حضرموت بين الأنانية والنهضة.. هل تسقط ثقافة القبيلة؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 125 مشاهده       تفاصيل الخبر
حضرموت بين الأنانية والنهضة.. هل تسقط ثقافة القبيلة؟

نشر الصحفي الحضرمي "صلاح البيتي" تدوينة جريئة على وسائل التواصل الاجتماعي، أكد فيها أن حضرموت، بما تمثله من تاريخ عريق ومساحة مترامية الأطراف، لن تستعيد كرامتها وحقوقها المشروعة إلا بتكاتف جميع أبنائها، ونبذ الأنانية والتوجهات القبلية.

في تدوينته التي تابعها "العين الثالثة"، شدد البيتي على أن حضرموت لكل الحضارم دون استثناء، مشيرًا إلى أن وحدتهم وتكاتفهم هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل.

دعوة للابتعاد عن النزاعات القبلية

البيتي، الذي لطالما عبّر عن رأيه الصريح في قضايا حضرموت، رأى في تدوينته أن العودة إلى النزاعات القبلية والانغلاق على الذات هو ما يعوق حضرموت عن تحقيق تقدم ملموس.

وأشار إلى أن ثقافة "القدي" – وهو تعبير يُستخدم في حضرموت للدلالة على الركوب في مقدمة السيارة، ما يشبه الدرجة الأولى في الطائرات – تُظهر مدى تفشي النزعة الطبقية التي تعوق الاندماج والتكاتف بين أبناء المجتمع الحضرمي.

وفي تدوينته، كتب البيتي: "حضرموت لكل الحضارم وبكلهم، ولن تقم لهذه البقعة المترامية الأطراف، العريقة، المعطاة والعزيزة، قائمة لتقوى على نيل كرامتها وانتزاع حقوقها المشروعة غير المنقوصة على مختلف الصعد وسائر المجالات، إلّا بتكاتف الحضارم، كل الحضارم، ووحدة صفهم وجمع كلمتهم، بعيدًا عن ذاتية الأنا وحصرية القبيلة ونزعة القدي!!"

ردود الفعل وتفاعل الكتاب والمثقفين

لم تمضِ تدوينة البيتي دون أن تثير ردود فعل واسعة بين المثقفين والكتاب في حضرموت.

أبدى الكاتب والصحفي "عبدالله علي مكارم"، استياءه من تكرار خطاب الحقوق الحضرمية، خاصة عندما يتم استخدامه كذريعة لتبرير ممارسات انتهازية.

وعلق مكارم على تدوينة البيتي قائلاً: "كثر الكلام عن حقوق الحضارم أصبح مقززًا جدًا، خصوصًا عندما يتم استغلال هذا الخطاب نحو المزيد من الانتهازية واللصوصية التكنو-قبلية. وعندما يتبارى نخاس حضرموت في عرضها بالسوق السياسي، تتبلور رؤية الشاعر البردوني رحمه الله عندما قال: ترقى العار في وطني من بيع إلى بيع بلا ثمن."

الخطاب السياسي والانتقادات الموجهة

تُعبر هذه المواقف عن سخط واضح من المثقفين الحضارم تجاه استغلال الخطاب السياسي المرتبط بحقوق حضرموت لصالح مصالح ضيقة.

فبينما يتطلع الكثيرون إلى نهضة شاملة في المحافظة تقوم على أسس العدالة والمساواة، يرى البعض أن الخطاب السياسي حول حقوق الحضارم أصبح أداة بيد بعض الأطراف لتعزيز نفوذها القبلي أو الشخصي.

ويُشير النقاد إلى أن القبيلة والتراتبية الاجتماعية، التي ترمز إليها "ثقافة القدي"، هي جزء من المشكلة التي تعيق تقدم حضرموت نحو تحقيق طموحاتها. إذ أن هذه الثقافة تعزز الفجوة بين أبناء المجتمع، وتُبقي بعض الفئات في موقع القوة على حساب الآخرين.

الحل يكمن في التكاتف والوحدة

يبدو أن الرؤية التي طرحها البيتي تعكس تطلعًا نحو توحيد الصف الحضرمي من أجل مواجهة التحديات التي تواجه حضرموت.

فهو يرى أن الحل يكمن في التخلي عن الانقسامات القبلية والأنانية، والتوجه نحو بناء مجتمع حضرمي موحد، قادر على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تحيط به.

حضرموت والتحديات المستقبلية

تواجه حضرموت اليوم تحديات كبيرة، بدءًا من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، مرورًا بالتدخلات الخارجية، وصولاً إلى التنافسات القبلية التي تستهلك جزءًا كبيرًا من طاقات المحافظة.

وعلى الرغم من التحديات، يبقى الأمل موجودًا في أن يتمكن أبناء حضرموت من تحقيق الوحدة التي يدعو إليها المثقفون أمثال البيتي، والتي تعتبر الشرط الأساسي للنهوض بالمحافظة.

إن فكرة نبذ "ثقافة القدي" هي ليست مجرد رفض لممارسة اجتماعية قديمة، بل هي دعوة للتخلي عن الطبقية والتوجه نحو الشراكة الحقيقية في بناء حضرموت الجديدة.

التحدي الحقيقي أمام أبناء حضرموت هو القدرة على تجاوز الخلافات القبلية، والتركيز على المصلحة العامة للمحافظة وأبنائها.

ويُعبر حديث الصحفي صلاح البيتي عن رؤية واضحة لحاضر ومستقبل حضرموت، ترتكز على الوحدة والتكاتف بين أبناء المحافظة، بينما يُحذر عبدالله مكارم من استغلال الخطاب السياسي حول حقوق الحضارم لأغراض انتهازية.

ويبدو أن التحدي الأكبر الذي يواجه حضرموت اليوم هو التخلص من النزاعات القبلية وثقافة "القدي"، والعمل نحو بناء مستقبل يضمن الحقوق والكرامة لجميع أبناء المحافظة دون استثناء.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هل انطلقت شراراة الثورة ضد الحوثيين ؟ .. هذا مايحدث في مديرية شرعب بتعز

وطن الغد | 3399 قراءة 

المحرمي يوجه رسالة للقيادة السعودية بشأن هذا الأمر

كريتر سكاي | 3161 قراءة 

اشترط الحوثيون مغادرته صعدة لوقف الحرب.. الموت يغيب العميد محمد مجيديع بعد 20 عامًا من القتال دفاعًا عن الدولة.. من هو؟

بران برس | 3086 قراءة 

جريمة بشعة تهز أركان العاصمة اليمنية صنعاء (صورة)

صوت العاصمة | 2946 قراءة 

الريال يواصل تحسنه.. أسعار الصرف في صنعاء وعدن ومأرب اليوم الإثنين 23 سبتمبر 2024م

بران برس | 2425 قراءة 

شباب صنعاء يطلقون شرارة التغيير: حركة رفض مدنية تواجه القمع الميليشياوي في ذكرى الثورة.

المشهد اليمني | 1834 قراءة 

المؤتمر يحذر منتسبيه من هذا الأمر (بيان)

اليوم السابع اليمني | 1470 قراءة 

صنعاء تبكي: جريمة بشعة تهز أركان العاصمة المسيطر عليها من الحوثيين (صورة)

المشهد اليمني | 1411 قراءة 

في خطوة صادمة.. أول رفض للاحتفال بثورة 26 سبتمبر في مناطق الحكومة الشرعية (بيان)

يني يمن | 1128 قراءة 

لأول مره.. تجار القات يحرقونه في تعز رفضاً لهذا الأمر

نيوز لاين | 1116 قراءة