صلاح السقلدي

الإخوة في المجلس الانتقالي الجنوبي ..طابت اوقاتكم..

الاخ سالم ثابت لم يخسركم بل انتم من خسره.. نأمل ألا تجعلوا الاعتقاد يتكرس لدى العامة بأن المجلس صار مظلة ظليلة للفاسدين وبات عقبة كأداء أمام كل مسعٍ يستهدف انتشال الأوضاع وأمام جهود تقويض قوى الفساد ومراكزها وتجعلون من أنفسكم دون قصد- أو بقصد -خصوما للشخصيات النظيفة التي تتمتع بسمعة طيبة يعقد الناس عليها آمالهم لإحداث إختراق بجدار هذا الواقع المزري العنيد، تلك الشخصيات التي لم تتلوث بجراثيم مستنقعات الحُكم سواءً الموجودة داخل مجلسكم او خارجه.

ف مثل سالم ثابت هم الوجه المشرق لمجلسكم فلا تجعلوا هذا الوجه معتما أيضا، وحتى لا تبدون كنسخة من منظومة الفساد العتيقة أو امتدادا لها، وهي التي عانى منها الجنوب طويلا، بل وكان معظمكم ضحايا له.

بنوايا مخلصة ندعوكم ان تعيدوا تقييم مواقف مجلسكم تجاه كل القضايا وتجاه كل الملفات، وبالذات ما يتعلق بحياة الناس وكرامتهم، وتعيدوا للمجلس فاعلية هيئاته التي صارت مكبلة مشلولة هزيلة ليتسنى لها اتخاذ القرارات دون تقييد أو انتقاء أو محسوبية، ومحاسبة كل فاسد مستهتر متغطرس ،وكبح لوبي النفوذ المنفلت داخل مجلسكم، وإلا فإنكم تخسرون تباعا ما تبقى لكم من حضور جماهيري ويستمر نزيف وجودكم بكل الجغرافيا ويتسع قُطر دائرة السخط، هذا الحضور الذي هو بالأصل يتآكل يوم إثر يوم تحت وطأة أوضاع سيئة انتم شركاء بصنعها وبقائها.

....وهذا الحال المتضعضع الذي يمر به مجلسكم يثير لدينا حالة من الهلع، ففشل الانتقالي وسقوطه يعني لنا جميعا عودة القضية الجنوبية الى مربعها الاول من التشظي والانكفاء بعد ان خرجت من شرنقتها بالسنوات الاخيرة.

الدهشة تتملكني وكثير من الناس ونتسائل:لماذا الانتقالي يكّسر مجاديفه بهذا الشكل وهو وسط خضم متلاطم؟ وهل سنرى داخله صحوة عقل وضمير؟.

...مرة اخرى ندعوكم لإعادة مراجعة سياسة المجلس بكل نواحيها، وكسر صَدَفة السلبية التي تطوقكم، فحال الوطن والمواطن لا يُسر الخاطر...

* صلاح السقلدي