نخب مصنوعة

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 92 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
نخب مصنوعة

عدن توداي:

*بقلم/حسين السليماني الحنشي*

هذه النخب المصنعة من قبل المهيمنين على العالم.

لا تاتي من فراغ، ولا تقف هذه الشلل عند حد الأمنيات والرغبات والتطلعات للشعوب، إنما تُترجم عملها وينطق به سلوكها….

وتأتي إلى الواقع عبر المنظمات الجماهيرية، والحقوقية، وكل سبيل ينادي أصاحبه، وكل هدف تضعه يجذب أتباعه إلى المستنقع المطلوب من قبل المصّنع، وليس عن اقتناع بالضرورة، إنما لتحصيل منفعة ما.

كما كانت الامبراطوريات سابقاً تصنع من تشاء بطرق تقليدية لاتستمر أكثر، بل وتكتشف بسرعة أو قد يكتب لها النجاح إلى وقت أطول، وما ساعدها في البقاء على اتصال هو ضعف التواصل بينها وبين المصّنع، على عكس مما نعانيه اليوم من النخب المصنعة في أوطاننا؛ فهي الوطن والوطنية، وهي الزعامة، وتكمن أهميتها القصوى في البقاء في قيادة البلد؛ لأنها تمثل الشعب وتطلعاته، وتمثل المناضل الجسور، وتعد أيضاً من الرموز الوطنية!

التي لانقاش فيها ، بل بالروح بالدم نفديك يا….

فقد كان الاتحاد السوفياتي سابقا (روسيا اليوم) والولايات المتحدة الأمريكية، وقبلهما إنجلترا وفرنسا، كانت لها نخب شجعتهم، أو صنعتهم على عيونها، لحمل الأفكار وإشاعتها في المجتمعات قاطبة، وفتحت لهؤلاء مؤسسات وهيئات، وأطلقت لهم منابر ومنصات ومطبوعات تصدروها، بل وسلمتهم البلاد والعباد، وتم كل هذا في خفاء وبتحايل، على عكس اليوم، فهي تصدرها، كعلب أو مواد ينتجونها…

ووصلوا على عربات مدرعة يجوبون بها الشوارع الممتلئة بالدخان، وهم وسط الغبار يضعون حجر الأساس لمشروعات وهمية.

وسارت كثير من النخب (الحكومات) التي قامت في بعض الدول بعد الاستقلال على النهج ذاته، إذ كان عليها أن تبحث عن (كلابها)حاملي خطابها إلى الشعوب، أو من ينتجون خطابا؛ لتبرير سلوك (الإستعمار) ويعلنون أنه أفضل مراحل الإنسانية! وبهذا يتم تجميل صور الإستعمار، وتسويق السائد والمتاح منه باعتباره أفضل ما يمكن بلوغه، ثم دعوتهم إلى الصبر على الفقر والضيم والإهانة.

ولم يختصر التصنيع تلك النخب على الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي فقط، بل وصل إلى النخب الدينية التي تحرم الوسائل المواصلة إلى التحرير والتحرر من الأصنام التي اتتنا من الغرب، تعبد الله على حرف!

وهذا يرجع الى مصلحة الساعين إلى الهيمنة أو التحكم، سواء كانوا يمثلون قوى استعمارية، أو شركات متعددة الجنسيات، أو تنظيمات عابرة للحدود، أو أيديولوجيات تكون من الموالين لهم في الصدارة، حتى يضمنوا تأثيرا واسعا لخطابهم، فإنهم يسخون بالمال والجهد في سبيل أن يضعوا هؤلاء في صدارة المشهد، ويصنعوا من بينهم رموزا، ما يضمن أن العائد من وراء هذا، مهما زادت كلفته، سيكون كبيرا.

لا يخلو عهد من أمثال هؤلاء المتصدرين للمشهد بتدبير وربما تآمر، رغم أن أمثالهم يكونون في الغالب الأعم ليسوا أصحاب نضال أو شعبية راسخة، حتى يكونوا جديرين بحيازة الصدارة.

أو إن ظروفاً معينة، فرضتها سلطة الحكم والمال…

وهذا المسلك ليس جديداً على الإنسانية.!

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الإرياني يكشف نهب الحوثيين لأكثر من 103 مليارات دولار وتدمير الاقتصاد الوطني

حشد نت | 836 قراءة 

تحركات مريبة.. واشنطن تدفع لتفجير جبهة اليمن – السعودية

مساحة نت | 829 قراءة 

درجات حجرية وسرداب تحت الأرض.. اكتشاف أثري في ذمار يثير الاهتمام

تهامة 24 | 655 قراءة 

محافظ مأرب يتمرد ويرفض توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن

صوت العاصمة | 642 قراءة 

كم بلغ سعر الدولار اليوم؟ تغيّرات جديدة في صرف الريال اليمني بصنعاء وعدن

المرصد برس | 613 قراءة 

بالأسماء.. البنك المركزي يوقف تراخيص 6 منشآت وفروع شركات صرافة

تهامة 24 | 606 قراءة 

قرار عاجل من البنك المركزي اليمني يغير مصير ملايين الدولارات

عدن نيوز | 553 قراءة 

الحكومة تتحدث عن مشروع كبير يهدف لتغيير اليمن

كريتر سكاي | 548 قراءة 

من الفرح إلى الفخ: كيف استُدرج مغتربو إب في أمريكا إلى حفل زفاف عائلة صالح؟

المرصد برس | 363 قراءة 

أسعار صرف الريال اليمني مساء الخميس 14 أغسطس 2025

عدن تايم | 298 قراءة