في اليوم الـ688 من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، يواصل التجويع حصد أرواح المدنيين في القطاع المحاصر، إذ أعلنت وزارة الصحة أن حصيلة شهداء الجوع الممنهج ارتفعت إلى 289، بينهم رضّع وأطفال لم يصمدوا أمام انعدام الغذاء.

وقال مصدر طبي في مستشفى ناصر بخان يونس إن الرضيعة حبيبة الحلبي فارقت الحياة بعد أيام من المعاناة مع سوء التغذية، في مشهد يلخص مأساة آلاف الأطفال الذين يواجهون المجاعة بلا دواء ولا غذاء.

من جهته، أكد مدير عام وزارة الصحة في غزة أن وزارته "تخوض سباقًا مع الزمن" لوقف الكارثة الإنسانية، داعيًا إلى تحرك عاجل لإدخال الغذاء والدواء، مشددًا على أن منع الاحتلال وصول المرضى إلى الرعاية الصحية يمثل "انتهاكًا لا يمكن السكوت عنه".

في السياق الدولي، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير إن "الوقت قد حان لكي تستيقظ الحكومات والسياسيون في العالم للتصدي للكارثة"، مضيفًا أن الوضع في غزة "تجاوز حد المجاعة" وأن المأساة لن تنتهي دون "إرادة سياسية لفتح المعابر".

أما المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني، فوصف المجاعة بأنها "آخر مصائب غزة وجحيم بكل المعاني"، معتبرا أن إنكارها "أبشع تعبير عن انعدام الإنسانية"، داعيًا إسرائيل إلى السماح للمنظمات الإنسانية بالعمل "من دون قيود".

وفي حديث لشبكة سي بي إس الأميركية، قالت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن "الأطفال في غزة يواجهون مجاعة مروعة"، مشيرة إلى أن نحو 28 طفلاً، أي ما يعادل "صفًا دراسيًا كاملًا"، يموتون يوميًا منذ بداية الحرب، مؤكدة أن بعضهم "لم يعد يملك حتى الطاقة للبكاء".

كما أكدت مديرة اليونيسف أن منهجية ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركيا في توزيع المعونات "أدت إلى وضع رهيب"، لافتة إلى أن الفلسطينيين يتعرضون لإطلاق النار وهم يحاولون الحصول على الطعام.

من جانبها، شددت وزارة الداخلية في غزة على أن "لا مكان آمن في القطاع"، مؤكدة أن الاحتلال يستهدف خيام النازحين حتى في المناطق التي يصفها بأنها إنسانية أو آمنة. ودعت المواطنين إلى التمسك بمناطق سكناهم وعدم الرضوخ لتهديدات التهجير، مجددة مناشدة المجتمع الدولي والوسطاء للتحرك العاجل لوقف جرائم الاحتلال.