أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام، فرع صنعاء، الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي، إلغاء احتفالات الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسه المقررة في الرابع والعشرين من أغسطس الجاري، في خطوة فاجأت أنصاره، وأثارت تساؤلات حول دوافعها الحقيقية وسط ضغوط مليشيات الحوثي المستمرة.

إلغاء مفاجئ بمبررات مثيرة للجدل

وفق بيان صدر عن الحزب عصر الثلاثاء 19 أغسطس 2025، طالعه "المشهد اليمني"، برر المؤتمر الإلغاء بمعاناة الشعب الفلسطيني في غزة، زاعمًا أن ذلك يعكس حرصًا على دعم قضيتهم. وأشار البيان، الذي يُعتقد أنه صيغ تحت إكراه من المليشيات، إلى أن الحزب سيتجه لدعم فعاليات مناصرة غزة بدلاً من الاحتفال، كـ"واجب ديني وأخلاقي".

ونقل البيان عن قيادات الحزب بصنعاء ما وصفه بـ"التأكيد على تحالفه" مليشيات الكهنوت الحوثية التي يسمها "أنصار الله" قائلا إن ما وصفه بـ"موقف اليمن" بقيادة عبدالملك بدر الدين الحوثي سيسجله التاريخ "بأحرف من نور" على حد زعمه.

ادعاءات دعم فلسطين وسط مخاوف حوثية

وادعى البيان أن إلغاء الاحتفال يأتي انطلاقًا من "المسؤولية الدينية والقومية" تجاه غزة، التي يتعرض سكانها لحرب إبادة جماعية، متجاهلاً أن السبب الحقيقي يعود إلى مخاوف المليشيات من تحول الذكرى إلى انتفاضة شعبية ضدها.

واعتبر الحزب أن صمت العالم تجاه جرائم الاحتلال الصهيوني "مخزٍ"، وتجنب الإشارة إلى الضغوط التي فرضتها المليشيات لقمع أي تحرك شعبي محتمل.

تحذير من الانقسام ودعوة للوحدة

وحذر البيان من مخاطر التخوين والتهم الباطلة، داعيًا إلى توحيد الجبهة الداخلية ضد "التدخلات الخارجية"، فيما يُفسر محللون ذلك كمحاولة لتبرير الخضوع للحوثيين. وأعرب الحزب عن أمله في تحسن أوضاع غزة العام القادم لإحياء الاحتفال، مشددًا على استمرار دعمه لفلسطين كمبدأ ثابت، بينما تجاهل تمامًا الدور المليشيات في فرض هذا القرار.

وجدد البيان التأكيد على أن تحالف "الحزب" مع الحوثيين "في مواجهة العدوان موقف يستند إلى قاعدة صلبة أساسها الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال اليمن، ومواجهة العدوان والحصار ورفض التدخلات الخارجية والوصاية على شعبنا من أي طرف كان"، حسب زعمه.

لا للتخوين والاتهامات الباطلة

واستدرك:ونشدد على أهمية الحرص على توحيد الجبهة الداخلية، ورفض أي مساس بها، وذلك من خلال الابتعاد عن حملات التخوين والاتهامات الباطلة، والتأكيد على وحدة موقف الشعب اليمني من مختلف القضايا، وخصوصًا قضية مساندة ومناصرة غزة وسكانها، الذين يواجهون حرب إبادة جماعية من قبل الصهاينة".

وكانت مليشيات الحوثي، قد اقتحمت اجتماعا لقيادة الحزب بصنعاء مطلع الشهر الجاري، وصادرت الأموال المخصصة لفعالية إحياء ذكرى تأسيس الحزب الذي كان يرأسه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.