هاجم الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ترامب، في كلمته خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي المنعقد في شيكاغو، في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس/ آب 2024
حيث تشتد المعركة الانتخابية يوما بعد يوم بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة مع اقتراب يوم الاقتراع، وتهيمن أحداثها الدرامية على اهتمام الصحف العالمية.
نبدأ جولة الصحف مع صحيفة الغاريان ومقال رأي كتبه أستاذ السياسة العامة بجامعة كاليفورنيا، روبرت رايك، بعنوان “الديمقراطيون ينتقلون في المعركة الانتخابية من مهاجمة الجمهوريين إلى التركيز على إثارة ما يؤلمه”.
يستهل الكاتب مقاله بالقول إن الديمقراطيين أخيرا بدأوا في توجيه ضربتهم في المعركة الانتخابية مباشرة لترامب، بدلا مما يسمونه بـ”الطريق السريع”، وهو مهاجمة الحزب الجمهوري ككل.
“يكره ترامب أن يسخر منه الناس”، يوضح الكاتب، “فهو لا يستطيع أن يتحمل السخرية”.
وانتقد كاتب المقال بعضا من مواقف وتصريحات ترامب السابقة، إذ قال إن “البؤس الأخلاقي” للمرشح دونالد ترامب بدا واضحاً تماما؛ فعندما اتهم بالفشل في دفع ضرائب الدخل، رد “هذا يجعلني ذكيا”، وبهذا أشار إلى ملايين الأمريكيين بأن “دفع الضرائب بالكامل ليس من واجبات المواطنة”.
كما تباهى ترامب أيضا، حسب المقال، بإعطاء المال للسياسيين حتى يفعلوا ما يريد. “عندما يتصلون بي، أعطيهم. وأنت تعلم أنه عندما أحتاج إلى شيء منهم بعد عامين أو ثلاثة أعوام، أتصل بهم”.
ويشير الكاتب إلى أنه كان من المفترض أن يكون الانتقال السلمي للسلطة بعد أي انتخابات سمة أساسية للديمقراطية الأمريكية، لكن ترامب عندما خسر، شرع في انقلاب ضد الولايات المتحدة وحرض على الهجوم على مبنى الكونغرس الأمريكي، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
“لقد ضحّى ــ ولا يزال يضحي ــ بالمؤسسات التي تدعم أمريكا لتحقيق أهدافه الأنانية”، على حد زعمه.
يستحق الانتباه نهاية
وإلى صحيفة الفاينانشال تايمز ومقال رأي كتبته، جيليان تيت، بعنوان “الحلم الأمريكي يحتاج إلى تحديث”.
تقول الكاتبة إنه في الأشهر المقبلة، ستظهر مبادرة جريئة على عتبة وزارة الخزانة الأمريكية القوية؛ إذ تعمل مجموعة من المانحين (معظمهم من رجال الأعمال) على إعادة تصميم ثلاثة مبان تاريخية لإنشاء متحف يدافع عن “الحلم الأمريكي”. ولإبراز هذا، يسجل معهد ميلكن مقابلات مع 10 آلاف شخص حول تجاربهم مع هذا الحلم.
وعلى حد تعبير أحد المانحين الرئيسيين، فإن الهدف من ذلك هو توفير “منارة أمل”.
وتضيف الكاتبة أنه لا شك أن بعض الديمقراطيين سوف يرتعدون خوفا. لأن هذا المشروع يقوده مايكل ميلكين، الذي اخترع سوق السندات غير المرغوب فيها في ثمانينيات القرن العشرين، قبل أن “يعترف بالذنب في انتهاك الأوراق المالية”.
ومع ذلك، توضح الكاتبة بأن السخرية من الفكرة ستكون رد الفعل الخاطئ، وأنه إلى جانب ضرورة دعم الفكرة لا بد من التركيز على سؤال حيوي حول الحلم الأمريكي نفسه، وهذه هي الفرصة التي يوفرها هذا المشروع.
يشير المقال إلى أن استطلاعا للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث ونشر الشهر الماضي، وجد أن 53 في المئة فقط من الأمريكيين ما زالوا يعتقدون أن هناك حلماً أمريكياً ــ في حين يقول 41 في المئة إنه كان موجوداً في الماضي ولكنه انهار الآن.
وتعكس استطلاعات الرأي الأخيرة، التي أجرتها مجموعات أخرى، مثل مركز أبحاث الشمال الأوروبي، كما يوضح المقال، هذا “التشاؤم”.
