اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالتواطؤ مع إسرائيل في إراقة الدماء في قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، في جلسة دورية بمجلس الأمن برئاسته حول الوضع في فلسطين إن "الولايات المتحدة متواطئة مع إسرائيل في إراقة الدماء في غزة.. ولو أوقفت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل، فإن إراقة الدماء ستتوقف، ولكنها لا تريد أو تستطيع ذلك، وتسعى لمناورات عسكرية لتسجيل المزيد من النقاط خلال الحملة الانتخابية".
وتحدث لافروف، خلال الجلسة، عن قرارات مجلس الأمن حول غزة، مؤكداً أن سفك الدماء ما زال مستمراً في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن القرارات بقيت حبراً على ورق. وتابع "ما يحدث في غزة هو عقاب جماعي مرفوض تماماً. إن هذه التصفية للقطاع، المكان الأكثر اكتظاظاً في العالم، الذي يسمى السجن المفتوح الأكبر في العالم، مستمرة منذ أشهر".
لافروف: إحصائيات مروّعة لأعداد الضحايا في غزة
وأردف وزير الخارجية الروسي: "إن العملية العسكرية التي تقودها إسرائيل مع حلفائها الأميركان تظهر إحصائيات مروعة عن عدد الضحايا والدمار". وتحدث عن أربعين ألف قتيل وتسعين ألف جريح أغلبهم من النساء والأطفال، علاوة على انتشار الأمراض والأوبئة وتفشي الجوع واستهداف المدارس والمستشفيات والعاملين في المجال الإنساني.
وأضاف "تحول القطاع من جديد إلى منطقة النزاع الوحيدة في العالم التي لا يُسمح فيها للناس بالفرار، وهذا ما قاله الأمين العام لهذه المنظمة عام 2009 عندما كان المفوض السامي للاجئين، ولم يتغير أي شيء منذ ذلك الحين بل تفاقم الوضع". كما أشار إلى تفاقم الأوضاع في الضفة والقدس الشرقية وعنف المستوطنين وزيادة الاستيطان.
انتقادات شديدة للولايات المتحدة
ووجّه وزير الخارجية الروسي انتقادات شديدة اللهجة للجانب الأميركي، وقال "إن انفجار العنف الحالي في الشرق الأوسط هو نتاج السياسات الأميركية الفاشلة في المنطقة، التي يتحدث عنها ممثلو الولايات المتحدة منذ عشرة أشهر قائلين لنا إن علينا أن ننسحب كي يتمكنوا من أداء جهودهم الفردية... واستخدموا حق النقض مراراً وتكراراً لمنع وقف شامل لإطلاق النار".
وأضاف "عندما اعتمد القرار 2728 الذي تضمن وقف القتال في رمضان صرحوا بأن هذا القرار غير ملزم... ثم جاءتنا خطة بايدن المشينة التي عمدت الولايات المتحدة إلى قبولها قبل إعلان إسرائيل الالتزام بها. ورفضتها إسرائيل ضمنياً وهي غير مهتمة، ولو بمقدار ذرة بالسلام، كما سمعنا اليوم على لسان مندوبها".
وأشار إلى اللجنة الرباعية وعرقلة الولايات المتحدة جهودها، وتأييد بلاده انخراط الدول العربية والإسلامية في تلك الجهود. واتهم الولايات المتحدة بعرقلة تلك الجهود، ودفنها تحت أنقاض "صفقة القرن". وأشار إلى الماضي الاستعماري للدول الغربية في المنطقة، بما فيها اتفاقية "سايكس بيكو" التي ما زالت تلقي بظلالها على المنطقة حتى يومنا".
إلى ذلك، تحدثت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن "اتفاق إسرائيل وحماس على إطار لوقف إطلاق النار الذي اعتمده المجلس، لكن هناك فجوات يجب أن نغلقها وعلى المجلس مواصلة الضغط على حماس، لكي تقبل الصفقة الواردة بالقرار، وأن تبدأ بتنفيذها دون شروط". ورأت أن المفاوضات "تسير بالاتجاه الصحيح"، مؤكدة ضرورة أن تأخذ إسرائيل الخطوات اللازمة لزيادة حجم المساعدات. وأدانت المسؤولة الأميركية الأعمال الاستيطانية وعنف المستوطنين.
