أعلن ميناء صلالة العُماني انخفاض مناولة الحاويات بنسبة 16 في المئة خلال النصف الأول من العام الجاري، مع استمرار تحويل مسار سفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول لتجنب الإبحار في البحر الأحمر بسبب ما يشهده من هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة.
وبالرغم من قربها إلى الحوثيين وجدت سلطنة عمان نفسها تدفع ضريبة هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر من خلال خسائر ميناء صلالة.
وقالت شركة صلالة لخدمات الموانئ الخميس إن الميناء، وهو الأقرب إلى حدود السلطنة مع اليمن، سجل مناولة 1.679 مليون حاوية شحن في الأشهر الستة حتى 30 يونيو مقارنة مع 1.999 مليون حاوية قبل عام.
وقال دين دافيسون رئيس قسم الاستشارات البحرية في شركة إنفراتا إن خطوط الشحن التي تتجنب منطقة البحر الأحمر تتفادى المسار الذي يقع فيه ميناء صلالة.
الحوثيون يستفيدون من تسهيلات سياسية وفرتها لهم السلطنة، والمفتي الخليلي يؤيد هجماتهم على الملاحة
وتكمن المفارقة في أنّ الحوثيين يستفيدون من تسهيلات سياسية وفرتها لهم السلطنة للتواجد والتفاوض، بينما أيد مفتي عمان أحمد الخليلي هجماتهم التي تستهدف الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن بدعوى معاقبة إسرائيل اقتصاديا.
وأظهر مفتي عمان تأييده لجماعة الحوثي في تهديدها لحركة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن. ورحّب بقيام الجماعة باحتجاز سفينة شحن عن طريق منشور له على موقعه في منصّة إكس قال فيه “نشكر من أعماق قلوبنا وخالص نوايانا الشعب اليمني العربي الأصيل المسلم الشقيق على خطواته الإيجابية في تصديه للسفن الصهيونية، فقد قال وصدق ووعد فوفّى فللّه درّه”.
كما دعا في المنشور ذاته “الشعب اليمني الشقيق كلّه إلى الالتفاف حول هذا المبدأ الديني العظيم في مناصرة المظلومين والمضطهدين من أشقائنا”.
وتحولت العاصمة العمانية مسقط إلى محطة رئيسية في سياق الجهود الإقليمية والدولية النشطة لحلحلة الملف اليمني، وسهّل العمانيون للحوثيين لقاء مسؤولين أميركيين ومن دول في الإقليم. كما سهّلت وفود عمان من صنعاء وإليها التقارب الحوثي – السعودي.
وشملت خسائر مسقط من قربها إلى الحوثيين استهداف الخزانة الأميركية شركات عمانية وأفرادا مقيمين في السلطنة بعقوبات؛ وذلك بدعوى تسهيلهم تجارة غير شرعية للحوثيين تتم عبر عمان.
وفيما يعتقد العمانيون أن انفتاحهم على الحوثيين شرط ضروري لإنجاح أي وساطة في اليمن، وجدوا أنفسهم يدفعون الضريبة التي دفعتها دول أخرى إقليمية أو عالمية لا صلة لها بالحوثيين.
ومؤخّرا قال وزير النقل العماني سعيد المعولي إنّ أحداث البحر الأحمر أثّرت بنسبة ثلاثين في المئة في حركة الشحن عبر الموانئ العمانية، مشيرا إلى أن الكثير من السفن اختارت المرور عبر رأس الرجاء الصالح وابتعدت عن ميناء صلالة.
وتشن جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن التي تظن أنها متجهة إلى إسرائيل أو الولايات المتحدة أو مرتبطة بهما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
واضطرت الكثير من شركات الشحن البحري إلى تحويل مسار سفنها نحو طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والمُكْلف وتجنب المرور عبر قناة السويس بسبب الهجمات.
وتتوقع إدارة ميناء صلالة استمرار انخفاض مناولة الحاويات حتى نهاية العام على الأقل إذا ظلت الأزمة دون حل. وأضافت الشركة المشغلة للميناء أنها لا تتوقع أن تخف حدة الاضطرابات قريبا.
وقالت الشركة إن المناولة عبر محطة البضائع العامة للميناء ارتفعت بنسبة أربعة في المئة إلى 11.655 مليون طن في النصف الأول من العام مدفوعة بزيادة الطلب على صادرات الجبس والحجر الجيري.
وقالت إليانور هادلاند، المحللة البارزة لشؤون الموانئ والمحطات في شركة درويري، “بشكل عام، النتيجة ليست سيئة في ظل ظروف السوق الصعبة للغاية”. وأعلنت شركة دي.بي ورلد للموانئ واللوجستيات في دبي الخميس انخفاض أرباحها في النصف الأول من العام بنسبة 59 في المئة بسبب اضطراب حركة الشحن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news