ترمب - هاريس وجهاً لوجه أمام عشرات الملايين من الأميركيين

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 143 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ترمب - هاريس وجهاً لوجه أمام عشرات الملايين من الأميركيين

حتى قبل موعد المناظرة، التي يترقّبها الأميركيون والعالم باهتمام خاص نظراً لما يمكن أن تعنيه محلياً وخارجياً، شاعت التساؤلات عن نتائج مواجهة نائبة الرئيس كامالا هاريس، ومنافسها اللدود الرئيس السابق دونالد ترمب في مناظرة بين مرشحَين رئاسيَّين لديهما مقاربتان متناقضتان تماماً لقيادة الولايات المتحدة، لما لا يقل عن السنوات الأربع المقبلة، في اختبار يُتوقَّع أن يكون الأكثر تأثيراً في مجمل الحياة السياسية للمرشحة الديمقراطية، مقابل خصم جمهوري عنيد مجرّب خلال عهد كامل في البيت الأبيض.

 

ووسط تقارب شديد في الاستطلاعات في الولايات السبع المتأرجحة، كان فريقا كل من ترمب وهاريس يأملان في رفع نسبة حظوظهما خلال مناظرة الدقائق الـ90 التي يمكن أن تكون اليتيمة بينهما، بضيافة شبكة �إيه بي سي� الأميركية للتلفزيون في فيلادلفيا، وهي مركز الثورة الأميركية الذي شهد توقيع إعلان الاستقلال، وكتابة الدستور الأميركي، ومهد ولادة أميركا وعاصمتها الأولى.

 

وجاءت المناظرة هذه بعدما تمكّنت هاريس خلال أقل من شهرين من تحويل مسار انتخابات عام 2024 بشكل مثير للإعجاب، بعد الأداء البائس الذي قدّمه الرئيس جو بايدن في مناظرته ضد ترمب عبر شبكة �سي إن إن� في يونيو (حزيران) الماضي، ودفعه إلى إنهاء مساعيه من أجل إعادة انتخابه. وهي أعادت الولايات المتأرجحة: بنسلفانيا، وجورجيا، وميشيغان، وويسكونسن، وأريزونا، ونيفادا، ونورث كارولاينا، بوصفها ساحات معارك انتخابية، بعدما كاد معظم الديمقراطيين يفقدون الأمل في احتمالات الفوز في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

الأصوات الـ270

وحتى اللحظات التي سبقت موعد المناظرة، لم يؤدِّ نجاح هاريس في توحيد حزبها الديمقراطي وتصويرها بوصفها صوتاً جديداً للتغيير والانتقال إلى جيل جديد من السياسيين الأميركيين، إلى إنشاء مسار حاسم لحصولها على الأصوات الـ270 الذهبية من مجموع 538 صوتاً في المجمع الانتخابي، وبالتالي الفوز بالرئاسة، علماً بأن المؤشرات كانت ترجّح قبل المناظرة فوز ترمب، الذي نجا من محاولة اغتيال وعشرات التهم الجنائية.

وعلى الرغم من أن المناظرات الرئاسية لا تقرر مصير الانتخابات. فإن تأثيرها كان �كارثياً� لبايدن، ويمكن أن تمثل أفضل فرصة متبقية لهاريس لإحباط جهود ترمب للعودة إلى البيت الأبيض، نظراً لعقدها في وقت الذروة تلفزيونياً وكونها من أكثر المناسبات الإعلامية أهمية سياسياً عند عشرات الملايين من الأميركيين، وبينهم الملايين ممن لم يحسموا خيارهم الانتخابي مع بدء عمليات الاقتراع عبر البريد أو عن بُعد، وقبل نحو 8 أسابيع فقط على وضع أوراقهم في صناديق الاقتراع.

 

وكان يتوجب على هاريس في فيلادلفيا استخدام مهاراتها الخطابية التي غالباً ما جرى التشكيك فيها خلال عملها نائبةً للرئيس، علماً بأن هذا المنصب لا يمكن أن يكون طاغياً بسبب التوقعات المطلوبة من الرئيس نفسه. وفي حين كانت لها لحظات مهمة في المناقشات وجلسات الاستماع حين كانت سيناتورة في مجلس الشيوخ، كافحت هاريس أحياناً لصوغ سياسات ومواقف واضحة تحت الضغط في مواقف عفوية. كما أن المقابلة الإعلامية الرئيسية الوحيدة التي أجرتها منذ صارت مرشحة الحزب الديمقراطي في 21 يوليو (تموز) الماضي عبر شبكة �سي إن إن� الشهر الماضي، لم ترفع مستوى أدائها المتوقع في المناظرة الوحيدة حتى الآن مع ترمب. ومع أنها شاركت في مناظرات في 3 محطات انتخابية منفصلة، ​​ستكون هذه أول مناظرة - �مغامرة� لها منذ مواجهتها نائب الرئيس السابق مايك بنس عام 2020.

امرأة وسوداء

بينما تسعى هاريس إلى أن تصير أول امرأة سوداء ومن أصل جنوب آسيوي رئيسةً للولايات المتحدة، ستقترب للمرة الأولى من منافس لا يتورع عن فعل للفوز بالرئاسة، ولديه سجل في استخدام التعابير العنصرية والجنسية لتحقيق مكاسب سياسية. وهو شكك حتى الآونة الأخيرة في ذكائها وأصلها العرقي بوصفها امرأة سوداء، وضخّم التلميحات الجنسية عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لكن المرشحة الديمقراطية تبدو مصممةً على عدم الانجرار إلى فخاخه. ورفضت أخيراً مناقشة خطاب ترمب القائم على العرق بوصفه �الدليل القديم والمتعب نفسه� عند الأميركيين.

