الشرعية اليمنية.. ظهر مكشوف ومعركة لا تحتمل التردد
قبل 2 دقيقة
الحروب لا تُخاض بالسلاح وحده، بل بما هو أعمق: الصمود الداخلي ووحدة الصف، وإغلاق الثغرات التي قد تتحول إلى طعنات قاتلة من الداخل قبل الخارج. ومنذ أكثر من عشر سنوات، تخوض الشرعية اليمنية معركتها ضد انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية وهي تعاني من ظهر مكشوف، وانقسامات داخلية عطلت قوتها، وأضعفت ثقتها بنفسها.
هذا الانكشاف جعل الشرعية مشغولة بإصلاح ذاتها الممزقة أكثر من انشغالها بمقارعة الانقلاب، حتى غدت قراراتها مرتبكة وخطواتها متعثرة، فيما العدو يستغل كل لحظة ويدفع مشروعه الانقلابي إلى الأمام، مدعوماً بجهات خارجية تمده بالقدرة على الاستمرار والتوحش.
الأمر لم يتوقف عند الجانب العسكري فحسب، بل وصل إلى اختراق اقتصادي واجتماعي وإداري، ضرب أساسات الشرعية في العمق، وأفقدها الكثير من توازنها. والواقع أن الحوثيين – الذين لا يمثلون أكثر من 5% من الشعب اليمني – لم ينجحوا بقوة ذاتية، بل باستثمارهم حالة التخلخل الداخلي في صفوف الشرعية. ولو أن الأخيرة تماسكت ووحّدت قواها، لكانت قادرة على حسم هذه المعركة منذ زمن.
ورغم هذه الصورة القاتمة، فإن الأمل لا يزال قائماً. فقد بدأت الشرعية في الآونة الأخيرة تلتفت إلى جوهر المشكلة: الجانب الاقتصادي. فالإدراك أن الحرب لا تحسم بالبندقية وحدها، وإنما بإصلاح المؤسسات، ومكافحة الفساد، واستعادة الثقة بين الدولة والمجتمع، يمثل خطوة أولى في الاتجاه الصحيح. فالفساد هو الوجه الآخر للانكشاف، وإذا لم تتم معالجته فلن يكون هناك استقرار سياسي ولا عسكري.
إن الإصلاح الاقتصادي ليس رفاهية، بل ضرورة وجودية. جيش قوي يحتاج إلى اقتصاد قوي، وجبهة صامدة لا يمكن أن تقوم على مؤسسات منهكة بالفساد والمحسوبية. ولهذا، فإن أي إصلاح حقيقي سيمنح الشرعية القدرة على ترميم الداخل، وإغلاق المنافذ التي يتسلل منها الانقلاب، ويعيد الثقة للشعب في قيادته.
لكن الخطر الأكبر يكمن في التراجع أو التباطؤ. فأي تردد في مواجهة الفساد وضبط الموارد وتفعيل مؤسسات الدولة، يعني عودة الانكشاف، ويمنح الحوثيين فرصة جديدة للتوسع والتوحش. والتاريخ يعلمنا أن الفرص الضائعة في معارك المصير لا تتكرر كثيراً.
لقد آن الأوان للشرعية أن تدرك أن قوتها الحقيقية ليست في بيانات الشجب، ولا في انتظار دعم خارجي، بل في بناء الداخل بوعي ومسؤولية، وفي كسب ثقة غالبية اليمنيين الذين يشكلون الحاضنة الحقيقية لمشروع الدولة. فإذا أحسنت الإدارة، ووحّدت الصفوف، وأغلقت ثغرات الفساد، فإنها ستملك زمام المبادرة، وتستطيع إنهاء مشروع الأقلية الحوثية الذي لا يعكس إرادة الشعب. أما إذا استمرت في الدوران حول نفسها، فإن ظهرها سيبقى مكشوفاً، وستظل المعركة مفتوحة على مخاطر أكبر، ينتظر نتائجها حاضر اليمن ومستقبله.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
كشفت مصدر صحفي، عن تجميد وديعة سعودية، مقدمة البنك المركزي اليمني في عدن، بسبب الخلافات الأخيرة ب
بقلم . نورا المطيري تزدحم الساحة العربية والإسلامية هذا الأسبوع بأحداث ساخنة تفرض على المراقب التوقف
كشفت وسائل الاعلامية عن تحركات دبلوماسية سعودية نشطة تهدف إلى احتواء التوتر المتصاعد داخل مجلس القيا
في خطوة مفاجئة تحمل تداعيات واسعة على حركة السفر الإقليمية، أعلنت السلطات السعودية تعليق جميع الرحلا
نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر حكومي يمني لم تسمّه قوله إنّ رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليم
أعلنت الأجهزة الأمنية في مدينة تعز عن ضبط عامل بوفية متهم بترويج مواد مخدرة، بينها مادة "الشبو"، بعد
بعد تحقيقه نجاحات كبيرة في الملف الاقتصادي رئيس الوزراء يغادر العاصمة المؤقتة عدن على متن الخطوط الج
شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025م، تحديثات جديدة وفق