كتب الخبير العسكري العقيد الركن ثابت حسين صالح، قراءة في الضربات الإسرائيلية على مواقع تابعة للحوثيين في ميناء الحديدة مساء أمس السبت.
وقال : "الضربة التي نفذتها طائرات اسرائيلية ليلة أمس السبت، على ميناء الحديدة حققت هدفها المتمثل بالحاق خسائر اقتصادية كبيرة باقتصاد الحرب الحوثي وشريان امدادته اللوجستية التي ظلت متاحة له منذ بداية الحرب قبل حوالي عشر سنوات".
واضاف : "تميزت الضربة الإسرائيلية بكثافة النيران وبسرعة ودقة اختيار وإصابة الهدف وحيوية واهمية الهدف والتمهيد والتغطية الإعلامية والنفسية لهذه الضربة كرد اسرائيلي قوي وعنيف على هجوم حوثي، بطائرة مسيرة، سقطت في تل ابيب، واعلن الحوثيون بتفاخر مسؤوليتهم عن هذه العملية".
ولفت : "وإذا كان الحوثيون قد وفروا لإسرائيل كل مبررات هذه الضربة...فإن إسرائيل من جانبها قد وفرت للحوثيين مادة إعلامية لصرف انظار الداخل اليمني عن مسؤولية الحوثيين عن ما وصل إليه الناس من مجاعة ومذلة وهوان".
وقال الخبير العسكري : "حتى الآن ما زال الحوثيون يهددون الملاحة الدولية في البحر الأحمر ويهددون كذلك بضرب مطارات ومصالح نفطية في السعودية ويتوعدون بضرب المنشآت النفطية في اليمن الجنوبية وتحديدا حضرموت وشبوة....وهو ما يفسر على أن الضربات الجوية الأمريكية لم تحد كثيرا من قدراتهم على تهديد الملاحة الدولية".
ولفت : "على مر التاريخ وحاضرا ومستقبلا ،الضربات الجوية والصاروخية وحدها لم ولن تحسم الحروب أو المعارك، الحسم ممكن فقط بالمعارك البرية باسناد جوي وبحري ومحلي .. إسرائيل بضربات السبت أرادت توجيه رسالة مزدوجة لكل من الحوثيين وايران".
وأشار : "وعلى الرغم من التفوق العسكري الشامل لإسرائيل،
لكن اعتقد أن الحوثيين سيردوا بأي شكل من الأشكال منفردين أو بالتنسيق مع الجماعات الموالية لإيران وخاصة في لبنان والعراق، لا توجد لدى الحوثيين اسلحة يمكن أن تشكل مصدر قلق لإسرائيل، لكن الحوثيون يستطيعون استخدام وسائل كالطيران المسير والصواريخ الباليستية بالتنسيق والتعاون مع حزب الله أو الحشد الشعبي".
وقال الخبير العسكري ثابت حسين : "وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى أن الطيران المسير اخترق أجواء تسيطر عليها روسيا العظمى...ولا ننسى أن إسرائيل وكذلك روسيا وحتى أوكرانيا اسقطت العديد من الطيران المسير المعادي، ومع ذلك فإن وسائل التعامل مع هذا النوع من السلاح تتطور وتتقدم كل يوم".
واضاف : "بالنسبة لإسرائيل فإن الصراع مع إيران واذرعها كان محكوما بقواعد لعبة تحت السيطرة...لكن الحوثيون ربما تجاوزوا خطوط هذه اللعبة لحاجة في انفسهم وهي تصدير معاركهم إلى الخارج وجر المنطقة النفطية إلى حرب طاحنة وكانهم يقولون "علينا وعلى اعدائنا".
وفي الختام قال : "في المحصلة النهائية لن تتضرر إسرائيل، ناهيك عن امريكا، سيتضرر أكثر وأكثر اليمنين الجنوبي والشمالي ومصر والدول المطلة على البحر الأحمر".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news