ما سر جاذبية المدن المفقودة في العالم؟
عدن نيوز - متابعات : كانت شمس فترة ما بعد الظهر لا تزال تلقي بأشعتها على مئات من الوجوه المنحوتة على جدران وأبراج معبد بايون في كمبوديا، عندما كنت أسارع الخطى للتوغل بشكل أكبر في هذا الصرح الذي يعود للقرن الثاني عشر الميلادي، والمُشيّد في قلب مدينة أنغكور الأثرية مترامية الأطراف، الواقعة في شمال هذا البلد الآسيوي. وتحت أشعة الشمس، تضخمت شفتا كل وجه من هذه الوجوه، لتنفرج عن ابتسامة تبعث الرعب في القلوب. كان ذلك خلال يومي الأول في تلك المدينة، التي لم أكن أعلم الكثير عن تاريخها في ذلك الحين. لكن تجوالي من معبد لآخر في جنباتها، جعلني أدلف إلى ما بدا حلم يقظة عامراً بالصور المتخيلة، لأرى بعينيْ خيالي المتعبدين وهم يحتشدون، حاملين قرابين زاهية الألوان، على وقع أصوات الأزاميل التي ينحت بها الفنانون روائعهم على الجدران، بينما تمضي مواكب الملوك العظام، عبر الأروقة والردهات العريضة، التي تصطف التماثيل على جانبيْها. ذكرني ذلك بما أوردته الكاتبة الفرنسية أود دو توكفيل في كتابها الصادر عام بعنوان &#;أطلس المدن المفقودة: دليل سفر إلى مقاصد منبوذة ومهملة&#;، من أن &#;حقيقة أن مكانا ما لم يعد موجودا من الأصل، يمكن أن تحوله إلى مدينة مثالية، مدينة الأحلام بالنسبة لهذا الشخص أو ذاك. لذا تشكل المدينة المفقودة عالما خياليا ذا طابع شاعري، وساحة لمشاعرنا وعواطفنا وأحاديثنا المطولة&#;. ففي واقع الأمر، تحظى البقاع المفقودة والمهجورة بقدرة كبيرة على إثارة الخيال، فهي تشبه &#;النعناع البري&#; بالنسبة للمسافرين الشرهين للترحال، إذ تلهمهم إحساسا بالمغامرة، يشكل وقودا لبعثات الاستكشاف الكبرى، ومادة للحكايات المطولة. فنحن نرى حياتنا تتجسد على أحجار تلك البقاع، ونتخيل التفاصيل الدرامية لها، مُجسدة على أسطحها المتهدمة المُشبعة...
جاري تحميل المحتوى .. الرجاء الانتظار
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news