” حياة الماعز ” وقسوة كفيل سعودي

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 231 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
” حياة الماعز ” وقسوة كفيل سعودي

قبل أربعة أعوام ، تلقيت رسالة من صديقي العراقي ، الدكتور "علي الشليلي" المقيم في فنلندا ، يخبرني فيها ان استعد للسفر للعمل في المعهد الملكي الفنلندي للإبداع، وبراتب كبير يسيل له اللعاب، وقد سرني الأمر كثيرا، فاستشرت صديقي المفكر والأديب " عبد العزيز الحميدي " الذي يعيش في بريطانيا ويحمل جنسيتها، فنصحني باغتنام الفرصة والسفر الى فنلندا والبقاء فيها لفترة طويلة حتى احصل على الجنسية انا وأولادي، لكن زوجتي " أم محمد " حسمت الجدل، ورفضت السفر وقررت البقاء في المملكة وعدم المغادرة ، ثم إنها أقنعت أولادي بعدم مرافقتي للسفر وأشعلت ثورة منزلية ضدي، فكانوا يصرخون في وجهي بين الحين والأخر " إرحل"، لذلك شكرت صديقي العراقي وأخبرته بأني سوف ابقي في السعودية ، وأكدت له انني مستعد ان اخسر أي شيء لكن لا أستطيع التضحية بزوجتي وعيالي وخسارتهم ، مهما كانت المغريات.

ما جعلني أتذكر هذا الأمر ،هو ان صديق عزيز اتصل بي منذ يومين وسألني ان كنت قد شاهدت الفيلم الهندي " حياة الماعز " فقلت له لا لم أشاهده ولا تعجبني الأفلام الهندية لأن نصفها غناء ورقص والنصف الأخر خيال لا يمت للواقع بصلة ، حيث يهزم بطل الفيلم كل أعدائه المدججين بالسلاح الفتاك ويقضي عليهم جميعا بسكين مذحل، لكني فوجئت به يسألني عن الفترة التي قضيتها في السعودية ، ويطلب مني أن أكتب بكل صدق وأمانة وتجرد وانصاف عن حياتي خلال هذه الفترة الطويلة التي قضيتها في المملكة، فوعدته أن افعل ذلك.

الحقيقة أن الشعوب العربية جميعها وبدون استثناء، تتغلب فيها عواطفهم الجياشة، على عقولهم النيرة ، وهذا أمر أدركه كل من يكنون العداء للعرب فقاموا بتشغيل آلتهم الإعلامية الجبارة، لتشويه كل ما هو عربي ، سواء عن طريق الأفلام أو الإعلام ، او وسائل التواصل الإجتماعي لتغذية عقولنا بالأكاذيب والأباطيل ، وتمكنوا فعلا من غسل أدمغتنا واقناعنا بأن القذافي شخص مجنون ، وصدام حسين يقتل شعبه دون رحمة وعلي عبد الله صالح دمر اليمن وحول حياة الشعب اليمني إلى جحيم ، وبعد أن وقع الفأس في الرأس عادت تلك الشعوب تبكي وتذرف الدموع وتندم على غبائها وتصديقها لتلك الأكاذيب ، وصارت تحلم بعودة زعمائها.

إن استخدام الافلام ومختلف وسائل الاعلام للهجوم على الكفيل السعودي وتصويره على انه شخص لا يرحم المقيمين، يجعلني اشعر بالحيرة والدهشة ، فكيف لنا ان نصدق هذا الإعلام الخسيس والذي بلغ من الحقارة والانحطاط والأكاذيب إنه يصور الخنزير "نتنياهو" قاتل النساء والأطفال والمستمر بالابادة الجماعية للشعب الفلسطيني ، بأنه بطل يدافع عن شعبه ، بل ويستقبله الكونجرس الأمريكي استقبال الفاتحين الأبطال، وقناعتي الشخصية هو أن من يصدق الإعلام الغربي، أو ما يشاهده من محتوى، هو شخص سطحي وغارق في الجهالة وليس في رأسه ذرة عقل.