من جانبه، حذّر رئيس ديوان الأمين العام للأمم المتحدة، كورتيناي راتراي، من أن نظام الدعم الإنساني في غزة يقترب من الانهيار التام. وجاءت تصريحاته أمام مجلس الأمن الدولي، نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة
وأشار المسؤول الأممي إلى تهجير ما يقرب من مليوني فلسطيني، أي الأغلبية الساحقة من سكان غزة ، ولأكثر من مرة، مؤكداً أن "ما يقارب نصف مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. والأمراض المعدية آخذة في الارتفاع". وأشار إلى استمرار "الهجمات على العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية والملاجئ، فضلاً عن الغارات على المرافق الصحية والإنسانية أو بالقرب منها".
وحذر المسؤول الأممي من تدهور إضافي للأوضاع في الضفة والقدس، لافتاً إلى أن السياسيات الإسرائيلية "تعمل على تقويض السلطة الفلسطينية، وشل الاقتصاد الفلسطيني، وزيادة عدم الاستقرار". وأشار إلى موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي "على سلسلة من الخطوات العقابية ضد السلطة الفلسطينية، تشمل إضفاء الشرعية، بموجب القانون الإسرائيلي، على خمس بؤر استيطانية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وتطوير آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية، وعمليات الهدم في أجزاء من المنطقة (ب) في الضفة الغربية المحتلة".
مندوب فلسطين: إسرائيل انتهكت كل مبادئ الإنسانية
من جهته، قال المندوب الفلسطيني، رياض منصور، إن إسرائيل "اقتلعت كل شجرة في غزة، وانتهكت كل قاعدة من مبادئ الإنسانية، وقتلت النساء والأطفال والرجال والصحافيين والأطباء وغيرهم وتجاهلت كل هيئة دولية بما فيها الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية... وارتكبت جرائم على الملأ دون تردد، ونشر جنودها تسجيلات لهذه الجرائم ليطلع عليها العالم. سيسجل هذا الذي يحدث في غزة باعتباره أكبر إبادة جماعية في التاريخ". وتساءل المندوب الفلسطيني إلى متى سيبقى العالم يندد بالجرائم دون أن يتخذ الخطوات اللازمة لوقفها؟ وأضاف "ما جدوى القانون الدولي إن لم ينفذ؟".
واتهم الدبلوماسي الفلسطيني إسرائيل باستخدام التجويع سلاح حرب، مشيراً إلى ادعاءات إسرائيل بأن حصارها وحربها على غزة يتعلقان بالأمن، "كي تفلت من العقاب على أسوأ الجرائم التي يمكن تخيلها، وكأن أمنها هذا هو الذي يضفي الشرعية على الإبادة الجماعية والاستعمار وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".
وتحدث عن طبيعة إسرائيل الاستعمارية "الواضحة للعيان وتدعي أن كل حرب ستكون الحرب الأخيرة". ثم رصد الحروب الإسرائيلية المختلفة والمتتالية على الشعب الفلسطيني بعد النكبة، بما فيها النكسة واجتياح لبنان والانتفاضات الأولى والثانية وسياسات تكسير العظام والحروب المتتالية على غزة دون هوادة ودون أي رادع دولي حقيقي. وأشار إلى إنكار قادة إسرائيل في الوقت ذاته وجود الفلسطينيين أرضاً وشعباً.
وتحدث عن عدم اكتراث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بأي قانون دولي أو الرهائن أو الكرامة الإنسانية. لا يهتم إلا ببقائه السياسي... إذا ما الذي ستفعلونه كي لا يكون هو من يتحكم بنا جميعاً؟ ما الذي ستقومون به لوقف هذا المجنون عن حربه والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني؟".
وتحدث كذلك عن الضغوط التي تمارسها إسرائيل ضد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) وحربها على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة. وختم بالقول: "سيعيش شعبنا بكرامة وحرية على أرض أجداده ولن يقبل بما هو أقل". أما المندوب الإسرائيلي فركز في أغلب مداخلته بالحديث عن إيران، واتهمها بأنها تقف وراء كل التصعيد الذي تشهده المنطقة.
العربي الجديد
الإثنين, 08 يوليو, 2024
مجلس الأمن يجدد ولاية بعثة "أونمها".. وبريطانيا تشدد على ضرورة إنهاء القيود الحوثية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news