حضرموت بين الأنانية والنهضة.. هل تسقط ثقافة القبيلة؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 162 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حضرموت بين الأنانية والنهضة.. هل تسقط ثقافة القبيلة؟

نشر الصحفي الحضرمي "صلاح البيتي" تدوينة جريئة على وسائل التواصل الاجتماعي، أكد فيها أن حضرموت، بما تمثله من تاريخ عريق ومساحة مترامية الأطراف، لن تستعيد كرامتها وحقوقها المشروعة إلا بتكاتف جميع أبنائها، ونبذ الأنانية والتوجهات القبلية.

في تدوينته التي تابعها "العين الثالثة"، شدد البيتي على أن حضرموت لكل الحضارم دون استثناء، مشيرًا إلى أن وحدتهم وتكاتفهم هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل.

دعوة للابتعاد عن النزاعات القبلية

البيتي، الذي لطالما عبّر عن رأيه الصريح في قضايا حضرموت، رأى في تدوينته أن العودة إلى النزاعات القبلية والانغلاق على الذات هو ما يعوق حضرموت عن تحقيق تقدم ملموس.

وأشار إلى أن ثقافة "القدي" – وهو تعبير يُستخدم في حضرموت للدلالة على الركوب في مقدمة السيارة، ما يشبه الدرجة الأولى في الطائرات – تُظهر مدى تفشي النزعة الطبقية التي تعوق الاندماج والتكاتف بين أبناء المجتمع الحضرمي.

وفي تدوينته، كتب البيتي: "حضرموت لكل الحضارم وبكلهم، ولن تقم لهذه البقعة المترامية الأطراف، العريقة، المعطاة والعزيزة، قائمة لتقوى على نيل كرامتها وانتزاع حقوقها المشروعة غير المنقوصة على مختلف الصعد وسائر المجالات، إلّا بتكاتف الحضارم، كل الحضارم، ووحدة صفهم وجمع كلمتهم، بعيدًا عن ذاتية الأنا وحصرية القبيلة ونزعة القدي!!"

ردود الفعل وتفاعل الكتاب والمثقفين

لم تمضِ تدوينة البيتي دون أن تثير ردود فعل واسعة بين المثقفين والكتاب في حضرموت.

أبدى الكاتب والصحفي "عبدالله علي مكارم"، استياءه من تكرار خطاب الحقوق الحضرمية، خاصة عندما يتم استخدامه كذريعة لتبرير ممارسات انتهازية.

وعلق مكارم على تدوينة البيتي قائلاً: "كثر الكلام عن حقوق الحضارم أصبح مقززًا جدًا، خصوصًا عندما يتم استغلال هذا الخطاب نحو المزيد من الانتهازية واللصوصية التكنو-قبلية. وعندما يتبارى نخاس حضرموت في عرضها بالسوق السياسي، تتبلور رؤية الشاعر البردوني رحمه الله عندما قال: ترقى العار في وطني من بيع إلى بيع بلا ثمن."

الخطاب السياسي والانتقادات الموجهة

تُعبر هذه المواقف عن سخط واضح من المثقفين الحضارم تجاه استغلال الخطاب السياسي المرتبط بحقوق حضرموت لصالح مصالح ضيقة.

فبينما يتطلع الكثيرون إلى نهضة شاملة في المحافظة تقوم على أسس العدالة والمساواة، يرى البعض أن الخطاب السياسي حول حقوق الحضارم أصبح أداة بيد بعض الأطراف لتعزيز نفوذها القبلي أو الشخصي.

ويُشير النقاد إلى أن القبيلة والتراتبية الاجتماعية، التي ترمز إليها "ثقافة القدي"، هي جزء من المشكلة التي تعيق تقدم حضرموت نحو تحقيق طموحاتها. إذ أن هذه الثقافة تعزز الفجوة بين أبناء المجتمع، وتُبقي بعض الفئات في موقع القوة على حساب الآخرين.

