تهامة بين تفكيك المقاومة وتغيير ديمغرافي: مخطط طارق صالح والقوى الزيدية وأبعاده على أمن السعودية

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 200 مشاهده       تفاصيل الخبر
تهامة بين تفكيك المقاومة وتغيير ديمغرافي: مخطط طارق صالح والقوى الزيدية وأبعاده على أمن السعودية

منذ اللحظة التي قرر فيها طارق صالح أن يجعل من تهامة قاعدته العسكرية والسياسية، بدأت تتصاعد الشكوك والتساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا القرار. فتهامة، البعيدة جغرافيا عن صنعاء، والمختلفة عقائديا وثقافيا عن المناطق الزيدية، لم تكن الخيار الطبيعي لشخص ينتمي إلى خلفية زيدية ويرتبط بعمق مع مناطق أقرب إلى صنعاء. لكن ما حدث هو أن طارق صالح اختار تهامة، وسرعان ما بدأ بتنفيذ خطوات تهدف إلى تفكيك المقاومة التهامية وإضعاف قواها المحلية، وهو أمر يثير تساؤلات جدية حول نواياه الحقيقية وأبعاد مخططاته المستقبلية.

منذ اليوم الأول لدخول طارق صالح إلى تهامة، كان تركيزه واضحا على تفكيك المقاومة التهامية، القوة التي كانت تمثل ركيزة محلية مهمة للدفاع عن المنطقة. بدأ طارق باستخدام الجانب المالي كأداة لتفكيك هذه المقاومة، حيث قام بشراء الولاءات واستقطاب بعض قادتها، وفي ذات الوقت أضعف الآخرين أو همشهم. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يسعى طارق إلى إضعاف قوة محلية مدربة وذات عقيدة سنية؟ وهل هناك هدف أعمق من مجرد السيطرة على المنطقة؟ وهل يهدف طارق إلى تفريغ تهامة من أي قوة محلية قد تعيق خططه المستقبلية؟

الخطوات التي قام بها طارق تشير إلى وجود نية واضحة لإقصاء أي قوى محلية في تهامة، واستبدالها بقوى ذات عقيدة زيدية. وهذا التحول لا يمكن النظر إليه على أنه مجرد صدفة، بل يبدو كجزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى إعادة تشكيل التركيبة السكانية في تهامة لصالح قوى زيدية. وإذا كانت هذه الخطوات تهدف إلى إحداث تغيير ديمغرافي طويل الأمد، فإن ذلك يشكل خطرًا كبيرًا على استقرار المنطقة وعلى الأمن القومي السعودي.

من المثير للقلق أن طارق صالح لم يسعى فقط إلى تفكيك المقاومة التهامية، بل بدأ أيضا في بناء مدن سكنية جديدة في تهامة مخصصة لأبناء المناطق الزيدية. هذا التحرك يعزز المخاوف من أن هناك خطة لإعادة تشكيل هوية تهامة الثقافية والدينية، وهو أمر قد يكون له تداعيات خطيرة على المدى الطويل.

وإذا نجحت هذه الخطة، فقد نجد أنفسنا أمام جيل جديد من السكان الذين قد يكون ولاؤهم مختلفا عن السكان الأصليين للمنطقة، مما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في توازن القوى في المنطقة.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف تمكن طارق صالح من تنفيذ هذه الخطوات رغم وجود مقاومة محلية؟ وهل يمكن أن يكون هناك تظليل أو خداع من قوى زيدية و أطراف إقليمية أثر على تقييم الوضع في تهامة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن يقف وراء هذا التظليل وما هي الأهداف الحقيقية التي يسعى هؤلاء لتحقيقها؟

إذا كانت تهامة تمثل خاصرة أمنية استراتيجية للمملكة العربية السعودية، فإن أي تغيير في طابعها السكاني أو العقائدي قد يؤدي إلى تداعيات مباشرة على أمن المملكة. فتهامة ليست مجرد منطقة يمنية نائية، بل هي جزء لا يتجزأ من النسيج الجغرافي والثقافي للمنطقة الجنوبية من المملكة. وإذا تمكنت قوى زيدية من السيطرة على تهامة أو تغيير طابعها الديمغرافي، فإن ذلك قد يشكل تهديدًا طويل الأمد للأمن القومي السعودي.

من هنا، فإن السؤال الأكبر هو: ماذا يجب أن يكون الرد السعودي على هذه التحركات؟ هل يجب على المملكة أن تنتظر حتى تتضح معالم هذه التحركات، أم أنها بحاجة إلى اتخاذ إجراءات استباقية لضمان أن تبقى تهامة في يد أبنائها ولا تتحول إلى قاعدة لقوى قد تستخدمها للضغط على المملكة في المستقبل؟

هناك مؤشرات على أن طارق صالح يخطط لاستخدام تهامة كقاعدة لإعادة ترتيب الأوراق السياسية والعسكرية في اليمن، بما يخدم أجندات زيدية طويلة الأمد. وإذا كانت هذه المؤشرات صحيحة، فإن المملكة بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في اليمن لضمان عدم تحول تهامة إلى نقطة ضعف يمكن استغلالها ضدها.

فالسعودية بحاجة إلى أن تكون يقظة ومستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات المحتملة، لأن ما يحدث في تهامة قد لا يكون مجرد صراع محلي، بل جزءًا من مخطط أوسع يهدف إلى تغيير موازين القوى في المنطقة. والتصرف بحزم وبسرعة قد يكون الخيار الأفضل لضمان استقرار المنطقة وحماية الأمن القومي للمملكة على المدى الطويل.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ستار لينك تعدل أسعارها لليمنيين بأسعار أرخص

موقع الجنوب اليمني | 3522 قراءة 

الذي نكب حزب الله.. شاهد من هو المتورط في صفقة أجهزة البيجر في لبنان ولماذا اختفى في يوم التفجير؟

المشهد اليمني | 2693 قراءة 

من نتائج المباحثات في أبوظبي رفع علم الجمهورية اليمنية وإنزال علم الانفصال

وطن الغد | 2285 قراءة 

اعلان روسي مفاجئ بشأن اليمن

يني يمن | 2079 قراءة 

شاب سعودي‬⁩ ذهب للتبرع بكليته لفتاة لا يعرفها و أثناء العملية حدثت المفاجأة!

وطن الغد | 1956 قراءة 

الحوثي يختطف أمين أبو رأس بعد تضامنه مع قيادات المؤتمر المعتقلين بصنعاء

نيوز لاين | 1938 قراءة 

عاجل : في ظل تطورات غير مسبوقة .. إعتقال أبو رأس بصنعاء

كريتر سكاي | 1659 قراءة 

الداعية المصري خالد الجندي: أرفض وأحتج على أي شخص يقول إن النبي مات.. وهذه حقيقة ما حدث له

المشهد اليمني | 1622 قراءة 

تعقب التحقيق في أجهزة الاتصال المنفجرة في لبنان يقود الى هاتين الدولتين

يني يمن | 1504 قراءة 

توجيهات رئاسيه لإقاله ثلاثة محافظين .. من هم ؟

نيوز لاين | 1354 قراءة