اعتقلت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التابعة لجماعة الحوثي، القيادي البارز في الجماعة طه محسن ناصر الصنعاني، المعروف باسم طه السفياني وكنيته "أبو راغب"، وذلك بعد خروجه من منزله في العاصمة صنعاء، على خلفية الغارة الجوية التي استهدفت اجتماعًا رفيع المستوى لحكومة الحوثيين في أواخر أغسطس الماضي.

وقالت مصادر مطلعة، إن الصنعاني يُشتبه في تورطه بالتخابر مع جهات أجنبية، وعلى رأسها إسرائيل، بعد أن أثارت مغادرته المفاجئة لموقع الاجتماع قبل دقائق من تنفيذ الضربة الجوية، شكوكًا واسعة داخل أوساط الجماعة.

وبحسب المعلومات، فقد كان الصنعاني يتولى مهام تنسيقية ولوجستية حساسة، من بينها ترتيب الاجتماعات العليا، ما جعله على اتصال مباشر بكبار قادة الجماعة. وتشير المصادر إلى أن الاجتماع المستهدف عُقد داخل فيلا تقع في حي حدة جنوب العاصمة، كانت مخصصة لجامعة العلوم والتكنولوجيا الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وأسفر عن مقتل رئيس الحكومة وتسعة وزراء آخرين.

ويرجح خبراء في الاستخبارات أن الضربة الجوية الدقيقة نُفّذت استنادًا إلى معلومات تم الحصول عليها عبر تتبّع اتصالات القيادي المعتقل، بما في ذلك احتمال اختراق هاتفه أو رصد تحركاته إلكترونيًا.

ويحمل الصنعاني سجلًا طويلًا من المناصب الحساسة داخل بنية الجماعة، من بينها مدير مكتب رئيس الوزراء، ورئيس لجنة الأمن والدفاع، وعضو لجنة الأقصى المسؤولة عن تنسيق الدعم للأنشطة المرتبطة بغزة. كما سبق أن ظهر اسمه في وسائل الإعلام التابعة للحوثيين بصفته مساعدًا لرئيس الوزراء وهيئة الأركان.

وتتركز التحقيقات الداخلية حاليًا على تتبّع الثغرات الأمنية التي سمحت باختراق منظومة الاتصالات، وتحديد مصادر تسريب المعلومات التي قادت إلى واحدة من أنجح الضربات الجوية التي استهدفت القيادة المدنية للحوثيين منذ بداية الحرب.