يمن ديلي نيوز:
ينقل “يمن ديلي نيوز” في هذا التقرير كتابات عدد من الباحثين والمحللين السياسيين الذين تحدثوا عن المكاسب والخسائر التي جنتها كل من إيران وإسرائيل وحزب الله والحوثيين بالقصف الإسرائيلي الذي استهدف منشئات مدنية في ميناء الحديدة.
يتحدث الباحثون عن مكاسب حققتها كل الأطراف الظاهرة في معركة الخصومة، مع أن المعلن أن القصف يستهدف الحوثيين، وأن الحوثيين يقصفون تلأبيب، بينما الخاسر الوحيد هو الشعب اليمني الذي يدفع فاتورة حروب جلبها الحوثيون ومازالوا.
وفق الباحثين نجحت إيران في تجنيب حزب الله المعركة، ونقلتها بعيدا عنه إلى الحديدة، كما نجح الحوثيون في تسويق أنفسهم أنهم يواجهون عدوانا إسرائيليا، فيما تمكنت إسرائيل من تحييد جبهة ظلت تناورها منذ أشهر على حدودها الجنوبية.
في هذا التقرير نترككم مع تلك الكتابات كما وردت، والبداية مع الباحث والدبلوماسي “مصطفى الجبزي” الذي يقول: لم تتضح بعد نتائج القصف الاسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن ردا على إطلاق الحوثي مسيرة إلى يافا.
قصف همجي من طرف لا رادع له ازاء ما يفعله في عزة منذ شهور وها هو يمد يد الدمار إلى ابعد ما تطوله طائراته.
جلب الحوثي عدواً كذوبا فاجرا على شاكلته ليدنس الارض اليمنية. الحرب والسياسة حسابات والحوثي لا يجيد أي منها. إنه آلة للتدمير الذاتي ببرمجة إيرانية مسبقة.
مَن مِن اليمنيين لا يحترق قلبه أمام هذه الصور الجهنمية؟
صور احتراق مستودعات الوقود في الميناء موجعة جدا.
إدانة هذا القصف الغاشم واجبة ويجب ان تكون بلهجة شديدة لا تراخي فيها. وهي إدانة لا تختلف عن إدانة سلوك الحوثي الذي يعرفه اليمنيون وخبروه لأكثر من عشرين سنة.
وبالطبع ستكون نتائج القصف وخيمة على حياة الناس ومصالحهم. أما الحوثي فسيحيل أي عدوان على اليمن إلى ورقة سياسة ويقايض بها مزيداً من التسلط ويشن هجماته على المدن اليمنية.
الجبهة الداخلية لا تعنيه ويتعامل معها أمنيا وعسكريا فحسب، إنه لا يرى اليمنيين.
ماذا لو كانت اليمن موحدة متوائمة تتخذ موقفا مساندا للفلسطينيين؟
أخشى لو أن القصف قد امتد إلى بنية تحتية للميناء خاصة معدات إنزال الحاويات والسلع.
الميناء له مكانة استراتيجية لاقتصاد الحوثي لكنه أيضا منفذاً مهما للسلع لعدد كبير من اليمنيين. أي أنه منشأة حيوية لاقتصاد ومعيشة اليمنيين.
ليس ميناء الحديدة هو الوحيد في اليمن لكنه الميناء الأكبر.
من زاوية استراتيجية الميناء بالنسبة للحوثي هو المعادل الموضوعي لمنشآت النفط لدى الشرعية المعطلة بسبب قصف الحوثي لها.
قصف الحوثي أهم مصدر للحكومة اليمنية ومورد يعيش عليه نصف اليمنيين ثم ذهب يغطى فعلته بحجة مناصر غزة. كيف يمكن إفهام هذا الأمر لغير اليمنيين؟
وإذا وصل القصف الإسرائيلي إلى بنية تحتية لها علاقة بإنزال الشحنات غير النفطية فهذه كارثة حقيقية.
ينبغي التذكير أن ضغوطا دوليا أوقفت الشرعية من الاستيلاء على ميناء الحديدة لدواع إنسانية. فاين الضغوط واين الدواعي هذه اليوم؟
لن يجرؤ أحد على ردع إسرائيل أو الضغط عليها، بل ستجد من يبرر قصفها بانه دفاع عن النفس. مقابل مسيرة واحدة يختنق 15 مليون يمني. هل هذا هو التناسب؟
تكلفة إنهاء هذا الوضع المشوه في اليمن تتعاظم يوما عن آخر. وهي تكلفة مادية وبشرية بلا شك.
