في مشهد يعكس التفافاً وطنياً وإنسانياً نادراً، سارعت وحدات اللواء الثاني حزم – محور العند، مساء اليوم، إلى نشر آليات الإنقاذ والإسناد الميداني في منطقة

سيلة بلة

، بعد عودة تدفق السيول المفاجئ التي شلّت حركة السير وأصبحت تهديداً مباشراً على حياة المواطنين وممتلكاتهم.

وفي ظل تصاعد المخاطر الناتجة عن التقلبات الجوية وارتفاع منسوب السيول، تحولت قوات اللواء إلى خط الدفاع الأول، حيث تمكنت من إنقاذ عشرات المركبات، ومنع كارثة إنسانية كانت وشيكة، في عملية نفذتها بروح وطنية عالية وانضباط عسكري محترف.

حيث أعلنت قيادة اللواء الثاني حزم، مساء اليوم، عن توجيه فرق إنقاذ متخصصة مدعومة بآليات ثقيلة إلى منطقة سيلة بلة، بعد عودة تدفق كثيف للسيول التي اجتاحت مجرى الوادي، ما أدى إلى قطع الطريق الرئيسي وعرقلة حركة المركبات، ووضع حياة المئات من المسافرين والمقيمين في خطر داهم.

ووفق مصادر ميدانية، فقد تم

تموضع وحدات عسكرية وأمنية

على جوانب مسار السيول، خاصة في المنحدرات الخطرة التي تشهد تدفقاً سريعاً للمياه، حيث باشرت فرق الإنقاذ مهامها في:

إنقاذ المركبات العالقة في مسار السيول.

منع المغامرات الفردية من عبور الأودية المتدفقة.

توجيه المركبات وتنظيم حركة السير في الطرق البديلة.

توعية المواطنين بخطورة التعرض لمخاطر السيول.

وأكد مصدر عسكري في اللواء أن "القوات تبقي على

درجة عالية من الجاهزية القصوى

، وتعمل على مدار الساعة لضمان سلامة المواطنين، وفق توجيهات قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس القائد

عيدروس الزبيدي

".

يأتي هذا التدخل السريع

تنفيذاً لتوجيهات القيادة العليا

، التي أكدت مراراً على الدور المحوري لقوات

الجيش والقوات المسلحة الجنوبية

ليس فقط في حماية الحدود، بل أيضاً في

الوقوف إلى جانب الشعب في الظروف الاستثنائية

، كالأحوال الجوية الصعبة والكوارث الطبيعية.

وقد لاقت هذه الجهود

إشارات واسعة من قبل المواطنين

، الذين أشادوا بـ"التضحيات الجسيمة" التي يقدّمها ضباط وجنود اللواء، حيث قال أحد المواطنين العالقين قبل إنقاذه:

"كنت أعتقد أنني سأفقد حياتي ومركبي، لكنهم جاءوا كأنهم من السماء.. شجاعتهم لا توصف"

.

وأضاف آخر: "شاهدت جندياً يقف في منتصف التيار القوي ليمنع مركبة من العبور. هذا ليس مجرد واجب، هذا بطولية حقيقية".