وتتمتع هاريس بخبرة سياسية رفيعة المستوى، ولكن أقل بكثير من المرشحة الديمقراطية لعام 2016 وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، أو بايدن عندما واجها ترمب في المناظرات الرئاسية. وحتى بعض أعضاء حزبها لم يعتقدوا بأنها أقوى زعيمة ديمقراطية محتملة في حقبة ما بعد بايدن.

لكن المناظرة مثلت لهاريس فرصةً لتغيير التصورات حول حنكتها السياسية. ويمكن أن يكون لفشلها المحتمل ثمن هائل؛ لأن ترمب متهم بأنه حاول تقويض الديمقراطية الأميركية بعد انتخابات 2020، وتمكّن من وضع نفسه على طريق العودة إلى رئاسة جديدة أعلن أنه سيكرس جزءاً منها لـ�الانتقام�. وتأكدت المخاطر بالنسبة للديمقراطيين، الأسبوع الماضي، حين تعهّد ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بمقاضاة وسجن مسؤولي الانتخابات والمعارضين السياسيين والمانحين وغيرهم من �غشّاشي� الانتخابات، حيث وجّه مزيداً من الاتهامات الكاذبة بأن خسارته عام 2020 كانت نتيجة لتزوير إرادة الناخبين.

 

تحديات لفوز هاريس

ومع ذلك، إذا تمكّنت هاريس من تحمل الضغوط ومواجهة الهجوم العنيف من ترمب، فإن المناظرة تُقدِّم لها فرصاً كبيرة، وربما أكثر من تلك المتاحة لترمب، المعروف عنه أنه إما محب أو كاره. يمكن أن يؤدي أداؤها الناجح إلى إنشاء منصة صلبة لإقناع الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد في الولايات المتأرجحة الحرجة بأنها لديها خططاً موثوقة لتحسين حياتهم. وأفاد استطلاع أجرته صحيفة �نيويورك تايمز�، بالتعاون مع كلية سيينا أخيراً، بأن لدى هاريس فرصةً لتعزيز شعبيتها، إذ تبين أن 28 في المائة من الناخبين المحتملين يريدون معرفة مزيد عنها، في حين أن 9 في المائة فقط يعتقدون الشيء نفسه عن المرشح الجمهوري.

 

ولكن لتحقيق النجاح في المناظرة، تواجه هاريس 3 مهمات صعبة. وتتمثل الأولى في إيجاد توازن بين دحض ما تتوقعه حملتها من هجمات ترمب وما تسميها �أكاذيبه� والتأكيد على رسالتها التي تدعي أنها �تكافح من أجل الشعب الأميركي� بخلاف ترمب الذي �يقاتل من أجل نفسه فحسب�. أما الثانية فتركز على تحييد التناقض الأساسي في حملتها، وهي أنها عامل للتغيير والتجديد على الرغم من كونها جزءاً من إدارة بايدن غير الشعبية. وفي تحدٍ ثالث ذي صلة، يجب على هاريس محاولة تعويض بايدن في قضيتين يقول الناخبون إنهما الأكثر أهمية بالنسبة لهم: إدارة الاقتصاد والهجرة.

وفي الوقت نفسه، تحتاج هاريس إلى إيجاد طريقة لصد اتهامات ترمب ضدها بأنها تراجعت عن سياسات دعّمتها خلال حملتها الانتخابية التمهيدية الديمقراطية القصيرة الأمد في عام 2019، بما في ذلك سياسات استخراج النفط عبر التكسير الهيدروليكي، وكذلك الحدود.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

قيادات حزب الإصلاح تستعد لمغادرة الحياة السياسية.. وإعلان رسمي يكشف ما يحدث خلف الكواليس

المشهد اليمني | 729 قراءة 

أنباء عن تعيين القائد السابق للمنطقة العسكرية الثانية قائداً للفرقة الثانية بـ«درع الوطن» وبدء إعادة هيكلة القوات في صحراء العبر

يني يمن | 590 قراءة 

الزبيدي يضع شرطًا لمشاركة القوات الجنوبية في تحرير صنعاء

نيوز لاين | 523 قراءة 

باحث سعودي: المفاوضات تتسارع والانتقالي يقع في فخ حساباته

نيوز لاين | 455 قراءة 

محلل عسكري يكشف ورقة ضغط سياسية قد تُربك الحوثي والانتقالي

نيوز لاين | 424 قراءة 

تحرير حوالي 97 قطاعا نفطيا تضم نحو 3,000 بئر في كل من حضرموت وشبوة

عدن تايم | 336 قراءة 

عاجل: اندلاع اشتباكات قبلية في شبوة

كريتر سكاي | 306 قراءة 

تصريحات أصالة نصري عن اليمن تثير الجدل من جديد.. ماذا قالت؟

المشهد اليمني | 300 قراءة 

الداعري يفجر مفاجأة مدوية حول أكذوبة توقف تصدير النفط وكيف تُصرف عوائده لمناضلي المنفى

نافذة اليمن | 279 قراءة 

عشبة القات تصل مكة المكرمة والقبض على مقيم بحوزته كمية كبيرة

يمن فويس | 268 قراءة