أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” – محيي الدين عبد الغني:
في محافظة لحج تعد مدرسة التربة للتعليم الاساسي الواقعة في مديرية المضاربة وراس العارة من أعرق وأقدم المدارس في المحافظة، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى عهد الاستعمار البريطاني والسلطنة اللحجية عام 1956.
وعلى مدى زهاء سبعة عقود من الزمن مثلت المدرسة أهم منارة تعليمية في مناطق الصبيحة في تلك الحقبة، وكانت قبلة للعشرات من الطلاب من مختلف المناطق حيث تلقى العديد من القيادات العسكرية والسياسية والنخب الثقافية التعليم فيها.
بيد أن المدرسة بعد سبعة عقود باتت على وشك الانهيار جراء تقادم المبنى المدرسي والتشققات والتصدعات في أسقف وجدران المدرسة وتساقط الابواب والنوافذ.
انطلق التعليم في المدرسة في العام 1956 وكان عدد الطلاب لايتجاوز في الاربع الفصول التي تم اعتمادها حينها 30 طالبا ثم تزايد الاعداد في سنوات ما بعدها حتى تطور التعليم في المنطقة وباتت تضم المئات من المتعلمين، قبل أن يتم تأسيس المرحلة الثانوية في منتصف التسعينات وهو ما زاد من درجة الاقبال على المدرسة حتى بات خريجوها بالآلاف.
خلال الخمسة عشرة عاما الاخيرة تزايدت حالة التصدعات والتشققات في المدرسة، في حين غضت السلطات المحلية والتربوية المتعاقبة في لحج والمضاربة الطرف عن حال هذا المعلم التاريخي، ولم تفلح جميع الوعود التي قطعت من قبل جهات عديدة للقائمين على المدرسة في تحقيق شي يحافظ على هذا المعلم التعليمي.
يقول رئيس مجلس الآباء في المدرسة وأحد الاداريين الذين أداروا المدرسة في سنوات سابقة “علي المطري” إنهم طرقوا جميع الابواب في سبيل صيانة وحفظ هذا المعلم التربوي الذي تخرج منه الالاف من أبناء الصبيحة ومثلت علامة مضيئة في مكافحة الجهل في المنطقة لكن الجميع تناسى هذه المدرسة والدور الكبير الذي قامت به في سبيل تعليم ابناء مناطق الصبيحة خلال العقود الماضية.
وأشار المطري إلى أن كل الجهات السلطوية تكتفي بهز رؤوسها عند طلب النظر فيما وصلت إليه المدرسة وتعطي وعودا بترميمها والحفاظ عليها ثم تمضي الايام ويتضح أن جميع تلك الوعود كانت سرابا.
وأضاف: مدارس عمرها 20 او تزيد قليلا تم ترميمها وتأهيلها ومدارس في مناطق خاوية من السكان تم بناء مدارس كبيرة فيها وعدد طلابها لا يكاد يغطي فصل من فصولها فيما هذه المدرسة التي تقترب من سبعين عاما من تأسيسها يستكثر المسؤولون عليها الترميم والتأهيل.
في سياق متصل قال سعيد الصبيحي – مدرس – إن المدرسة ضمت في أروقتها طيلة مسيرتها عشرات الاكاديميين والوزراء الذي نهلوا بدايات العلم منها ثم تنكروا للأسف لتاريخها ولم يعد هناك من يهتم لأمر هذه المدرسة التي تعرضت لتدمير ممنهج بدء من خلق الاشكالات في المدرسة على مدى السنوات الماضية مرورا بإفراغها من الكادر الوظيفي وانتهاء بتعطيل ترميمها وتأهيلها على الرغم من ترميم مدارس أخرى في مناطق مجاورة.
وتابع في سياق حديثه أن المدرسة تضم العديد من الوثائق التاريخية أثناء الاستعمار البريطاني وحكم السلطان علي عبد الكريم العبدلي للحج حاول الأهالي نقلها إلى المنازل للحفاظ عليها جراء تساقط النوافذ ما تسببت في دخول مياه الامطار إلى داخل الادارة المدرسية وإتلاف بعض الكتب الدراسية.
وناشد الصبيحي الإعلاميين وقادة الراي في المجتمع إلى الضغط على الجهات المعنية من أجل إنقاذ هذا المعلم والرمز التعليمي قبل أن يصبح أثرا بعد عين جراء تقادم المبنى وتآكل جدرانه وسقوط محتوياته وعدم اكتراث الجهات المعنية للنداءات لإنقاذ المدرسة.
مرتبط
الوسوم
مدرسة التربة للتعليم الاساسي
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news