مع حلول النصف الثاني من شهر يوليو/ تموز من كل عام، يحتفي يمنيون بظاهرة فلكية مرتبطة بتقويم نجمي قديم عبر طقوس تقليدية متوارثة، تقام حصرًا في مناطق حضرموت الساحلية، جنوبي البلاد.
وفي توسع هو الأول في تاريخ الاحتفاء اليمني بظاهرة "نجم البلدة" المناخية الفريدة، شهدت محافظة شبوة المتاخمة لحضرموت، مساء الخميس، الموسم الأول لـ"فعاليات مهرجان البلدة السياحي"، في مديرية رضوم، المطلّة على مياه البحر العربي جنوبي المحافظة.
وأعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان "البلدة" الأول بشبوة، استمرار برنامج الفعاليات حتى الـ28 من شهر يوليو/ تموز الجاري، في أحد المنتجعات السياحية بالمحافظة.
ومنذ القدم، تفردت المناطق الساحلية من محافظة حضرموت جنوبي اليمن، بالاحتفاء بموسم "نجم البلدة"، من خلال إقامة طقوس اجتماعية قديمة، ابتهاجًا بهذه المناسبة السنوية.
وتطور الأمر لاحقًا إلى فعاليات سياحية، وسط إقبال كبير من داخل المحافظة وخارجها.
وترتبط هذه الظاهرة الطبيعية التي تسمى كذلك "نجم الخريف"، بنجوم يتزامن ظهورها مع قدوم "رياح الشمال" التي تضرب تياراتها السواحل اليمنية الجنوبية، بداية من محافظة أبين، مرورًا بمحافظتي شبوة وحضرموت، ووصولًا إلى محافظة المهرة شرقي البلاد، ما يتسبب ببرودة استثنائية لمياه البحر، وفق مختصين.
وقال الباحث التاريخي أحمد الرباكي لـ"إرم نيوز"، إن "سكان المناطق الساحلية بمحافظة حضرموت، يميّزون نجم البلدة ويبتهجون لقدومه، باعتباره أهم النجوم الفلكية، والمبشّر بقدوم موسم الأمطار، وفق التقويم النجمي القديم".
وخلال أيام الموسم، يمارس الحضارمة طقوسًا تقليدية مختلفة، أبرزها الاغتسال والسباحة في مياه البحر في هذه الفترة، نظرًا لاعتقادهم أن برودتها علاج لكثير من الأمراض الجسدية المرتبطة بالمفاصل والدورة الدموية، إلى جانب الاحتفال بالرقصات الشعبية التراثية التي يؤديها الصيادون في هذا التوقيت.
وأعلنت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، قبل أيام، عن فعاليات عديدة يشهدها "مهرجان البلدة السياحي" للعام الحالي، تتضمن ندوات ثقافية وعروضا بحرية وتراثية، ومعارض للصور والفنون التشكيلية ومخيمات للأسر المنتجة، وأنشطة رياضية أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news