الحل يكمن في التكاتف والوحدة

يبدو أن الرؤية التي طرحها البيتي تعكس تطلعًا نحو توحيد الصف الحضرمي من أجل مواجهة التحديات التي تواجه حضرموت.

فهو يرى أن الحل يكمن في التخلي عن الانقسامات القبلية والأنانية، والتوجه نحو بناء مجتمع حضرمي موحد، قادر على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تحيط به.

حضرموت والتحديات المستقبلية

تواجه حضرموت اليوم تحديات كبيرة، بدءًا من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، مرورًا بالتدخلات الخارجية، وصولاً إلى التنافسات القبلية التي تستهلك جزءًا كبيرًا من طاقات المحافظة.

وعلى الرغم من التحديات، يبقى الأمل موجودًا في أن يتمكن أبناء حضرموت من تحقيق الوحدة التي يدعو إليها المثقفون أمثال البيتي، والتي تعتبر الشرط الأساسي للنهوض بالمحافظة.

إن فكرة نبذ "ثقافة القدي" هي ليست مجرد رفض لممارسة اجتماعية قديمة، بل هي دعوة للتخلي عن الطبقية والتوجه نحو الشراكة الحقيقية في بناء حضرموت الجديدة.

التحدي الحقيقي أمام أبناء حضرموت هو القدرة على تجاوز الخلافات القبلية، والتركيز على المصلحة العامة للمحافظة وأبنائها.

ويُعبر حديث الصحفي صلاح البيتي عن رؤية واضحة لحاضر ومستقبل حضرموت، ترتكز على الوحدة والتكاتف بين أبناء المحافظة، بينما يُحذر عبدالله مكارم من استغلال الخطاب السياسي حول حقوق الحضارم لأغراض انتهازية.

ويبدو أن التحدي الأكبر الذي يواجه حضرموت اليوم هو التخلص من النزاعات القبلية وثقافة "القدي"، والعمل نحو بناء مستقبل يضمن الحقوق والكرامة لجميع أبناء المحافظة دون استثناء.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعوديه تعلن القبض على مقيم يمني ومواطنين بعد ظهورهم في محتوى مرئي فماذا فعلوا

جهينة يمن | 1185 قراءة 

مجلة أميركية تكشف عن الشخصية التي ستعلن عن الموقف الرسمي للحوثيين بشأن وقف الهجمات ضد اسرائيل

جهينة يمن | 1089 قراءة 

لا تبخل بها على من حولك".. دراسة: الكلمات الطيبة تنشط عمليات الدماغ الخفية التي تشكل العواطف والسلوك والقرارات

جهينة يمن | 878 قراءة 

بنفس طريقة إزاحة هادي.. الكشف عن خطة السعودية و ازاحة المجلس الرئاسي و الحوثي يصفهم بكروت حارقة

جهينة يمن | 702 قراءة 

الجوازات السعودية تعلن رسمياً عن منح المقيمين حق الاقامة لمدة عشر سنوات بدون ترحيل وبدون كفيل لمن ينطبق عليهم شرط واحد فقط

جهينة يمن | 680 قراءة 

لأول مرة .. الرئيس علي ناصر يكشف عن حقيقة تصفية عبدالفتاح إسماعيل جسديا مقابل خمسين مليون دولار أمريكي

العاصفة نيوز | 592 قراءة 

وزارة الأوقاف تشرع في تسليم المبالغ المستردة لحجاج 1445هـ

حشد نت | 497 قراءة 

أصحاب الباصات يرفعون تعرفة نقل الركاب التربة-القريشة 100%

جهينة يمن | 443 قراءة 

مكالمة أجبرت "نتنياهو" على تسريع اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. تعرف على تفاصيلها

مساحة نت | 439 قراءة 

مقابل خمسين مليون دولار أمريكي.. الرئيس علي ناصر يكشف حقيقة تصفية عبدالفتاح إسماعيل. (تفاصيل هامة)

جهينة يمن | 425 قراءة