شهدت مناطق عدة في اليمن مؤخرا أمطارا غزيرة وفيضانات جارفة تسببت في مقتل 60 شخصا وألحقت أضرارا بآلاف الناس، لكن عودة تفشي الكوليرا هو خطر آخر يتهدد حياة السكان في هذا البلد الفقير، الذي يشهد حربا أهلية منذ 9 سنوات.
في الأسابيع الأخيرة، شهدت مناطق عدة في اليمن وبينها مديرية حيس الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، سيولا جارفة نتيجة هطول أمطار غزيرة. وقد أسفرت الفيضانات عن مقتل 60 شخصا وألحقت أضرارا بـ268 ألف آخرين منذ أواخر تموز/يوليو في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بحسب الأمم المتحدة.
بعد نزاع استمرّ نحو عقد وتسبب بسوء تغذية حاد وبتدمير المراكز الطبية، تستعدّ حيس لأزمة صحية جديدة عقب الفيضانات التي قد تحمل معها أمراضا تنتقل عن طريق المياه ومنها الكوليرا.
عودة تفشي مرض الكوليرا في اليمن
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أمس الثلاثاء (27 أغسطس/آب 2024) عن "عودة تفشي مرض الكوليرا شديد العدوى" في اليمن، وقالت في بيان "تم الإبلاغ حتى تاريخ 18 آب/أغسطس الجاري، عن أكثر من 172 ألف و23 حالة إسهال مائي حاد وحالات كوليرا مشتبه بها في اليمن، مع 668 حالة وفاة مرتبطة بها". وقالت المنظمة " إن المرض "ويمكن أن يؤثر بشكل خاص على الأطفال الصغار الذين يعانون مسبقاً من سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي والفقر والنزوح".
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير صدر مؤخرا إن "الموجة الأخيرة (من الكوليرا) ...تفاقمت بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تلتها، ما زاد من خطر تلوث المياه ".
وقالت مديرة التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ليزا داوتن، إن خطة الأمم المتحدة للاستجابة للكوليرا في اليمن قدرت في البداية وجود 60 ألف حالة في الفترة الممتدة من نيسان/أبريل إلى أيلول/سبتمبر 2024.
وحذّرت المسؤولة الأممية أمام مجلس الأمن الدولي في 15 آب/أغسطس من أنه "إذا لم يتم تعزيز جهود الاستجابة على الفور، فإن عدد الحالات المشتبه بها قد يرتفع أكثر، ليتجاوز 250 ألف حالة في غضون أسابيع قليلة".
تحذير من "كارثة طبية"
وقال بكيل الحضرمي طبيب الطوارئ في "مركز علاج الإسهال" الواقع في مديرية حيس على بعد 120 كلم نحو جنوب مدينة الحُديدة، حيث يرقد أشخاص يُشتبه بإصابتهم بالكوليرا، إن "الإقبال زاد بسبب السيول والأمطار" في مديرية حيس وأكد لوكالة فرانس برس أن "الطاقم المداوم يتحمل فوق طاقته ويمكن أن ينهار في أي وقت"، محذّرا من "كارثة طبية إن لم يتم الاستجابة لها من الجهات المعنية".
والكوليرا الناجمة عن تلوث المياه أو الغذاء، هي مرض متوطن في اليمن الذي يشهد منذ 2014 نزاعا بين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية والحوثيين المدعومين من إيران.
وسُجّلت في اليمن حيث تسبب النزاع بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، 2,5 مليون حالة خلال فترة تفشي وباء الكوليرا الأخيرة في البلاد أي بين 2016 و2022، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. وقالت الوكالة الأممية إن ذلك شكل " أكبر تفشٍ للكوليرا على الإطلاق في التاريخ الحديث"، مع أكثر من أربعة آلاف وفاة.
وساهم النقص الشديد في المياه وتهالك المنشآت الصحية وارتفاع معدلات سوء التغذية، في زيادة حالات الكوليرا منذ أواخر العام الماضي. واستثمرت اليونيسف حتى الآن، حوالي 9ر7 مليون دولار لأغراض التأهب والوقاية والاستجابة لتفشي المرض من خلال الجمع بين الدعم في مجالات المياه والصرف الصحي والصحة وتغيير السلوك الاجتماعي، "ولكنها لا تزال بحاجة إلى حوالي 2ر6مليون دولار بحلول نهاية العام لتلبية الاحتياجات على أرض الواقع"، بحسب البيان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news