كشفت أبحاث طبية أن انتقال السرطان من الأم الحامل إلى جنينها ظاهرة نادرة للغاية لكنها ممكنة وموثقة في بعض الحالات.

وتشير الدراسات، منها تقرير نشر في مجلة JCO Global Oncology عام 2021، إلى أن خلايا سرطانية من الأم قد تعبر المشيمة أو تنتقل أثناء الولادة، لتظهر لاحقًا أورام لدى الطفل متطابقة وراثيًا مع أورام الأم.

يُقدّر حدوث هذه الظاهرة في حالة واحدة تقريبًا من كل نصف مليون حمل، ما يجعلها استثنائية، لكنها مهمة لفهم كيفية التعامل مع السرطان أثناء الحمل.

ويمكن أن تنتقل الخلايا السرطانية عبر المشيمة أو أثناء الولادة المهبلية إذا استنشق الطفل خلايا من قناة الولادة، خصوصًا في حالات سرطان عنق الرحم. وقد وثقت الدراسات حالات انتقال فيها خلايا سرطانية إلى رئة الطفل، وتم تأكيدها بالفحوص الجينية.

وتشمل أكثر أنواع السرطان التي تم توثيق انتقالها من الأم إلى طفلها سرطان الجلد، سرطان الدم، سرطان عنق الرحم، وسرطانات الثدي والرئة، مع ملاحظة أن سرطان الجلد وسرطان الدم يمتلكان قدرة أعلى على الانتشار والعبور إلى المشيمة، رغم ندرة حدوث ذلك.

ومن الناحية الطبية، لا توجد بروتوكولات فحص أو علاج محددة لهذا النوع من الانتقال نظرًا لندرته، وغالبًا ما يُكتشف بعد ظهور أعراض على الطفل بعد الولادة. وقد تقلل الولادة القيصرية من خطر انتقال بعض السرطانات، مثل سرطان عنق الرحم.

ويرى الخبراء أن دراسة هذه الحالات النادرة توفر فهمًا أعمق لبيولوجيا السرطان، خصوصًا فيما يتعلق بالمناعة الطبيعية وحاجز المشيمة. ومع التطور في التشخيص الجزيئي، قد تُكشف حالات إضافية مستقبلًا، مما يسهم في تطوير طرق أفضل لحماية الأم والجنين.