برّان برس:
أدانت عدة دول عربية، الغارات الجوية التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على محافظة الحديدة (غربي اليمن)، السبت، محذرة من تداعياتها على الوضع الأمني الإقليمي، وجهود إنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي.
والسبت، شنّت إسرائيل غارات على ميناء الحديدة (غربي اليمن)، وخزانات الوقود ومحطة الكهرباء فيه، ما أسفر عن 6 قتلى و3 مفقودين و83 جريحا، حسب إعلام جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، والتي تسيطر على محافظة الحديدة.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذه الغارات ردًا على هجوم بطائرة مسيّرة شنته جماعة الحوثي على مدينة تل أبيب فجر الجمعة؛ أدى لمقتل إسرائيلي وإصابة 10 آخرين.
وقالت الخارجية السعودية، في بيان الأحد، إن الوزارة تتابع بـ"قلق بالغ" تطورات التصعيد العسكري في اليمن بعد الهجمات الإسرائيلية التي شهدتها الحديدة.
وأكدت المملكة، على أن هذه الغارات “تضاعف من حدة التوتر الحالي في المنطقة، وتضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على قطاع غزة”.
ودعت كافة الأطراف إلى "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب، وأن يضطلع المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة بأدوارهم ومسؤولياتهم لإنهاء الصراعات في المنطقة".
وأكدت "استمرار جهود السعودية لإنهاء الحرب على غزة، ودعمها المستمر لجهود السلام في اليمن لتجنيب شعبها الشقيق المزيد من المعاناة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة".
تقويض للجهود الدولية
فيما قالت الكويت، الأحد، إنها تتابع "ببالغ القلق انعكاس الهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة على أراضي الجمهورية اليمنية".
وأشارت، وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، إلى "ما سيتمخض عنها من تدهور للوضع الأمني في المنطقة، وتقويض للجهود الدولية الرامية لإنهاء دائرة العنف"، حسب البيان.
وشددت على "ضرورة النأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر العنف والدمار"، وعلى "أهمية اضطلاع المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمسؤولياته في إنهاء الصراعات كافة".
وأكدت على استمرارها في "دعم الجهود الرامية لإحلال الأمن والاستقرار في اليمن، وتجنيب شعبها الشقيق مزيدا من المعاناة".
تصعيد جديد للتوتر
من جانبها، أعربت سلطنة عمان، الأحد، عن "إدانتها للاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على الجمهورية اليمنية الشقيقة التي تمثل تصعيدا جديدا للتوتر في المنطقة"، وفق بيان للخارجية
وأضافت أن من شأن هذه الاعتداءات أن "تزيد الوضع الإقليمي تعقيدا وتعرقل جهود التهدئة وإنهاء الصراعات، وتعوق تحقيق السلام المنشود، لا سيما فيما يتصل بالصراع العربي الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني".
ودعت السلطنة، المجتمع الدولي إلى "الوقوف عند مسؤولياته لحفظ الأمن والسلم الإقليميين والدوليين والتحرّك الحاسم لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة".
خطر فوضى إقليمية
ومساء السبت، قالت الخارجية المصرية إن هجمات إسرائيل على اليمن "تزيد من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات".
وحذرت الوزارة، عبر بيان، "من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة على إثر تطورات أزمة قطاع غزة ودفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار".
ودعت "كافة الأطراف لضبط النفس والتهدئة وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية".
وحثت الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي على "الاضطلاع بمسؤولياتهم لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة، باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي".
وشددت على أن "وقف إطلاق النار في غزة هو الخطوة الرئيسية والضرورية لاحتواء التوتر، والركيزة الأساسية لإقرار التهدئة الشاملة في المنطقة، وحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين".
والحديدة إحدى أهم المحافظات اليمنية؛ كونها تضم مطارًا دوليًا وثلاثة موانئ حيوية وشريطًا ساحليًا طويلًا.
وانطلاقًا من الحديدة، تواصل جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، منذ نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد سفن الشحن التجارية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
وأدت هجمات الجماعة إلى زيادة تكاليف التأمين البحري، ودفعت العديد من شركات الشحن الدولية إلى تفضيل الممر الأطول بكثير حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية.
ولردع الحوثيين، وحماية حركة الملاحة البحرية، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية، في ديسمبر/كانون الأول 2023، تحالفًا متعدد الجنسيات، في حين تنفذ القوات الأمريكية، بين الحين والأخر ضربات ضد أهداف عسكرية تابعة للحوثيين.
وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضدّ الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير الماضي، نحو 560 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.
وتقول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، إن الضربات الغربية ليست ذات جدوى لتحييد الخطر الحوثي على الملاحة، وأن الحل الأنجع هو دعم قواتها المسلحة لاستعادة الحديدة وموانئها وبقية المناطق الخاضعة للجماعة.
ميناء الحديدة
العدوان الاسرائيلي على اليمن
السلام في اليمن
الحرب في اليمن
البحر الأحمر
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news