شكراً لتكريمي .. وإن لم يكن إلا جحوداً.. بقلم /محمد المسيحي

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 77 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
شكراً لتكريمي .. وإن لم يكن إلا جحوداً.. بقلم /محمد المسيحي

عدن توداي

كتب/ محمد المسيحي

ما كذب من قال:

“ما أكثر الأصحاب حين تعدهم … ولكنّهم في النائبات قليلُ.”

في زمن عجيب كهذا، شهدنا فيه تلاشي الوفاء من نفوس الناس وتنكّرهم لبعضهم البعض، بات من المؤلم أن يجد الإنسان نفسه في مواقف عجيبة لا تتوانى عن إدهاشه في كل مرة. فمن كان يتوقع أن يُذكر اسمه ليس تكريماً، بل على سبيل المهزلة والاستهزاء؟

ما يحز في النفس أكثر هو أنني لم أتصور يوماً أنني سأُجازى بهذه الطريقة. لم يخطر على بالي أن أكون عدواً لأشخاص كانوا بالأمس القريب أقرب الناس إليّ. كيف يمكن لمن دافع ووقف وعمل وكافح أن يُعامل اليوم بوحشية وعدوانية من أناس كانوا يُعتبرون أصدقاءً؟

لكن لا غرابة في ذلك، فهذه الحياة مليئة بالدروس والعبر. هناك الكثير من هؤلاء الذين ينكرون المعروف وينسون صنائع الخير، حتى أن بعضهم ينكر معروف والديه، فكيف لا ينكر صديقٌ معروف صديقه أو قريبٌ جميل قريبه؟ هذه سُنّة الحياة، تعلمنا معادن الناس، لكن لا ندم على معروف صنعته مع ناكر له.

لكن ما أشد الأسف على نفسي الطيبة التي كانت تعامل الناس بصدق وبراءة، لم أكن أدرك أن هناك من يتربصون بنا ويحيكون المكائد من خلفنا.

الألم يزداد حين تكون الصدمة أن من يمكر بك هم من وقفت معهم بكل ما أملك، وبذلت لهم قُصارى جهدك ليكونوا منا وفينا. لكن للأسف، حين فتحوا آذانهم للآخرين ونسوا ما قدمنا لهم، عاملونا وكأننا أعداء.

آه من أناس صدقوا غيرنا وجرحوا من وقف معهم وكان عضداً لهم. نحن من تحمل لأجلهم كل أنواع الأذية والشتم والسب والتشويه، كل ذلك من أجل شخصهم الكريم. لكن خابت الظنون، لم أتوقع أن من تشاركنا معه المأكل والمشرب هو من يرسل إلينا أشد الطعنات من الخلف، فيما الأعداء الحقيقيون ينتظرون ساعة سقوطهم.

لم أتوقع يوماً أن يُكرمونا بهذه الطريقة المقززة.

ليت هذا التكريم كان ورداً وسلاماً، ليت كان شكراً وثناءً، ليت كان إكراماً وعرفاناً، ليت كان وفاءً وإحساناً، ليت كان محبة واعترافاً بالجميل، ليت كان تذكاراً واستذكاراً لما مضى من سالف الأيام، ليت كان قطعة من كيكة وحفلة. لكن، ما تنفع “ليت” حين نصبح في زمن النكران والجحود.

هل حقاً نحن في أواخر الزمان؟ فقد أصبح الصادقون في نظر الناس كاذبون والكاذبون صادقون.

نحن في انتظار الأيام، فكم هي حُبلى بالمشاهد المحزنة أو السارة.

فتحياتي لمن جرح فؤادي ووجه خنجره المسموم نحو ظهري، فليتك غرزته في صدري لعله يكون أقل ألماً.

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

انفراجة إقتصادية تاريخية: البنك المركزي اليمني يتلقى أول دفعات الدعم من بنوك دولية كبرى

العاصفة نيوز | 483 قراءة 

شركة الغاز في مأرب تلزم الوكلاء ببيع الاسطوانة بهذا السعر

يمن فويس | 414 قراءة 

المناضل الجنوبي "البيض" يصارع مرض السرطان في مصر ويناشد للتدخل العاجل

الأمناء نت | 413 قراءة 

الأرصاد تحذر: أمطار رعدية ورياح عاتية تضرب عدة محافظات خلال 72 ساعة

حشد نت | 367 قراءة 

عاجل|البنك المركزي يستعد لاستلام الدعم الأول

صوت العاصمة | 366 قراءة 

مأساة في إب.. حمار يجر امرأة مسنّة حتى الموت أمام أنظار الأهالي

يني يمن | 356 قراءة 

قرارات وشيكة لحزب المؤتمر في صنعاء بفصل “أحمد علي” وعدد من القيادات

المشهد اليمني | 320 قراءة 

تفاصيل جديدة عن منخفض المونسون.. اليمن على موعد مع أمطار غزيرة

عدن نيوز | 300 قراءة 

القرية تبكي فقيدتها.. حمار يسحل امرأة مسنّة حتى الموت في إب

المشهد اليمني | 289 قراءة 

اشتباكات عنيفة في مارب وسقوط قتلى وجرحى واحتراق مخيمات للنازحين

المشهد اليمني | 237 قراءة