في مشهد يدمي القلوب ويُجسد قوة الإرادة وروح التضامن الإنساني، نجحت فرق الإنقاذ المحلية، بدعم من متطوعين شجعان، في إنقاذ سائق قاطرة علقت مركبته بشكل مروع في تيار سيل جارف تحت جسر قعوضة شمال غرب وادي حضرموت، جنوب اليمن.

الحادث، الذي وقع وسط ظروف جوية صعبة، أثار موجة من القلق والانفعال عبر مواقع التواصل، حيث انتشرت مقاطع مصورة للعملية تُظهر لحظات الرعب والتوتر قبل أن يُكتب النجاة للسائق.

وبحسب مصادر محلية، فإن الحادث وقع بعد أن حاول السائق عبور طريق ترابي مغمور جزئيًا بالسيول الناتجة عن الأمطار الموسمية، ليفاجأ بانهيار جزئي في الجسر وانزلاق القاطرة إلى حافة الهاوية، حيث علقت بزاوية خطرة فوق تيار مائي هادر.

ففي الساعات الأولى من يوم الثلاثاء، وعلى مشارف قرية قعوضة بمحافظة حضرموت، كان سائق قاطرة في طريقه لنقل بضائع إلى إحدى القرى النائية، حين ضربت المنطقة سلسلة من الهطولات المطرية الغزيرة التي تسببت في ارتفاع منسوب السيول بشكل مفاجئ.

ووفق شهود عيان، حاول السائق عبور جسر قديم يربط ضفتي الوادي، لكن التربة حول الجسر كانت قد فقدت تماسكها بسبب تآكل التربة، ما أدى إلى انزلاق عجلات القاطرة الخلفية وسقوطها جزئيًا في الهوة، بينما بقي مقدّم المركبة معلقًا بحافة الجسر.

"كنا نعتقد أنه لن ينجو"، يقول أحد السكان المحليين، "القاطرة كانت تهتز مع كل موجة من السيل، وكأنها على وشك السقوط في أي لحظة".

عملية الإنقاذ: بطولات في زمن الأزمات

فور تلقي البلاغ، توجهت فرق إنقاذ محلية، مدعومة ببلدوزر و"بالونش" (رافعة ثقيلة)، إلى موقع الحادث.

استغرقت عملية الإنقاذ أكثر من 5 ساعات، وسط ظروف بالغة الصعوبة نظرًا لخطورة الموقع، وقوة التيار المائي، وعدم استقرار التربة.

استخدم المنقذون حبالاً حيث تعلق السائق برافعة تم وضعها على مسافة آمنة من الحافة.

وبعد سلسلة من المحاولات الحذرة، نجح السائق بالتمسك والطلوع على الرافعة تدريجيًا حتى تم استخراجه من السيل.

وفي لحظة مؤثرة، خرج السائق لكنه سليم، وسط تصفيق وهتافات الفرح من الأهالي الذين تجمهروا في المكان.