الكاتب : عادل الشجاع*
تحاول أمريكا إلصاق تهمة الإرهاب بكل من يقاوم شرها، لكنها تتجنب تطبيق ذلك على عصابة الحوثي التي تخوض حربا بالوكالة عن أمريكا، ظلت أمريكا صامتة حول العنف والإرهاب الذي ارتكبته هذه العصابة، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية أوعزت للسعودية والإمارات تبني شرعية مهمتها تمرير القرارات التي تنتزع الشرعية من اليمنيين وتضفيها على عصابة الحوثي .
بينما اليمن تئن تحت وطأة جماعة الحوثي الإرهابية وتنزف من أمنها واستقرارها واقتصادها وجغرافيتها، نجد الولايات المتحدة الأمريكية ترعى هذه العصابة وتحتضنها وتجند من يدافع عنها في أروقة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى، وترفض وتعليق اليمنيين من مواجهتها عسكريا، وتقدم لها كل أنواع الدعم وتمرير الأسلحة لها .
تسمين هذه العصابة وعلفها جعلها تتوحش وتتمدد وجعلها قادرة على خوض حروب تشبه الحروب التقليدية التي تخوضها الجيوش النظامية، لم يقتصر أمر التسمين والاحتضان لهذه العصابة على أمريكا، بل امتد إلى المملكة العربية السعودية قائدة التحالف، التي أضحت المتحدث الرسمي باسم اليمن ونيابة عن الشرعية لتحقيق ما تريده أمريكا .
ما يحدث اليوم من مراضاة لهذه العصابة، ليس سوى ترجمة حرفية للوحش الذي تضخم وصار يهدد مستقبل اليمنيين، خاصة بعد احتفال هذه العصابة بيوم الولاية الذي يجيز لها إلغاء الجمهورية والعودة مجددا إلى النظام الإمامي واستعباد اليمنيين، ولا أدري ماذا ينتظر أولئك الذين يناصرون هذه العصابة، بعد إعلانها الصريح تبني مشروع الولاية الذي يعني استعباد الآخرين .
إن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر مخرب لقواعد السلام والاستقرار في اليمن، وهي مصدر تزايد عدم اليقين وعدم الاستقرار في اليمن والمنطقة، لقد أضحت مهددة لسلام اليمنيين وتسببت بتواطئها مع عصابة الحوثي في عواقب وخيمة على اليمن، وبالتالي أصبحت التحدي الأكبر لاستقرار اليمن واليمنيين، لذلك فإن أمريكا ليست قدرا محتوما، حتى يستسلم اليمنيون للعبث الأمريكي .
وبالرغم من زعم الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تدافع عن قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، إلا أنها تساعد عصابة الحوثي الإرهابية في قمعها ومصادرتها لحرية اليمنيين وإرادتهم، فقد كان الكونجرس الأمريكي يضج من هجمات التحالف العربي واعتبرها تجاوز عن الدفاع عن النفس، لكنه صمت عن التهديدات الحوثية ومهاجمتها لمنشآت مدنية داخل المملكة العربية السعودية، كي يدفع السعودية لمقايضة أمنها بأمن اليمنيين .
أيا كان موقفنا من التحالف، إلا أن مسار الحرب الذي اتخذته أمريكا، ساعد جماعة الحوثي على تصعيد هجماتها وتوسيع مد نفوذها داخل اليمن، فهي تمارس ضغوطها داخل الرباعية على السعودية، فألجأ السعودية للضغط على الشرعية ومصادرة القرار اليمني كل هذا حفز الحوثيين على استكمال انقلابهم .
ولست بحاجة إلى القول، إن ما تقوم به السعودية من مفاوضات واتفاقات باسم اليمن، يعد مرفوضا، لأنها تشتري أمنها المزعوم من عصابة الحوثي على بأمن اليمن واستقرارها، وصمت ما يسمى بمجلس القيادة والحكومة والبرلمان عما يقوم به السفير السعودي يعد خيانة عظمى لن يقبل به الشعب اليمني وسيقاتل عصابة الحوثي حتى لو لم يجد إلا الذر، وعلى كل يمني أينما كان، عليه أن يقاوم المشروع الأمريكي الذي يستهدف تبني عصابة الحوثي الإرهابية، على غرار تبنيه للصهيونية، ويجب إعلان رفض تدخل المملكة العربية السعودية في شئوننا وأننا لن نسمح لها أن تشتري أمنها بأمننا، ولتخسأ كل المليشيات المنضوية تحت مجلس القيادة، كونها مجرد كومبارس، حتى المجلس الانتقالي، تنازل عن مشروع الجنوب، أمام خارطة الطريق السعودية الحوثية.
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news