نظمت الدائرة السياسية في الأمانة العامة لحزب التجمع اليمني للإصلاح ندوة سياسية في مدينة مأرب، تناولت فيها تجربة التجمع في المشاركة السياسية والتحول الديمقراطي، وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيسه.
شهدت الندوة حضور العديد من قيادات الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى قيادات حزبية من محافظة مأرب، والمناضل السبتمبري أحمد قرحش، إلى جانب عدد من القيادات في السلطة المحلية من محافظات مختلفة. واستعرضت ثلاث اوراق عمل
في الورقة الأولى للندوة، قدم الدكتور أحمد حاله، القائم بأعمال رئيس الدائرة السياسية للإصلاح، استعراضاً للمراحل التي برز فيها الإصلاح كقوة مؤثرة منذ تأسيسه. كما تناول جهوده في تعزيز التعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير، وترسيخ قيم الديمقراطية، بالإضافة إلى مشاركته في العمليات الانتخابية رغم ما عانته من بعض الاختلالات.
أكد على الدور التاريخي الذي لعبته الرموز البارزة منذ وقت مبكر في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري، حيث كانت هذه الرموز إحدى الدعائم الأساسية للحياة السياسية على مر مختلف مراحلها، بما في ذلك العمليات الانتخابية. كما ساهمت في تشكيل الحكومات الائتلافية، وابتعدت عن السلطة للمشاركة في صفوف المعارضة من خلال الانتخابات.
وتناول أيضاً تأسيس اللقاء المشترك كتحالف للمعارضة اليمنية، الذي شكل نقطة تحول حقيقية في الخريطة السياسية للتحالفات. وقد أدت هذه الجهود إلى إطلاق مشروع الإصلاح السياسي والوطني الشامل في عام 2005، تلتها الانتخابات الرئاسية عام 2006، ووثيقة الإنقاذ الوطني.
تطرق إلى مساهمته في جهود الإصلاح مع زملائه في التحالف، في إطار حكومة الوفاق الوطني وفي مؤتمر الحوار الوطني، حيث كان عدد أعضائه لا يتناسب مع وزنه السياسي والشعبي. كما قدم العديد من التنازلات من أجل إنجاح مؤتمر الحوار، واستمر في محاولاته لاحتواء تصرفات مليشيا الحوثيين، معتبراً أن رفضه لانقلابهم على السلطة الشرعية يمثل تمسكاً بالإجماع الوطني.
وأكد الاصلاح دعمة ومساندته الجهود الرامية لدعم السلام في اليمن، وفقًا للمرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية المعنية. كما شدد على أهمية نزع السلاح من الميليشيات الحوثية الإرهابية، التي تُعتبر من الأسباب الرئيسية للصراع، وذلك من أجل تحقيق الأمن والسلم على المستويين الدولي والإقليمي.
في ورقته بعنوان الإصلاح والشراكة السياسية، أشار عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، محمود الغابري، إلى الدور البارز الذي لعبه الإصلاح في الحياة السياسية منذ تأسيسه، ووجوده الفاعل في مواجهة التحولات والمتغيرات الهامة.
ودعا الغابري إلى تقييم تجربة اللقاء المشترك، التي تميزت بإصلاحات أكثر نضجاً وإسهاماً في مجالات المشاركة السياسية، بالإضافة إلى دورها الفاعل في التحالف الوطني للأحزاب السياسية الداعمة للشرعية.
وخلال اتصال مرئي، تناول المفكر السياسي الفرنسي وأستاذ العلوم السياسية، البروفيسور فرانسوا بورغا، أهمية الإصلاح في تعزيز الحياة السياسية في اليمن، مُقدماً تقييمًا من منظور غربي. حيث تناول الجذور التاريخية لرموز الحركة الوطنية الإصلاحية، منذ ثورة الميثاق المقدس عام 1948، وحركة الأحرار التي نشأت في مواجهة الحكم الإمامي. كما أشار إلى التجربة الفريدة التي عاشها اليمن، حيث تمتزج فيها تجارب سياسية متنوعة من الشمال والجنوب.
أكد المفكر السياسي الفرنسي أن الإصلاح كان دائماً منفتحاً على المشهد السياسي اليمني، ويمثل تجربة فريدة في المنطقة العربية. كما أشار إلى قيمته الكبيرة وعلاقاته بالقوى السياسية التي ساهمت في تعزيز التعددية السياسية.
فيما قدم رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات، محمد الولص بحيبح، ورقة عمل تناول فيها تقييم مشاركة حزب الإصلاح في العمل السياسي، مشيراً إلى ما حققه من حضور بارز وجهود رائدة في تعزيز التعددية. كما قام بتحليل تجاربه السياسية والانتخابية، مثنياً على البعد الوطني والحضاري الذي أظهره الحزب في مختلف المحطات من خلال التنازلات التي قدمها، معتبراً أن ذلك يعكس التزامه بالمصلحة الوطنية.
كما تناولت عائشة محمد في ورقة عملها الدور المحوري للمرأة الإصلاحية في الساحة السياسية، حيث أضاءت على مساهمتها في تعزيز النظام الجمهوري وتقوية الوحدة الوطنية. كما استعرضت دورها الفاعل في مواجهة الانقلاب وما يترتب عليه من تداعيات، مستندة إلى إيمانها الثابت بمبادئها الوطنية وتربيتها الوسطية التي تبنت الإصلاح، والذي أسس لمفاهيم التعددية والتنوع والتكامل الإيجابي، بالإضافة إلى تعزيز أسس الحرية والديمقراطية.
وأكدت على أهمية الإصلاح في تعزيز دور المرأة من خلال هياكله التنظيمية، حيث تعتبر المرأة شريكًا أساسيًا في نهضة المجتمع، وفي التنشئة السياسية، مع دعم الحزب لدورها السياسي الذي أسهم في إثراء الحياة السياسية وعملية الديمقراطية والانتخابات.
كما سلطت عائشة محمد الضوء على نضالات المرأة الإصلاحية وأدوارها وتضحياتها في المعركة الوطنية ضد مليشيا الحوثي، وقيامها بالتصدي للانتهاكات ورفض سلب إرادتها الحرة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news