لكيلا ننسى جرائم نظام الإمامة

     
الصحوة نت             عدد المشاهدات : 31 مشاهده       تفاصيل الخبر
لكيلا ننسى جرائم نظام الإمامة

قامت الثورة في بلادنا ضد نظام أُسس بنيانه على قواعد من الزيف والخداع، وجثم على صدور أبناء شعبنا سنوات طويلة ليست بالهينة ولا باليسيرة ..

نظام تمكن من ترسيخ مفاهيم الدجل في أوساط الجماهير؛ مستغلاً إمكاناته وسلطاته في توجيه الناس بعد أن ضرب عليهم سوراً من الجهل، وصعب على كثير من أبناء الشعب تجاوزه أو حتى الاقتراب منه!

نظام تفنن في تضليل الأجيال إلى درجة أنه استطاع أن يفرض حكامه أوصياء على الشعب يتوزعونه هم وأبناؤهم بالصورة التي تحلو لهم، وبالأساليب التي تحقق أغراضهم! ووصلت الجرأة بذلك النظام حداً تمكن فيه من إقناع أبناء الشعب أن يعيشوا مواطنين من الدرجة الثانية، وأعلن على الملأ حقه الإلهي في حكم الشعب، وحدد للجماهير دور التابع الذي ليس من حق أفرادها أن يخطر في باله ولو للحظة واحدة أن يكون الحاكم الأول في هذه البلاد!

لقد ثـار شعبنا ضد نظام أوهم الجماهير بدجله أنها باستكانتها له، وذلها أمامه قد بلغت العزة، وأنها بتقبيل أقدام الحاكمين قد حصلت على أقصى ماتتمناه!

نظام أقام سياسته على الوقيعة بين أبناء الشعب الواحد، وعلى إثارة النعرات بين أبناء الوطن الواحد، وعمل طيلة فترة حكمة على كسر شوكة هذا الشعب وتحطيم قوته بقصقصة أجنحته، وإفناء رجاله بتسليط هذا على ذاك وقتل هذا بذاك منفذاً مبدأه الماكر : فرق تسد!

نظام كان كل همه أن يحكم من لهم الحق في الحكم ( في ميزانه ) حتى ولو كان فيه دمار الشعب وفنائه!  والتاريخ يشهد على ذلك!

أوَ لم تحفظ لنا صفحات التاريخ ماقام به أحد الأئمة من جز لرؤوس مئات من أبناء الشعب وتكليفه لمئات أخرى أن تحمل تلك الجماجم في أيديها، ثم أصدر أوامره بقطع رقاب من كلفوا بحمل تلك الجماجم فكان يسقط في كل ضربة سيف جمجمه ورأس؟! لا لشيء سوى إشباع نزوة ذلك الإمام في سفك الدماء ورغبته في التأكيد أن للمالك في ملكه ما يشاء !

وكم من إمام خرج على إمام آخر لا مقاومة لظلم، ولا إقامة لعدل، وإنما لأن هذا الإمام وجد نفسه أحق بالإمامة من ذلك الإمام! حتى وصل الحال بهذا النوع من الحكام أن وجد أكثر من إمام في أكثر من مكان ..

وليت الأمر توقف عند هذا الحد..

فقد حفظ لنا التاريخ وجود أكثر من إمام في منطقة واحدة وفي وقت واحد ..

( وصعدة ) تشهد على ذلك، كما أن على ذلك تشهد ( ذمار ) ..

كما أنه لا أحد من أبناء الشعب قرأ التاريخ ينسى مهزلة المهازل، عندما فشل الأئمة لكثرة عددهم في ترسيم حدود ممالكهم وهم يتقاسمونها في مدينة صنعاء، مما حدا بأحدهم أن يسأل أنصاره: هل (فج عطان) داخل في حدود مملكته أم لا ؟!

وليت لعبة الكراسي هذه توقفت عند حد الصراع السلمي ولم تتجاوزه.

