شكراً لتكريمي .. وإن لم يكن إلا جحوداً.. بقلم /محمد المسيحي

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 42 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
شكراً لتكريمي .. وإن لم يكن إلا جحوداً.. بقلم /محمد المسيحي

عدن توداي

كتب/ محمد المسيحي

ما كذب من قال:

“ما أكثر الأصحاب حين تعدهم … ولكنّهم في النائبات قليلُ.”

في زمن عجيب كهذا، شهدنا فيه تلاشي الوفاء من نفوس الناس وتنكّرهم لبعضهم البعض، بات من المؤلم أن يجد الإنسان نفسه في مواقف عجيبة لا تتوانى عن إدهاشه في كل مرة. فمن كان يتوقع أن يُذكر اسمه ليس تكريماً، بل على سبيل المهزلة والاستهزاء؟

ما يحز في النفس أكثر هو أنني لم أتصور يوماً أنني سأُجازى بهذه الطريقة. لم يخطر على بالي أن أكون عدواً لأشخاص كانوا بالأمس القريب أقرب الناس إليّ. كيف يمكن لمن دافع ووقف وعمل وكافح أن يُعامل اليوم بوحشية وعدوانية من أناس كانوا يُعتبرون أصدقاءً؟

لكن لا غرابة في ذلك، فهذه الحياة مليئة بالدروس والعبر. هناك الكثير من هؤلاء الذين ينكرون المعروف وينسون صنائع الخير، حتى أن بعضهم ينكر معروف والديه، فكيف لا ينكر صديقٌ معروف صديقه أو قريبٌ جميل قريبه؟ هذه سُنّة الحياة، تعلمنا معادن الناس، لكن لا ندم على معروف صنعته مع ناكر له.

لكن ما أشد الأسف على نفسي الطيبة التي كانت تعامل الناس بصدق وبراءة، لم أكن أدرك أن هناك من يتربصون بنا ويحيكون المكائد من خلفنا.

الألم يزداد حين تكون الصدمة أن من يمكر بك هم من وقفت معهم بكل ما أملك، وبذلت لهم قُصارى جهدك ليكونوا منا وفينا. لكن للأسف، حين فتحوا آذانهم للآخرين ونسوا ما قدمنا لهم، عاملونا وكأننا أعداء.

آه من أناس صدقوا غيرنا وجرحوا من وقف معهم وكان عضداً لهم. نحن من تحمل لأجلهم كل أنواع الأذية والشتم والسب والتشويه، كل ذلك من أجل شخصهم الكريم. لكن خابت الظنون، لم أتوقع أن من تشاركنا معه المأكل والمشرب هو من يرسل إلينا أشد الطعنات من الخلف، فيما الأعداء الحقيقيون ينتظرون ساعة سقوطهم.

لم أتوقع يوماً أن يُكرمونا بهذه الطريقة المقززة.

ليت هذا التكريم كان ورداً وسلاماً، ليت كان شكراً وثناءً، ليت كان إكراماً وعرفاناً، ليت كان وفاءً وإحساناً، ليت كان محبة واعترافاً بالجميل، ليت كان تذكاراً واستذكاراً لما مضى من سالف الأيام، ليت كان قطعة من كيكة وحفلة. لكن، ما تنفع “ليت” حين نصبح في زمن النكران والجحود.

هل حقاً نحن في أواخر الزمان؟ فقد أصبح الصادقون في نظر الناس كاذبون والكاذبون صادقون.

نحن في انتظار الأيام، فكم هي حُبلى بالمشاهد المحزنة أو السارة.

فتحياتي لمن جرح فؤادي ووجه خنجره المسموم نحو ظهري، فليتك غرزته في صدري لعله يكون أقل ألماً.

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الجوازات السعودية تعلن رسمياً عن منح المقيمين حق الاقامة لمدة عشر سنوات بدون ترحيل وبدون كفيل لمن ينطبق عليهم شرط واحد فقط

نيوز لاين | 634 قراءة 

السفير اليمني لدى قطر يعلن عن بشرى سارة

نيوز لاين | 610 قراءة 

الكشف عن تطور مثير في صنعاء وتوقعات بخروجها عن السيطرة

وطن نيوز | 502 قراءة 

هل ستوقف اليمن عملياتها العسكرية ضد الكيان الصهيوني بعد إتفاق حماس والكيان الحوثي يجيب على السؤال.

جهينة يمن | 446 قراءة 

تحذير من صنعاء للإمارات

اليمن السعيد | 401 قراءة 

تكريم المعلم اللحجي فاضح "الانتقالي"

العربي نيوز | 397 قراءة 

رئيس "حماس" الجديد يتحدث عن اليمن (فيديو)

العربي نيوز | 388 قراءة 

أجواء مشحونة بالترقب تسود صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين !

المشهد اليمني | 385 قراءة 

لمن ينطبق عليهم شرط واحد فقط...الجوازات السعودية تعلن رسمياً عن منح المقيمين حق الاقامة لمدة عشر سنوات بدون ترحيل وبدون كفيل

اليمن السعيد | 385 قراءة 

أول تعليق للحـوثيين على وقف إطلاق النار في غزة.. هل انتهت حربهم مع إسرائيل؟!

وطن الغد | 378 قراءة