في كشف جديد يعكس واقع المليشيا الحوثية داخل العاصمة المحتلة صنعاء، قال الصحفي رضوان الهمداني إن الجماعة باتت شبه معزولة تمامًا عن محيطها الاجتماعي، حتى إن نساءهم وأطفالهم لا يختلطون مع الجيران، في مؤشر على حالة خوف وترقب غير مسبوقة تعيشها قياداتها.

وأوضح الهمداني في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، اليوم الاربعاء، أن الحوثيين يدركون أن الغضب الشعبي بلغ مستوى غير مسبوق، وأن هناك تحضيرات لشيء ما ضدهم، لكنهم في حالة قلق وعدم يقين حول ماهيته ومتى وأين ستأتي الضربة، الأمر الذي يضاعف منسوب التوتر والرعب داخل صفوفهم يومًا بعد آخر، خصوصًا في صنعاء.

وأشار إلى أن حملات القمع والترهيب ضد قيادات المؤتمر الشعبي العام ليست سوى محاولة من الحوثيين لإيصال رسالة تهديد مفادها أنهم سيبطشون بكل من يفكر بالتمرد أو يعارض وجودهم. واعتبر الهمداني أن هذا النهج يخدم خصوم الحوثي، إذ يراكم حالة السخط الشعبي ضدهم في مناطق سيطرتهم، لافتًا إلى أن الجماعة غير قادرة على مغادرة عقلية المليشيا أو التحول إلى دولة مسؤولة تدفع مرتبات وتلتزم بالقانون.

وفي سياق متصل بحديث الهمداني، تصاعدت التوترات السياسية في صنعاء، حيث شنت المليشيا حملة اعتقالات واسعة طالت اليوم الاربعاء، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام غازي علي الأحول، ومدير مكتبه عادل ربيد، إلى جانب قيادات أخرى، على خلفية رفضهم ضغوط الجماعة وإلغاء الاحتفال بالذكرى الـ43 لتأسيس الحزب.

ووفقًا لمصادر حزبية في صنعاء، لا تزال الاعتقالات والتحركات الأمنية مستمرة، إذ تم تطويق منازل قيادات مؤتمرية وإبلاغ البعض بعدم المشاركة في أي لقاءات اجتماعية. وكانت المليشيا قد صادرت قبل أسابيع المبالغ المالية المخصصة للاحتفال، وحولتها لصالح "القوة الصاروخية"، كما اقتحمت اجتماعًا للأمانة العامة في معهد الميثاق، وسط حملات تحريض وتخوين ممنهجة.