هل ذبح سيدنا سليمان الخيول المجنحة التي لامثيل لها؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 405 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
هل ذبح سيدنا سليمان الخيول المجنحة التي لامثيل لها؟

كان سيدنا سليمان ملكاً نبياً وكان محباً للخيل مولعاً بحبها، يشرف على شؤونها والعناية بها بنفسه، ومما زاد في حبِّه لها ما حباه الله تعالى من خيول مُجنَّحة لا مثيلَ لها، فكانت عنايته بها أشدَّ من عناية أيِّ فارسٍ بفَرسه، ولذلك كان يحضر استعراضها كلَّ مساءٍ، ويمسح بيدِيه الشريفتين أعناقَها وسيقانها، يقول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31)} والصافنات هي التي تقف على ثلاث وطرف حافر الرابعة، والجياد: السراع.

ولَمَّا رأى سيِّدنا سليمان عليه السلام ما مكَّنه الله تعالى فيه، وآتاه إيَّاه من أسباب المُلك والقوَّة والنصر، ولَمَّا كانت الخيول المجنَّحة تلك محبَّبةً إلى نفسِه؛ تمنَّى أن يكون لدَيه من الأولاد عددٌ كبيرٌ يكفي ليكونوا فرساناً يمتطون صهوات هذه الخيول ليجاهدوا في سبيل الله تعالى معه، وقد دفعته تلك الأمنية إلى الثقة والاعتماد على الأسباب التي منحها الله تعالى له، وازداد في ولعه، فتمنى أمنية وطلب تحقيقها ونسي أن يرد أمرها إلى الله تعالى، وقال سبحانه {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32)}.

ويحدِّثنا رسولنا الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم عن أمنية سيِّدنا سليمان عليه السلام تلك، وما وَقَع له فيها من الفتنة والاختبار الربَّانيِّ؛ فيقول: (قال سُليمان بن داود عليهما السلام: لأَطوفنَّ الليلةَ على مئة امرأة - أو تسع وتسعين- كلُّهنَّ يأتي بفارسٍ يجاهد في سبيل الله.

فقال له صاحبه: قُل إن شاء الله. فلم يقل إن شاء الله، فلم يحمل منهنَّ إلَّا امرأة واحدة، جاءت بشِقِّ رجلٍ، والذي نفس محمَّدٍ بيده؛ لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعين)، وحين أدرك أن حبه للخيل حال دون أن يرد الأمر إلى الله تعالى، أمر بإحضارها وذبحها ليطرد حبها عن أي شاغل عن الله تعالى فقال كما حكاه القرآن الكريم (رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)} [ص: 33]، وحكى الطبري في التفسير: كانت الخيل التي شغلت سليمان، عليه الصلاة والسلام عشرين ألفاً فعقرها. و"من بينها المجنحة".

وفي كتاب البداية والنهاية لابن كثير هذه قصتها:

يذكر تعالى أنه وهب لداود سليمان عليهما السلام، ثم أثنى الله عليه تعالى فقال: "نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ" أي: رجاع مطيع لله، ثم ذكر تعالى ما كان من أمره فى الخيل الصافنات، وهي التي تقف على ثلاث، وطرف حافر الرابعة، الجياد: وهي المضمرة السراع.

"فَقَالَ إِنِّى أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّى حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ" يعني: الشمس، وقيل: الخيل على ما سنذكره من القولين.

"رُدُّوهَا عَلَي فَطَفِقَ مَسْحا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ" قيل: مسح عراقيبها وأعناقها بالسيوف، وقيل: مسح عنها العرق، لما أجراها وسابق بينها وبين يديه على القول الآخر.

والذي عليه أكثر السلف الأول، فقالوا: اشتغل بعرض تلك الخيول حتى خرج وقت العصر وغربت الشمس، روى هذا عن علي بن أبى طالب وغيره، والذى يقطع به أنه لم يترك الصلاة عمداً من غير عذر، اللهم إلا أن يقال: إنه كان سائغاً في شريعتهم فأخر الصلاة لأجل أسباب الجهاد وعرض الخيل من ذلك.

