نفذ فريق بحثي من أساتذة جامعة عدن، برئاسة أ. د. رجاء احمد علي مسعد و أ. د. شيخ عبدالحافظ الشطيري، نزولًا ميدانيًا إلى عدد من مخيمات النازحين واللاجئين في محافظة لحج، شملت مخيم عتيرة 1 ومخيم عتيرة 2 ومخيم الرباط. وجاءت هذه الزيارة في إطار تنفيذ مشروعين بحثيين تم اختيارهما من قبل منظمة الصحة العالمية بعد منافسة مفتوحة شارك فيها باحثون من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعكس أهمية البحث العلمي اليمني وقدرته على المساهمة في القضايا الصحية والإنسانية ذات البعد الدولي.

في مخيم عتيرة 1، التقى الفريق بمسؤول المخيم، كما أجرى حلقة نقاش مركزة مع مجموعة من النازحين. وأظهرت النتائج غياب الخدمات الطبية الأساسية، باستثناء عربة متنقلة تزور المخيم مرة واحدة شهريًا، ما يضطر المرضى إلى قطع مسافة خمسة كيلومترات للوصول إلى مستشفى الوهط، في ظل صعوبات مالية تحول دون حصولهم على الرعاية اللازمة، وهو ما يفاقم معاناتهم الصحية ويعرض حياتهم للخطر.

أما في مخيم عتيرة 2، فقد وقف الفريق على وجود عيادة ميدانية تديرها منظمة كونسيرن الإيرلندية، وتقدم خدمات الرعاية الأولية ورعاية الحوامل والأطفال والتطعيم وعلاج سوء التغذية. إلا أن المخيم ما يزال يواجه تحديات أبرزها نقص الأدوية وغياب سيارة إسعاف وعدم وجود دعم مادي لتكاليف النقل، إلى جانب انقطاعات في بعض اللقاحات الخاصة بالحوامل.

وفي مخيم الرباط الذي تديره منظمة إنترسوس، التقى الفريق بالكادر الطبي العامل هناك، حيث تبين أن العيادة الميدانية مكونة من كرفانة بثلاث غرف، إضافة إلى عربة متنقلة للتطعيم تتحرك يوميًا من مستشفى ابن خلدون وإليه. ولوحظ أن مستوى توفر الأدوية واللقاحات في هذا المخيم أفضل نسبيًا مقارنة بالمخيمات الأخرى.

التوصيات الأولية للفريق البحثي:

خلص الفريق البحثي من هذه الزيارات إلى وجود فجوات كبيرة في الخدمات الصحية المقدمة للنازحين في لحج، وأوصى بضرورة:

زيادة الدعم المخصص للأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.

توفير سيارات إسعاف لتسهيل الوصول إلى المرافق الصحية المرجعية.

تعزيز برامج التطعيم وضمان الاستمرارية، خاصةً لقاحات الحوامل.

دعم الأسر الفقيرة بمساعدات مادية أو تغطية تكاليف النقل للوصول إلى الخدمات الصحية.

وتعكس هذه الزيارات الميدانية التزام الفريق البحثي بجامعة عدن بدراسة الواقع الصحي للنازحين في لحج، وتقديم أدلة علمية يمكن الاستناد إليها في تطوير السياسات الصحية وتعزيز التدخلات الإنسانية. كما تؤكد على المكانة التي بات يحظى بها الباحثون اليمنيون في الساحة العلمية الدولية، بعد أن تم اختيار مشاريعهم البحثية من بين العديد من المقترحات المقدمة من باحثين عالميين.