع أبناء المحافظة دون استثناء.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

سياسي المقاومة الوطنية يدين تصاعد اعتداءات المستوطنين على المدنيين والممتلكات في الضفة الغربية وتحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية

حشد نت | 546 قراءة 

مليشيا الحوثي تنقل الدكتور حمود العودي والمهندس عبدالرحمن العلفي إلى سجن سري

حشد نت | 510 قراءة 

جماعة الحوثي: أي دولة تتورط باختطاف عادل الحسني ستتحمل تبعات خطيرة

يمن ديلي نيوز | 459 قراءة 

عاجل : وصول تعزيزات رواتب موظفي هذه المحافظة

كريتر سكاي | 401 قراءة 

انفراجة وشيكة في أزمة الرواتب.. السعودية تودع دفعتين والحكومة تستعد للصرف خلال أيام

يني يمن | 397 قراءة 

السعودية تتجه لإضاءة عدن وتعز والمكلا وسيئون ومعالجة الشريان الواصل لمأرب

يمن ديلي نيوز | 381 قراءة 

أول محافظة توافق على توريد الموارد المحلية إلى البنك المركزي بعدن

كريتر سكاي | 356 قراءة 

الإفراج عن الناشط عادل الحسني، رئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن، عقب توقيفه في مطار نيودلهي جراء تهم كيدية

موقع الجنوب اليمني | 313 قراءة 

بينما عيدروس الزبيدي يواصل الرفض والتمرد.. رئيس الحكومة يشترط العودة الى عدن مقابل الغاء قرارات عيدروس

مأرب برس | 293 قراءة 

المأزق الشخصي لعبدالملك الحوثي

ديفانس لاين | 290 قراءة