لن يخرج الحوثي من دائرة الشر والاستتباع الإيراني أو يعيد إلى رشده، إلا بعد أن يكون قد تأكد من أن اليمن خسرت كل مكتسباتها المادية والمعنوية التي راكمتها خلال العهد الجمهوري. هل ينفع لوم الحوثي في مثل هذا اليوم؟
بعيدا عن حزب الله
في السياق يقول رئيس مركز “أبعاد” للدراسات: نجحت إيران وإسرائيل في نقل المعركة من الجبهة الشمالية لإسرائيل وجنوب لبنان إلى اليمن على بعد ألفين كيلومتر عن الأراضي المحتلة، وبذلك وجدوا حلا لعدم انفجار الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
ستصبح الحديدة وغزة ثمن الاتفاق الإسرائيلي الإيراني، وسيسجل التأريخ أن الحوثيين استدعوا العالم كله للحرب في اليمن من أجل مصالح إيران وإسرائيل.
في البداية استدعوا إيران كحليف في حروبهم، ثم هددوا دول الجوار الخليجي واستدعوا تحالف عربي للدفاع عن مصالح الخليج، ثم ذهبوا لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر واستدعوا أمريكا وبريطانيا لضرب اليمن، وهاهم اليوم يستدعون إسرائيل ، وكله من أجل مصالح إيران التي تناور في اليمن وسوريا والعراق ولبنان لفك الحصار وامتلاك النووي .
عبيد إيران سيكونوا مسرورين عندما تخسر اليمن الحديدة وباب المندب.
وفي منشور آخر قال رئيس مركز أبعاد: تتجه إسرائيل بثقلها بعد حرب غزة إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، فقد تمكنت من تحييد جبهة لبنان طوال حرب إبادتها لغزة.
قواعد الاشتباك الجديدة بين إيران وإسرائيل تأتي ضمن رؤية أوباما تقاسم النفوذ بين طهران وتل أبيب.
لا أستبعد أن إيران تترك لإسرائيل احتلال البحر الأحمر ومضيق باب المندب مقابل سيطرة شاملة على الخليج العربي ومضيق هرمز.
سيطلب من الحوثين استمرار تهديدهم لدول الجوار، في حين ترقص إسرائيل وإيران رقصة القط والفأر غرب اليمن وشرق أفريقيا.
منذ لحظة تهديد الحوثيين لممرات التجارة الدولية وتضرر الدول المطلة على البحر الأحمر وتراجع عائدات قناة السويس، وضعت إسرائيل بيضها وسيفقس يوما في الحديدة والصليف وميون.
اللعنة على حثالة إيران يستلمون دول باليمين بحجة محاربة إسرائيل ويسلمون إسرائيل باليسار، كما حصل في العراق وسوريا ولبنان وأخيرا غزة وربما الحديدة وباب المندب!
تشتيت الوعي
وكتب الباحث والكاتب “ياسين التميمي” تحت عنوان “عن الاعتداءات الصهيونية على الحديدة يوم السبت!”
لا يختلف اثنان على أن الاعتداء الصهيوني على الحديدة قد مثل التطور الأهم والأكثر إيلاماً في سياق المعركة الاستعراضية التي صممتها الولايات المتحدة الأمريكية وإيران معاً من أجل تشتيت التركيز في وعي الأمة تجاه المعركة المقدسة التي يخوضها الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ضد الكيان الصهيوني وجرائم الإبادة التي ترتكب على الهواء مباشرة أمام العالم وتوثق بالصوت والصورة في قطاع غزة.
علينا أن نكون حذرين إزاء ما يحدث اليوم، فالمعركة ليست بين الكيان الصهيوني المدعوم من الغرب وبين الحوثيين، المدعومين من إيران، فهؤلاء حلفاء في معركة تفكيك الأمة وتقسيمها، ولا يمكن أن ننسى الضحكات التي ارتسمت على شفاه السفراء الغربيين في صنعاء بعد دخول مسلحي جماعة الحوثي إلى العاصمة واحتلال المقار الحكومية والاستيلاء على السلاح الثقيل للجيش وإعادة توجيهه نحو المخازن الخاصة بالجماعة تحت أنظار الولايات المتحدة واستخباراتها، كما لن ننسى أن المسيرات الأمريكية دخلت على خط إسناد مسلحي الجماعة وهم يدكون قرى المواطنين المناوئين للجماعة في محافظة البيضاء في أكتوبر 2014.
