يمن ديلي نيوز:
قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الدينية “نبيل البكيري” عودة نشاط تنظيم القاعدة في محافظة أبين (جنوبي اليمن) مؤخراً، مؤشر على الطبيعة، السياسية والأمنية التي أصبحت تحكم التنظيم وليس الطبيعية العقائدية الايديولوجية.
جاء ذلك في حديث مع “يمن ديلي نيوز” حول العمليات الأخيرة لتنظيم القاعدة في محافظة أبين ودلالاتها وارتباطاتها والمستفيد من هذه العمليات. موضحا: تنظيم القاعدة حاليا تنظيم سياسي يؤدي مهام ووظائف سياسية، وليس تنظيم عقائدي أيدلوجي.
وفي 16 أغسطس/آب الجاري أودت عملية “انتحارية” في معسكر اللواء الثالث دعم وإسناد بمحافظة أبين أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها بحياة 16 عسكريا وإصابة 18 آخرين في أول عملية انتحارية شهدتها اليمن منذ سنوات.
ارتباطات تحكم تحركاته
الباحث “البكيري” تحدث لـ”يمن ديلي نيوز” عن ارتباطات باتت تحكم تحركات التنظيم سواء على المستوى المحلي أو الاقليمي عموما، وبالتالي عودة القاعدة أو داعش تحت هذه المسميات هي عودة للاستغلال والتوظيف السياسي لملف القاعدة، واستغلاله في الصراعات الداخلية بين الاطراف المتصارعة في الداخل اليمني”.
وأضاف: تنظيم القاعدة لم يعد بتلك الجسارة والقوة التي من خلالها يكون فاعلا أو وازنا في الساحة السياسية اليمنية، أو حتى إقليمياً ومحليا لأن التنظيم انحسر كثيرا وأصبح منبوذا وخاصة بعد الخلاف الذي نشأ بعد سيطرة طالبان على أفغانستان وطرد التنظيم وقياداته، وزوال مايسمى داعش من سوريا والعراق”.
وأردف: العمليات الانتحارية توقفت وعادت الآن، وكما قلت سابقًا إن تنظيم القاعدة هو ظاهرة سياسية وإعلامية أكثر منها ظاهرة أيدلوجية عقائدية حقيقية”.
وأستدرك: “صحيح يوجد أفراد يؤمنون بهذه الافكار، لكنهم لا يمثلون خطراً وقوة بحيث أنهم يسهمون في تغيير خارطة وموازين القوى على الارض، بل هم أفراد وجماعات بسيطة يتم اختراقها وتوظيفها إقليميا ودوليا ومحلياً من خلال مخابرات”.
“البكيري” أشار إلى وجود “ارتباطات لأفراد من تنظيم القاعدة مع مخترقين ينتمون لجماعة الحوثي، وبعض الأجهزة المخابراتية الاقليمية والدولية، وبالتالي عودة هذه العمليات هو نوع من الصراع السياسي أكثر من أن يكون صراع أيدلوجي وعقائدي”.
العلاقة مع الحوثيين
وعن علاقة تنظيم القاعدة بجماعة الحوثي وإيران قال “البكيري”: لا شك “أن إيران مخترقة لهذا التنظيم بشكل كبير، وكانت تجربة التنظيم في دولة العراق وسوريا والتي سميت بداعش، كان لها دلالة كبيرة على مدى النفوذ ومدى القوة والاختراق الايراني لهذه الجماعة”.
وتابع: اختراق إيران لتنظيم القاعدة استمر في توظيف هذه الجماعة في صراع إيران مع خصومها من الجماعات والمجتمعات السنية في العراق وسوريا أيضاً، واستطاعت أن توظف هذا التنظيم لصالح تصفية حساباتها حتى مع الجماعات الشيعية التي كانت لا ترغب بالنفوذ التام لإيران في العراق”.
الحوثي المستفيد الأكبر
وعن المستفيد من عودة تنظيم القاعدة في أبين قال الباحث في شؤون الجماعات الدينية “نبيل البكيري”: بلا شك المستفيد الاكبر هي جماعة الحوثي، باعتبار أن الجماعة تقدم نفسها للمجتمع الدولي أنها نقيضة للقاعدة وداعش، وعلى افتراض أن تنظيم القاعدة تنظيم حقيقي وليس ظاهرة إعلامية سياسية، وبالتالي هي توظف هذا المسار، فلا شك أن الحوثي المستفيد الاوحد من هذه القاعدة”.
وعن مستقبل تنظيم القاعدة قال “نبيل البكيري”: ليس لهذا التنظيم أي مستقبل، وسيظل عبارة عن مجاميع وجماعات يتم اختراقها وتوظيفها في صراعات سياسية في المنطقة”.
وختتم حديثه بالقول، “بعد مقتل القيادات الكبيرة من الظواهري إلى أسامة بن لادن إلى الكثير من القيادات حتى على المستوى اليمني كالريمي وباطرفي، كل هذه القيادات الكبيرة التي كانت تمثل رقما داخل التنظيم لم يعد التنظيم سوى مظلة لشبكات ومخابرات دولية واقليمية ومحلية”.
مرتبط
الوسوم
محافظة أبين
الجماعات الدينية
تنظيم أنصار الشريعة
تنظيم القاعدة
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news