شركة يمن نت قدمت خدمات الإنترنت لليمنيين بأسعار مرتفعة مقابل جودة ضعيفة وسرعات إنترنت بطيئة وغير مجدية، مما أثار استياء المستخدمين لسنوات طويلة. كانت الخدمة محصورة في عدد قليل من المدن، وكان من الصعب على السكان في المناطق النائية الوصول إليها بشكل فعال.
على الجانب الآخر، شركة عدن نت لم تكن أفضل حالاً، إذ اتبعت سياسة احتكارية في توزيع شرائح الإنترنت. فبدلاً من تقديمها للمستخدمين بشكل مباشر وبأسعار معقولة، كانت الشركة تفتح نوافذ بيع محدودة لفترات قصيرة جدا، مما أتاح للأقارب والمسؤولين فقط فرصة الحصول على الشرائح بالسعر الرسمي. ومع قلة توفرها، ظهرت في السوق السوداء، حيث تولى السماسرة تسويق هذه الشرائح بأسعار خيالية وصلت إلى 2000 ريال سعودي للشريحة الواحدة، ما جعل الحصول على الإنترنت أمرا مكلفا وصعبا لغالبية المواطنين.
في ظل هذه الممارسات، جاء توقيع مؤسسة الاتصالات اليمنية مع ستارلنك كحلاً يفتح الباب لتغيير جذري في سوق الإنترنت. فقدمت ستارلنك بديلاً يعتمد على الأقمار الصناعية، مما يجعل خدمة الإنترنت متاحة للجميع، دون الحاجة إلى المرور عبر السماسرة أو التعامل مع أسعار السوق السوداء.
هذا التطور يمثل ضربة قوية لشركتي يمن نت وعدن نت، اللتين أصبحتا تواجهان تحديا حقيقيا في الحفاظ على حصتهما في السوق إذا لم تقوما بإجراء تغييرات جوهرية في سياساتهما وأسعار خدماتهما. ستارلنك الآن تقدم فرصة للجميع للوصول إلى الإنترنت بسرعة وجودة عالية، مما قد يدفع المستخدمين للتخلي عن الشركات المحلية لصالح الحلول الجديدة الأكثر فعالية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news