لم يكن الشعب اليمني غائباً عن كل المعارك التي دارت من أجل فلسطين، كان إسهامه في معارك الدفاع عن فلسطين، يتأسس على أرضي وطنية موحدة ومؤتلفة، أما اليوم فإن الشعب يدرك أن بلدهم تحول إلى مجرد منصة صواريخ إيرانية تنطلق وفقاً للحسابات والأولويات الإيرانية ولسنا ملزمين بالتصفيق لما تقوم به إيران باسم الحوثيين.
مشاهد احتراق مخازن النفط ومحطة الكهرباء يثير الغضب لا شك، ونحن قلقون للضحايا المدنيين في الحديدة، ونشعر بالتعاطف الكامل مع سكان المدينة الذين يرزحون تحت وطأة السيطرة الحوثية والعوز المعيشي وحرارة الصيف الشديدة، وما قام به الكيان الصهيوني من استهداف للأعيان المدنية يندرج ضمن جرائم الحرب التي يقوم بها الكيان الصهيوني وارتقت إلى جرائم إبادة كما يحدث في قطاع غزة.
لكن ليس شرطاً أن تكون صهيونياً لكي ترتكب مثل هذه الجرائم، فالحوثيون وبمساعدة وثيقة من إيران استهدفوا قبل سنتين خزانات النفط المعدة للتصدير في ميناء ضبة بمحافظة حضرموت وعطلوا بهذه الضربات عمليات التصدير الضرورية والحيوية لإغاثة الشعب اليمني.
هذه الجريمة تسببت في تعريض أكثر من 35 مليون إنسان للعوز ونقصان الغذاء والعجز عن استيراده، وزادت أن توقفت عن استيراد المشتقات النفطية والغاز من مأرب الخاضعة للحكومة، وقررت استنزاف ملايين الدولارات لاستيرادها من الخارج وبيعها على ملايين الفقراء بأسعار باهضة..
لم تستطع الحكومة الشرعية حتى الآن استئناف تصدير النفط، وعلى العكس من ذلك ضغطت الولايات المتحدة من أجل توجيه السفن التجارية إلى ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الحوثيين بهدف تعزيز القدرات المالية للجماعة ولآلتها الحربية.
جماعة الحوثي احتجزت أربع طائرات مدنية وتسبب هذا الإجراء في تعطيل عودة الحجاج من المشاعر المقدسة ومعهم الآلاف من المسافرين العالقين في مطارات العالم.
وقبل ذلك وبعده، جماعة الحوثي متورطة في انقلاب دفع باليمن إلى جحيم الحرب التي تسببت في نزوح الملايين وقتل مئات الآلاف، وترفض حتى اللحظة الجنوح للسلام ومنح اليمنيين فرصة لاستعادة السلام وإعادة بناء الدولة طبقاً للمبادئ التي اتفق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
يطالب الحوثيون العرب والمسلمين بالتضامن مع اليمن، لكن من يقنع هذه العصابة أنها تتقدم قائمة من يعتدون على اليمن ويعطلون مسيرة السلام. ونعلم يقيناً أن انتداب الحوثيين لمهمة إسقاط الواجب عن حلف المقاومة المزعوم هدفه الأساس هو استجلاب شرعية من الشعب اليمني عجز الحوثيون والإيرانيون عن الحصول عليها طيلة السنوات الماضية.
مضايقة المنطقة
ويقول الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط بواشنطن “ابراهيم جلال”: “الحوثي لم ينقل اليمن إلى عقد من الحرب الضبابية والأزمة الإنسانية الكارثية والتشرذم فحسب، بل قاموا أيضا بمضايقة المنطقة ودعوتها للتدخل عسكريا ثم الأمريكيين والغرب وأخيرا الاسرائيلين الحرب والعداوة الخارجية من ضرورات الحوثي”.
وقال المحلل العسكري علي الذهب المتخصص في أمن البحر الأحمر متسائلا: هل ورط حزب الله، المتمردين الحوثيين، بدفعهم للاعتراف بالهجوم على تل أبيب؟
لا أعبأ لما يثار بأن الهجوم مصدره الحوثيون، فلا زلت مقتنعا أنهم أدعياء، ولا يكترثون للثمن الذي يدفعه اليمن من منجزاته الاستراتيجية.
نعلم أن الحوثيين لا يطلقون مقذوفات فردية، ثم أين الصواريخ فرط صوتية؟!
مرتبط
الوسوم
ميناء الحديدة
العدوان الاسرائيلي على اليمن
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news