ويضيف المقال، أنه من اللافت للنظر بنفس القدر الانحراف الديموغرافي، إذ يظهر استطلاع مركز بيو أن الناخبين الأصغر سنا والأكثر فقرا والأقل تعليما هم الأكثر شعورا بخيبة أمل على الإطلاق، “ولا عجب أن يواصل ترامب إعلان أن الحلم الأمريكي مات”، فالرسالة قوية تقول الكاتبة.
لكن هناك سؤال حاسم، تتساءل الكاتبة، هل هذا الحلم الأمريكي محدد بالجغرافيا؟ أم أنه هدف غير مجسد؟
وتجيب: بالنسبة لترامب، فإن الجغرافيا هي المحور: فهو يعتقد أن الحلم يموت لأن جحافل المهاجرين “تُسمم وطنا أمريكيا مقدسا”. ولكن بالنسبة للديمقراطيين، فإن المفهوم أقل ارتباطًا بالحدود أو النقاء الوطني، إذ تعتقد نائبة الرئيس، كامالا هاريس أن “جميع الأمريكيين يجب أن تتاح لهم الفرصة لتحقيق نصيبهم من الحلم الأمريكي”.
“وعد بلفور، ووعد ترامب، وصخرة السنوار”
ترامب
وإلى صحيفة القدس العربي ومقال رأي آخر كتبه عبد الناصر سلامة بعنوان “وعد بلفور، ووعد ترامب، وصخرة السنوار”.
يقول الكاتب إنه على الرغم من وضوح موقف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، “المنحاز بشدة لنظام الاحتلال الإسرائيلي”، إلا أن ما ذكره قبل عدة أيام، خلال أحد مؤتمراته الانتخابية، بشأن تفكيره في توسيع دولة إسرائيل، كان مفاجئاً، معللا ذلك بأنه يرى أن المساحة الحالية لإسرائيل صغيرة – ويضيف الكاتب: “وهنا تذكرتُ على الفور الوعد البريطاني المشؤوم، المعروف بوعد بلفور، وما تلاه من أحداث لا تزال قائمة حتى الساعة”.
ويضيف، أن وعد بلفور الذي صدر في عام 1917، لم يتحقق بين عشية وضحاها، ذلك أن إعلان إنشاء دولة إسرائيل صدر عام 1948، أي بعد 31 عاما، تفاعلت خلالها الأحداث الدرامية “من قتل وتهجير، وتواطؤ دولي، وهزيمة عربية، شابها الكثير من ممارسات الخيانة، التي مازالت تراوح مكانها حتى الآن”.
لذلك يقول إنه يجب التعامل مع “وعد ترامب، باعتباره أمرا جديا، يرقي لدرجة الاهتمام، سياسيا وإعلاميا وشعبيا، إلا أن أي شيء من ذلك لم يحدث، وكأن التاريخ يعيد نفسه”.
ويوضح الكاتب أنه عندما نبحث في التصورات التي يمكن أن يلجأ إليها عقل ترامب، في كيفية توسيع رقعة إسرائيل، “سنجد أنها لا يمكن أن تخرج عن ثلاثة سيناريوهات: ضم غزة وتهجير أهلها إلى مصر، ضم الضفة الغربية وتهجير أهلها إلى الأردن، ضم أراض أخرى من مصر أو الأردن، أو كل ذلك معاً، وهو ما يعني أن مصر والأردن في كل الأحوال أمام خطر واضح المعالم” حسب الكاتب.
ويشير المقال إلي أنه يمكن ملاحظة ذلك من خلال “مجموعة من الشواهد”؛ أولها “التدمير الكلي” لقطاع غزة والإصرار على جعله بيئة غير قابلة للحياة بأي شكلٍ من الأشكال. ثانيها: تدمير وحرق منازل ومزارع وممتلكات مواطني الضفة الغربية، ثالثها: “الضغط على مصر” اقتصادياً، من خلال صندوق النقد الدولي، والعواصم الأوروبية، وحدوديا من خلال المشاكل مع كل من ليبيا والسودان وإثيوبيا، حسب رأي كاتب المقال.
ويرى أن يحيى السنوار، القائد السياسي والعسكري لحركة حماس، بتنفيذه لعملية طوفان الأقصى، “التي كان هدفها بالدرجة الأولى والأخيرة، تحرير فلسطين”، قد “حقق الكثير عن قصد أو عن غير قصد”، مثل: “وقف مخطط توسيع الكيان، ووقف مخطط تهويد الأقصى، الذي مازال يجاهر به بعض وزراء حكومة الاحتلال، وإظهار الحجم الطبيعي لكيان الاحتلال بعد أن كان يمثل من خلال الجيش، شرطي المنطقة، وقوة الردع المتحكمة في مصائرها”، وفق الكاتب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news