غير أن التاريخ يشهد أن تلك الصراعات نتج عنها حروب أحرقت الأخضر واليابس، وأزهقت الأرواح، وأضاعت الجهود والأموال، وكان الشعب في كل تلك الحروب وكل تلك الصراعات هو هدفها وهو وقودها ووسيلتها، وكان الشعب وحده هو الخاسر الوحيد في كل تلك الصراعات وكل تلك الحروب!

تلك سطور كتبتها للعبرة، وأردت لفت أنظار اليمنيين إلى قراءة تاريخهم دونما تحديد لكتاب معين أو مؤرخ بذاته، بقصد التذكر والعبرة ..

لقد كتبت ذلك لأن هذا نهج القرآن في ذكر القرون الأولى ..

فقد تحدث القرآن الكريم عن النمرود، وفرعون، وأبي جهل، وأبي لهب، وأبيّ من خلف، كما تحدث عن الأنبياء والمرسلين والصالحين بقصد العبرة وحتى يتبع الناس الحق وحاملي لوائه، ويتجنبوا الباطل ورافعي شعاراته..

فكم من مرة ذكر القرآن ﴿فَاعتَبِروا يا أُولِي الأَبصارِ﴾ [الحشر: ٢]

"إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار" .

لقد كتبت ذلك وأنا أعلم أن هناك من الناس من يخلطون بين أمرين:

الأمر الأول: الحديث عن الشخص في أموره الخاصة، والتي إن مارسها لايكون لها أي انعكاس إلا في المحيط التي تمارس فيه، وهذا يصدق على عامة الناس، ولذا نجد أن التاريخ لا يذكرهم ولا يذكر تصرفاتهم، لأن الذكر في مثل تلك الحالة نوع من العبثية لا معنى لها.

والأمر الثاني: ينطبق على الممارسات التي يكون لها انعكاس على الشعب سلباً أو إيجاباً بقدر ماتمثله في حياة الآخرين. والذي يخلط بين هذا وذاك عليه أن يراجع نفسه، وأن يضع لها خطوطاً واضحة حتى يستبين له الأمر، وحتى لا يجد نفسه مرهوناً لنزعات ضيقة فيكتب على نفسه التلاشي والنسيان!

لقد قام شعبنا بثورته ضد الظلم والطغيان، وأعلن شعبنا بثورته ورفضه للاستبداد والقهر، وحدد لحكامه مهمتهم في كونهم موظفين لديه لا سادة عليه، وأنه بتقنين الدستور وتحديد الهوية من خلال الميثاق الوطني يكون شعبنا قد التزم الطريق السوي، وقرر خوض معركة البناء وتشييد الحضارة على أسس من العدالة والحرية والكرامة.

كتب هذه الافتتاحية لجريدة الصحوة العدد (101)

الخميس 1 /صفر 1408هـ الموافق 24 / 9 / 1987م

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اول تصريح لعيدروس الزبيدي فور وصوله أمريكا ويؤكد هذا سبب زيارتنا

كريتر سكاي | 3252 قراءة 

سار: اعلان صرف 3 رواتب للجميع

العربي نيوز | 3104 قراءة 

شروط جنوبية لمصالحة اسرة صالح (تفاصيل)

اليوم السابع اليمني | 2780 قراءة 

أمريكا تستفز الجنوبيين بهذا الإعلان الصادم (تفاصيل)

اليوم السابع اليمني | 2490 قراءة 

مفاجأة كبرى من روسيا لليمنيين (وثيقة)

العربي نيوز | 2164 قراءة 

طارق عفاش يسلم الوازعية بوساطة روسية

العربي نيوز | 1835 قراءة 

صورة تشعل الجنوب وتوحده لأول مرة

اليوم السابع اليمني | 1824 قراءة 

اول موقف للحكومة من انباء طلبها دعم اسرائيل

العربي نيوز | 1577 قراءة 

خلافات مالية تكشف "ضربة قاضية" للحوثيين

العربي نيوز | 1218 قراءة 

ناشطون يتحدون مليشيا الحوثي: برشورات ثورية في إب تُشعل شرارة 26 سبتمبر من جديد!

المشهد اليمني | 948 قراءة