تحولت كثير من منصات التواصل الاجتماعي ، والسوشال ميديا ، إلى أمر مخجل ومخزي ويجعلك تشعر بالتقزز والغثيان ، خاصة حين يتحول هذا الأمر إلى تصفية حسابات ، وتشويه سمعة الاخرين بطريقة خسيسة وخبيثة ، فالسمعة مثل الزجاج ، اذا انكسر فلا مجال لتصليحه واعادته الى ماكان عليه ، حتى لو حاولت ان تضع عليه شيء لاخفاء الكسر ، فلن يعود كما كان وسيبقي مشوها وقبيح المنظر .
في كل دول العالم ، التي تحترم القوانين ، وتفرض قيود على المحتوى في مواقع التواصل فإن التشهير بمسلاول أو بشخصية مشهورة ، أو حتى شخصية عادية بسيطة ، تكون هناك عقوبات مفجعة وصارمة تجعل اي مشهور سواء في اليوتيوب او التيك توك يفكر مليون مرة قبل ان يذطر أحد بسوء ، لأنه يعلم يقينا انه سيدفع ثمنا باهظا ، ومها كان الربح الذي سيجققه من خلال منشوره المبتذل ، فإن خسارته ستكون أضعاف ما حققه من ربح .
حذ مثلا السعودية ، فإنها تطبق هذه القاعدة والقوانين بشأن التشهير ، وتجعل الشخص الذي قام بالتشهير يدفع ثمنا باهظا ، وهو أمر رائع تقوم به كل الدول التي تدرك ان سمعة الشخص حق شخصي لا ينبغي ان يطاله كائن من كان ، لكن في اليمن هذا الأمر لا يتم تطبيقه ، ولذلك فإن المشاهير اليمنيين من بين كل المشاهير العرب وغير العرب، يقولون ما يريدون ، ويفعلون كل شيء لتحقيق أعلى قدر من المشاهدات ، وتحقيق مكاسب مادية غير آبهين بالضحية التي يشتموها ويقول أشياء فضيعة وخادشة للحياء في كثير من الأحيان .
المشاهير اليمنيين يطبقون قاعدة " من آمن العقاب أساء الأدب " لذلك نحتاج الى وسيلة رادعة وعقاب صارم لأي مشهور يستخدم منصته للهجوم على هذا الشخص او ذاك ، حسنا لنفترض ان كثير من المشاهير اليمنيين هاجموا أحد المسؤوليين ، وقالوا فيه ما لا ينبغي ولا يجوز قوله ، وتجاوزوا كل الحدود ، فشوهوا سمعته ، وهذه السمعة لن تنعكس على المسؤول فحسب ، بل سيدفع الثمن كل أفراد عائلته من النساء والرجال ، وسيتم الاشارة اليهم بأنهم كذا وكذا ، ولنفترض ان ما قيل عن هذا المسؤول الذي تمت مهاجمته تبين انه خطأ وليس صحيح ، فماذا سيحدث.؟
إن الغالبية من المشاهير لن يكلفوا حتى انفسهم الاعتذار لما حدث، والتوضيح بأنهم كانوا مخطئيين ، وحتى لو فعلوا ذلك ، فماذا سينفع هذا الأمر ، لن يغير شيئا ، والغالبية الذين لن يكلفوا أنفسهم عناء الاعتذار يدركون انهم لن يطالهم اي عقاب او حساب ، فلماذا يعتذرون ما دام هذا الأمر لن يضرهم ، ولذلك اتمنى سن قانون صارم يعاقب اي مشهور يسيئ للاخرين بطريقة عير محترمة ، وان ينزل به عقاب صارم يجعله عبرة لمن لا يعتبر .
الكارثة ان المشاهير اليمنيين ، لا يكلفون انفسهم عناء التأكد من صحة خبر وعما اذا كان شائعة أو حقيقة ، أما الكارثة الكبرى والمؤلمة ، فهي انه ما ان ينتشر مقطع ، حتى يتبعه الجميع ويضيفون من خيالهم الواسع ، فيحولون النملة الى فيل ، ويعملون من الحبة قبة ، فهم لا يتحدثون بعقلانية وانصاف ، وبشكل رزين وغير جارح ، بل يصبحون الجلاد والقاضي ، دون الاخساس باية مسؤولية ، وعلى أمثال هؤلاء أن يدركوا ان ما يفعلوه بالأخرين سيفعل بهم ولو بعد حين ، فليس هناك ظلم اقوى من ان تشوه سمعة شخص بريء ، لأنه لن يدفع وحده ثمن هذا التشهير ، بل سيدفعها كل فرد من عائلته، وتذكروا ما حدث لأمنا عائشة رضي الله عنها في حادثة الافك ، حتى نزل قرآن من السماء يشهد انها بريئة، ونفس الأمر حدث لمريم نت عمران أم المسح عيسى ابن مريم عليه السلام ، فاتقوا الله وتجنبوا هتك أعراض الناس وتدمير حياتهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news