وقد ادعى طائفة من العلماء فى تأخير النبى ﷺ صلاة العصر يوم الخندق، أن هذا كان مشروعاً إذ ذاك، حتى نسخ بصلاة الخوف، قاله الشافعي وغيره.

وقال مكحول، والأوزاعى: بل هو حكم محكم إلى اليوم أنه يجوز تأخيرها بعذر القتال الشديد، كما ذكرنا تقرير ذلك فى سورة النساء عند صلاة الخوف.

وقال آخرون: بل كان تأخير النبي ﷺ صلاة العصر يوم الخندق نسيانا، وعلى هذا فيحمل فعل سليمان عليه السلام على هذا، والله أعلم.

وأما من قال: الضمير فى قوله حتى توارت بالحجاب، عائد على الخيل، وأنه لم تفته وقت صلاة، وإن المراد بقوله: "رُدُّوهَا عَلَي فَطَفِقَ مَسْحا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ".

يعنى: مسح العرق عن عراقيبها وأعناقها، فهذا القول اختاره ابن جرير، ورواه الوالبىي، عن ابن عباس فى مسح العرق.

ووجه هذا القول ابن جرير بأنه ما كان ليعذب الحيوان بالعرقبة، ويهلك مالا بلا سبب ولا ذنب لها، وهذا الذى قاله فيه نظر، لأنه قد يكون هذا سائغا فى ملتهم، وقد ذهب بعض علمائنا إلى أنه إذا خاف المسلمون أن يظفر الكفار على شيء من الحيوانات من أغنام ونحوها، جاز ذبحها وإهلاكها، لئلا يتقووا بها، وعليه حمل صنيع جعفر بن أبي طالب يوم عقر فرسه بموته.

وقد قيل إنها كانت خيلا عظيمة، قيل: كانت عشرة آلاف فرس، وقيل: عشرين ألف فرس، وقيل: كان فيها عشرون فرسا من ذوات الأجنحة.

وقد روى أبو داود فى سننه: حدثنا محمد بن عوف، حدثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأنا يحيى بن أيوب، حدثنى عمارة بن عزية أن محمد بن إبراهيم حدثه، عن محمد بن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: قدم رسول الله ﷺ من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهوتها ستر، فهبت الريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة تلعب، فقال: "ما هذا يا عائشة؟". فقالت: بناتي، ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع. فقال: "ما هذا الذى أرى وسطهن؟". قالت: فرس. قال: "وما الذى عليه هذا؟". قالت: جناحان. قال: "فرس له جناحان؟". قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة. قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه ﷺ.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : تصحيح دبلوماسي لافت في قمة الرياض.. أمير الكويت يعدل خطأ حول اليمن بعد تنبيه من ولي العهد السعودي

يني يمن | 1059 قراءة 

نهاية مميتة لفتاة ليل بعد سهرة محرمة مع شاب

جهينة يمن | 802 قراءة 

الكشف عن أكبر حقل نفط في العالم في دولة انهكتها الحروب.. أكتشاف سيغير موازين القوى العالمية وتتغلب على أمريكا والسعودية!!!!

اليمن السعيد | 711 قراءة 

عاجل : ولي العهد السعودي يدعو للحوار بين الأطراف اليمنية

المشهد اليمني | 665 قراءة 

عاجل : شاهد أمير الكويت يصحح كلمته عن الحوثيين بعد تنبيه ولي العهد السعودي

المشهد اليمني | 524 قراءة 

دبلوماسي سابق يستنكر ما ورد في كلمة سلطنة عمان بشأن اليمن خلال القمة الخليجية الأمريكية (فيديو)

المشهد اليمني | 513 قراءة 

الشرع يكشف المستور: هذا الشخص وراء قرار رفع العقوبات الأميركية عن سوريا

مساحة نت | 498 قراءة 

كواليس اتفاق واشنطن والحـ.ـوثي .. معلومات تنشر لاول مرة

صوت العاصمة | 484 قراءة 

خلال القمة "الخليجية - الأمريكية "…دبلوماسي سابق يستنكر ما ورد في كلمة سلطنة عمان بشأن اليمن

جهينة يمن | 471 قراءة 

غياب الملك السعودي عن لقاء ترامب يثير جدلا

اليمن السعيد | 446 قراءة