في محاولة جديدة من نوعها لتشويه المسيرة التصحيحية التي تشهدها المناطق المحررة، كشفت مصادر مطلعة عن ترويج مليشيا الحوثي لوثيقة مزورة منسوبة إلى مكتب رئاسة الجمهورية، تدّعي صرف مبالغ طائلة تصل إلى مليارات الريالات كـ"بدل انتقال" لزيارات ميدانية لمسؤولين حكوميين.

وأكد الصحفي فارس النجار، أن الوثيقة "لا تمت بأي صلة بالواقع"، واصفًا إياها بأنها "عملية دعائية مكشوفة تهدف إلى زعزعة الثقة في الإجراءات الحكومية الجادة التي تشهدها البلاد مؤخرًا".

حيث انتشرت صباح اليوم الاثنين، عبر منصات التواصل الاجتماعي، مذكرة مزيفة تحمل اسم مكتب رئاسة الجمهورية وتتحدث عن صرف مبالغ ضخمة كـ"تعويضات انتقال" مقابل زيارات ميدانية لمسؤولين في المحاور العسكرية.

وقد استغلت مليشيا الحوثي هذا المحتوى المزوَّر في حملة إعلامية مكثفة بهدف تشويه صورة الحكومة الشرعية، التي تشهد في الآونة الأخيرة نقلة نوعية في ملفاتها الاقتصادية والخدمية.

وقد ربطت الشائعات الحوثية هذه المذكرة الزائفة بزيارة وزير الدفاع الفريق محسن الداعري إلى جبهات القتال خلال اليومين الماضيين، مدعية أن هذه الزيارة "كلّفت خزينة الدولة نحو 3 مليارات ريال"، دون تقديم أي دليل أو مصدر موثوق يدعم هذا الادعاء.

فيما يتعلق بذلك، نفى الصحفي فارس النجار بقوة صحة هذه المذكرة، قائلاً:

"هذه الوثيقة مزوّرة بالكامل، ولا توجد أي سجلات أو إجراءات رسمية تشير إلى صرف مثل هذه المبالغ. إنها محاولة يائسة لتشويه صورة الحكومة التي تعمل بجدية على إعادة الأمل للشعب اليمني بعد سنوات من الانهيار".

وأضاف النجار أن الحكومة، بقيادة رئيس مجلس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، نجحت في استعادة ثقة المواطنين في المحافظات المحررة من خلال إصلاحات اقتصادية جوهرية، وتحسين آليات عمل المؤسسات، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية.

يرى خبراء في الإعلام والسياسة أن ترويج مثل هذه الأخبار المضللة يعكس حالة من الذعر والارتباك داخل صفوف الحوثيين، الذين يفقدون زخمهم الدعائي أمام تقدم الحكومة الشرعية في ملفات كانت تُعدّ "محظورة" مثل الاقتصاد والخدمات العامة.

ويشير مراقبون إلى أن هذه الحملة تأتي في وقت حرج، حيث تشهد الحكومة دعماً متزايداً من الشارع، خاصة بعد الإجراءات التي أعادت تنشيط السوق، وضبط سعر الصرف، وتحسين ظروف الحياة للمواطنين في المناطق المحررة.