بقلوب يعتصرها الحزن، ونفوس مؤمنة بقضاء الله وقدره، بعث اللواء الركن عبدالعزيز الهدف، أركان حرب القوات البرية الجنوبية قائد اللواء الثاني مشاة، برقية عزاء ومواساة إلى أسرة الفقيد المهندس المناضل عبدالغني محمد مسعد العودي، وإلى كافة أبناء محافظة أرخبيل سقطرى، في هذا المصاب الجلل الذي ألمّ بالجميع إثر الحادث المروري الأليم الذي أودى بحياته يوم الاثنين الموافق 8 سبتمبر 2025م.

لقد فقدت سقطرى برحيل الفقيد أحد أعمدتها الشبابية النضالية، ورمزاً من رموز الحركة الطلابية والشبابية الجنوبية، الذي نذر حياته من أجل القضية، وكرّس جهده في سبيل ترسيخ الوعي الوطني، والدفاع عن تطلعات أبناء الجنوب في الحرية والكرامة والعدالة. كان الفقيد من أوائل من حملوا لواء الحراك الجنوبي في قلنسية، وترأس الحركة الشبابية للمجلس الأعلى للحراك الثوري في زمنٍ كانت فيه الإرادة الشعبية تتشكل وتنبض في وجدان أبناء الجنوب، قبل ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل سياسي للقضية الجنوبية.

لقد تميز الفقيد عبدالغني محمد مسعد العودي بسيرة علمية مشرّفة، حيث نال منحة دراسية خارجية بعد تفوقه في الثانوية العامة - القسم العلمي، وابتُعث إلى جمهورية الجزائر العربية ليتخرج مهندساً من إحدى جامعاتها العريقة، حاملاً شهادة البكالوريوس عن جدارة واستحقاق. وبرغم كفاءته العلمية وسيرته النضالية، لم يُكتب له أن يحظى بوظيفة رسمية، لكنه ظل متمسكاً برسالته، مؤمناً بقضيته، حاضراً في كل الفعاليات والمسيرات السلمية التي شهدتها سقطرى، مشاركاً بروحه وعقله ووجدانه.

لقد مثّل الفقيد الحركة الشبابية الجنوبية عن مديرية قلنسية خير تمثيل في اللقاء العام للحركة في العاصمة عدن عام 2016م، وكان ضمن وفد شبابي جنوبي متكامل ضم نخبة من أبناء المحافظة، ليؤكد أن سقطرى كانت ولا تزال جزءاً أصيلاً من الحراك الجنوبي، ومن المشروع الوطني الجامع.

إن اللواء الركن عبدالعزيز الهدف، وهو يشارك أسرة الفقيد وأهالي سقطرى هذا الحزن العميق، ليعبّر عن خالص تعازيه وعظيم مواساته القلبية والوجدانية، مؤكداً أن الوطن فقد برحيله أحد رموزه الشبابية الواعدة، التي كانت تمثل رصيداً أخلاقياً ووطنياً في مسيرة النضال الجنوبي، ومثالاً يُحتذى في الإخلاص والتفاني.

نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان، وأن يجعل هذا المصاب الجلل في ميزان حسناتهم، إنه سميع مجيب.

إنا لله وإنا إليه راجعون.