أصبح يحيى السنوار الذي أكد في مناسبات عدة سيره على نهج الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بشكل رسمي يوم الثلاثاء، رئيسا جديدا لمكتب حركة "حماس" السياسي.
ويترقب الفلسطينيون والعرب وحتى على الصعيد العالمي نهجا جديدا في تعامل حماس مع عدد الملفات مع إجماع لدى المحللين أن الحركة تتجه نحو الصرامة والتشدد في القضايا الوطنية مدفوعة بشخصية السنوار التي يصفها العارفون به بأنها "قوية".
وتعتبر مسألة الوحدة الوطنية واحدة من أبرز القضايا التي تقض مضجع الشعب الفلسطيني، والتي سيكون للسنوار كلمة حاسمة فيها بعد انتهاء الحرب، سيما مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية.
وأكثر ما يمهد الطريق أمام السنوار لتحقيق اختراق في موضوع الوحدة الوطنية، هو أن السنوار مستعد لقبول دولة فلسطينية واحدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 (غزة والضفة والقدس الشرقية)، وهو أمر تجمع عليه كافة الأحزاب والحركات الفلسطينية، كـ"حل مرحلي".
يتبنى السنوار موقفا إيجابيا تجاه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وقد قام في أكثر من مناسبة بتمجيد عرفات، مؤكدا على احترامه للرجل ومعترفا بدون شك انه زعيم الشعب الفلسطيني.
وقد حاول السنوار إصلاح العلاقات مع السلطة الفلسطينية وفتح وإنهاء حالة الانقسام في الأرضي الفلسطينية ضمن مصالحة وطنية، إلا أن هذه المحاولات انتهت إلى الفشل.
وخلال خطابات في تجمعات شعبية في قطاع غزة، كان السنوار كثير الحديث إلى عرفات، واصفا إياه بـ"القائد الخالد".
ففي إحدى كلماته قبل 3 سنوات في غزة، قال السنوار" أقول للرئيس الخالد أبو عمار نم يا قرير العين بعد أن أصبح لدى مقاومة شعبك مئات الصواريخ يكون فيها بتل أبيب وغوش دان".
وفي مسيرات العودة في أبريل من العام 2018 والتي كانت تجري على الحدود الشرقية لقطاع غزة، قال السنوار، إنه " على عهد المقاومة والتحرير، ونسير على نهج الشهيد ياسر عرفات بموازنة الكفة ومقاومة العدو".
وأضاف في كلمة له أمام الشبان المتظاهرين شرقي قطاع غزة: "خرجنا اليوم، وسنخرج على مدار الأيام المقبلة، وسنفاجئ شعبنا، ولينتظر العدو زحفنا القريب، ونقول له: على القدس رايحين شهداء بالملايين (جملة شهيرة استخدما عرفات في معظم خطاباته الثورية)".
وفي العام 2021، قال السنوار: "بدي أقولكم شغلة سجلوها، سجلوا الرقم 1111، ايش تفاصيل الرقم لا نريد أن نقوله في هذا الوقت، سيأتي في وقت لاحق".
وبعد عام من الترقب أفصح السنوار عن سر الرقم "1111"، في خطاب له في ذكرى إحياء يوم القدس العالمي في مدينة غزة، مشيرا إلى أن "هذا يعني عدد الصواريخ في الرشقة الأولى التي ستطلقها المقاومة على إسرائيل"، مؤكدا أن "هذا الرقم من أجل تخليد ذكرى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات"، وهو تاريخ وفاة عرفات في فجر يوم الخميس 11 - 11 من العام 2004.
كما يجاهر السنوار بموقف إيجابي تجاه خليل الوزير (أبو جهاد)، حيث قال في إحدى خطاباته في "مسيرات العودة" العام 2018: "لو كان أبو جهاد حيا اليوم، لكان بيننا على الحدود أو في غرفة عمليات عسكرية".
وخليل الوزير الذي يلقب بـ"أمير الشهداء" كان أحد مؤسسي حركة فتح ونائبا للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، كما تولى قيادة (جهاز الأرض المحتلة -القطاع الغربي).
وكان الوزير التحق سنة 1952 بجماعة الإخوان المسلمين، وكان أمين سر مكتب الطلاب للاخوان المسلمين في غزة، قبل أن يتوجه لتأسيس حركة فتح. وتم اغتياله في 16 أبريل من العام 1988، حيث كان يعد قائدا للانتفاضة الأولى.
يعتبر السنوار أحد قادة حماس القلائل الذين مازالوا يتمسكون بخيار التصالح مع حركة "فتح"، ولم يتردد في المقابلات الصحافية أو في الفعاليات الشعبية من إظهار إعاجبه وتمسكه بنهج ياسر عرفات وخليل الوزير، ومسار حركة "فتح" الداعي إلى مقاومة إسرائيل.
وفي العام 2017، التقى السنوار برئيس التيار الإصلاحي في حركة فتح محمد دحلان في القاهرة، وتم خلال الاجتماع الاتفاق على عدد من القضايا. ويقول مطلعون على الاجتماع، أن "العناق كان حميميا" بين الرجلين عند بدء اللقاء.
يذكر أن السنوار ودحلان ولدا وترعرعا سويا في مخيم خانيوس، واهتما في مسيرتهما النضالية في الشق الأمني حيث تولى دحلان مناصب أمنية عليا في السلطة الفلسطينية (رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة)، في حين اتجه السنوار لتأسيس جهاز مخابرات حماس (المجد).
والسؤال الآن، هل يستطيع مؤسس جهاز "المجد الأمني" ورئيس أقوى تنظيم فلسطيني في مواجهة إسرائيل، من تحقيق إنجاز ملموس في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية؟.. الأرضية موجودة باتفاق الفصائل الفلسطينية في الصين مؤخرا.
المصدر: RT
.
//
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news