بدعوة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا عقد مجلس الأمن الدولي بعد ظهر الثلاثاء جلسة طارئة حول الهجوم، الذي شنته مسيرة أطلقتها جماعة “أنصار الله” اليمنية، وانفجرت في تل أبيب يوم 19 تموز/ يوليو وأدت إلى مقتل شخص وجرح عشرة آخرين. وقد استمع المجلس إلى كلمة من وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية السيدة روز ماري دي كارلو والجنرال مايكل بيري، رئيس بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في الحديدة.
وقالت دي كارلو في مداخلتها: لقد ضربت طائرة بدون طيار يوم 19 تموز/ يوليو مبنى سكنيًا في المركز الحضري المأهول بالسكان في تل أبيب حيث قُتل مدني إسرائيلي بشظايا، وأصيب عشرة مدنيين إسرائيليين وقد أعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم في بيان، قائلين إنه “رد انتقامي” على الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة. وأعلنوا أنهم أطلقوا طائرة بدون طيار جديدة تسمى “يافا”، وأعلنوا كذلك أن تل أبيب ستكون الآن هدفًا رئيسيًا.
وقالت دي كارلو إن الجيش الإسرائيلي في تقييمه الأولي حدد الطائرة بدون طيار بأنها طائرة بدون طيار إيرانية معدلة من طراز صماد 3 تم إطلاقها من اليمن وأن قواته اعترضت طائرة بدون طيار أخرى في نفس الإطار الزمني. وأدان الأمين العام الهجوم المميت. وأضاف أنه “لا يزال يشعر بقلق عميق إزاء الخطر الذي تشكله مثل هذه الأعمال الخطيرة لمزيد من التصعيد في المنطقة”. ولكن منذ ذلك الحين، شهدنا تبادلات إضافية، مما جعل الوضع أكثر خطورة. وتابعت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسة إن إسرائيل قامت يوم 20 تموز/ يوليو، بشن عدة غارات جوية في ميناء الحديدة وما حوله في اليمن، حيث وصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الغارات بأنها ضرورية ومتناسبة ضد أهداف عسكرية للحوثيين، بما في ذلك ميناء الحديدة. وذكر الجيش الإسرائيلي أن الضربات جاءت ردا على “هجمات إرهابية” سابقة للحوثيين على إسرائيل خلال الأشهر التسعة الماضية، والتي بلغ عددها أكثر من 200 هجوم جوي ضد المدنيين الإسرائيليين والبنية التحتية الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، وصف المتحدث العسكري الحوثي الضربات بأنها “عدوان غاشم على اليمن”، وقال إن الحوثيين سيردون على “هذا العدوان السافر” وهددوا بضرب “الأهداف الحيوية للعدو الإسرائيلي”.
يشير التحديث الأولي الصادر عن وزارة الصحة التابعة للحوثيين إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 80 شخصًا بسبب الغارات، فضلاً عن أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية المدنية. وقالت دي كارلو إن ميناء الحديدة يعتبر شريان الحياة لملايين الأشخاص في اليمن. ويعتمد اليمن بشكل كبير على واردات المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء والوقود، وتصل غالبية هذه السلع عبر الحديدة. وقالت إن الأمين العام يحث “جميع الأطراف المعنية على تجنب الهجمات التي يمكن أن تلحق الضرر بالمدنيين وتلحق الضرر بالبنية التحتية المدنية”.
وتابعت دي كارلو هناك أيضا الاشتباكات التي تفاقمت حول الخط الأزرق في جنوب لبنان “وهو ما يهدد، كما أكدنا مرارا وتكرارا، بتفاقم الصراع الإقليمي”. كما أن إسرائيل الأسبوع الماضي، نفذت ضربات في سوريا قالت إن ذلك جاء ردا على إطلاق طائرتين مسيرتين من سوريا. وتم الإبلاغ عن المزيد من الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل خلال الشهر الماضي في طرطوس ودمشق وريف دمشق وبالقرب من الحدود اللبنانية.
وأضافت دي كارلو: إن الحوثيين يواصلون شن هجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، بالرغم من اعتماد القرارين 2722 (2024) و2739 (2024) لتأمين الملاحة في البحر الأحمر. وقد أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن عدة “عمليات عسكرية مشتركة” مع ما يسمى “المقاومة الإسلامية في العراق”، بدعوى دعم سكان قطاع غزة. ويُعتقد أيضًا أن جماعة “المقاومة الإسلامية” شنت هجومًا بطائرة بدون طيار على قاعدة في العراق تستضيف أفرادًا من التحالف الدولي لمحاربة داعش – وهو الهجوم الأول من نوعه منذ شباط/ فبراير.
وحول غزة، قالت وكيلة الأمين العام إن العمليات العسكرية الإسرائيلية تكثفت في مختلف أنحاء غزة في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، والتشريد، وتدمير البنية التحتية المدنية. وهذه التطورات الأخيرة تظهر الخطر الحقيقي المتمثل في حدوث تصعيد مدمر على مستوى المنطقة. وكما قال الأمين العام في 21 حزيران/يونيو، فإن “خطر اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط حقيقي ويجب تجنبه. أي خطوة واحدة متهورة، أو خطأ في التقدير، يمكن أن يؤدي إلى كارثة تتجاوز الحدود، وبصراحة، تتجاوز الخيال. نني أدعو إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن”.
المندوب الأمريكي في مجلس الأمن روبرت وود أعلن أنه يقف متضامنا مع إسرائيل وأدان الهجوم الحوثي، المدعوم من إيران، واتهم الحوثيين بأنهم “جماعة إرهابية”، وقال إن إسرائيل تملك الحق في الدفاع عن النفس. وقال إن أي عضو في المجلس لا يدين هذه الغارة يعتبر متورطا في دعم الحوثيين.
وقد أدان العملية كذلك كل من مندوبي المملكة المتحدة وفرنسا والإكوادور واليابان وكوريا الجنوبية. ودعا مندوب الجزائر إلى وقف فوري للمجازر التي تجري في غزة. وقال إن المواجهات الإقليمية قائمة أصلا الآن بسبب ما يجري في غزة والتي تشهد يوميا مزيدا من الضحايا من المدنيين. ودعا السفير الصيني تلك الدول التي تؤثر على مواقف إسرائيل أن تمارس الضغط المطلوب لوقف الحرب في غزة وإعلان وقف إطلاق نحو حل الدولتين.
وقال المندوب الروسي فاسيلي نيبنزيا إن الدول الغربية الثلاث دعت إلى هذا الاجتماع بسبب الهجوم على تل أبيب وهو ما أكد أنه يدين أي عدوان على المدنيين. وراح السفير يوضح ما يجري في غزة من دمار وقتل ووضع كارثي وقتل عمال الإغاثة الإنسانية، “إسرائيل بدعم من الولايات ما زالت ترفض الانصياع لقرارات مجلس الأمن جميعها. أين كنتم عندما هاجمت الطائرات الإسرائيلية المواصي وقتلت العشرات أو عندما هاجمت منطقة خان يونس. وقتلت العديد من المدنيين بمن فيهم الأطفال. لماذا لم تدعوا لاجتماع طارئ لمجلس الأمن؟ أليس هذه هي ازدواجية المعايير؟”. وقال إن ما يطالب به الحوثيون وقف القتال في غزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news