وختاما سوف أفي بوعدي لصديقي والخص الفترة الطويلة التي قضيتها في المملكة ، وأقول بكل أمانة وانصاف وتجرد انني شاهدت الكثير والكثير من المقاطع لمقيمين من مختلف الجنسيات ، وكيف انقذت الفزعة السعودية حياتهم من موت محقق ، ولعل ما علق في ذهني ولا أستطيع نسيانه هو حادثين أحدهما لمقيم سوداني أسمه عبد الله نشرت قصته مجلة " البرق السودانية" التي تصدر في الخرطوم ، وكشفت ان المقيم السوداني ارتكب حادث مروري تسبب في وفاة مقيم باكستاني فكان أمامه خيارين، إما الإعدام او دفع الدية ، فأطلق صرخة استغاثة يطلب من السعوديين الفزعة ، فلم تمضي سوى ساعتين فقط حتى جمع السعوديين ربع مليون ريال سعودي هي دية الباكستاني وانقذوا حياة المقيم السوداني.

أما الحادثة الثانية ، فوقعت لي شخصيا ، ووثقتها في مقال نشرته في "المشهد اليمني" وكان بعنوان // هذا الضابط السعودي يستحق قبلة على الرأس // فقد كنت اقف أمام اشارة المرور الحمراء ، ولاني كنت في عجلة من أمري فقد قطعتها، لكن سيارة المرور السرية اوقفتني واخذوني الى إدارة المرور في الناصرية لتوقيفي مدة 24 ساعة ، وعندما شاهدني أحد الضباط ابكي انتهرني بشدة ، وقال ان اليمنيين شجعان ولا يبكون مثل النساء لمجرد التوقيف ليوم واحد فقط ، فقلت له انا لا أبكي خوفا من التوقيف، ولكن ابنتي الصغيرة مريضة ولا يوجد أحد يذهب بها للمستشفى ، فانقلب موقفه تماما ومنع توقيفي ، وقال كان عليك ان تنظر دقائق بسيطة وما كان ليحدث هذا الأمر لو انك التزمت النظام والقانون ، لكن اكراما لفتاتك الصغيرة لن احجزك في التوقيف، فشكرته وانصرفت.. هذا هو الشعب السعودي الذي عرفته عن كثب ، لذلك مهما قيل عن السعودية أو السعوديين من أكاذيب وشائعات فلن تستمر طويلا ، لأنها ببساطة أكاذيب باطلة يدحظها الواقع وحبال الكذب قصيرة.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الدولار يتراجع والريال يصعد.. خبير يكشف كواليس انقلاب اقتصادي والضربة الموجعة لهوامير السوق

نافذة اليمن | 558 قراءة 

السفير الأمريكي يزف بشرى سارة افرحت ملايين اليمنيين

نيوز لاين | 480 قراءة 

الناشط بجماعة الحوثي “جحاف” في العناية المركزة.. نجله يؤكد دخوله في غيبوبة (فيديو)

يمن ديلي نيوز | 420 قراءة 

في خطوة ثانية خلال أسبوع: هائل سعيد أنعم تخفض أسعار منتجات الألبان مجددًا

المرصد برس | 394 قراءة 

قرارات مرتقبة تهز الحكومة: سحب إقامات الوزراء في الخارج ومهلة أخيرة قبل الإقالة

نافذة اليمن | 388 قراءة 

ظهور أخطر قائد عسكري جنوبي في المكلا

صوت العاصمة | 357 قراءة 

تصعيد حوثي يستهدف آخر الحلفاء.. تحركات للتخلص من أبو رأس والسامعي في صنعاء

يني يمن | 355 قراءة 

انتكاسة تلوح في الأفق: خبير يحذر من تداعيات وديعة المركزي

نيوز لاين | 342 قراءة 

امريكا تمهل الشرعية 90 يوماً

اليوم السابع اليمني | 306 قراءة 

تعميم من البنك المركزي موجه إلى كافة البنوك وشركات ومنشآت الصرافة العاملة في الجمهورية

صوت العاصمة | 291 قراءة