العربي نيوز:

شهدت إحدى اهم المحافظات المحررة، استعادت قوات الامن والجيش السيطرة على المحافظة، واعادة فتح الطرقات المغلقة فيها، بفعل اعتصام المواطنين المحتجين على تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية، ما تسبب في تفاقم التوتر المحتدم في مديريات المحافظة منذ اسبوعين، وسقوط عدد من المصابين.

وباغتت وحدات امنية وعسكرية مشتركة، جموع المواطنين المحتجين في مدينة تريم وعدد من مدن حضرموت، بحملة واسعة لفض الاعتصامات وفتح الطرقات المغلقة، وفي مقدمها الخط الدولي الرابط بين محافظتي حضرموت والمهرة، واليمن وسلطنة عمان، بعدما تسببت الاحتجاجات في اغلاقه منذ عشرة ايام.

أكدت هذا مشاهد فيديو، تداولها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، وثقت حملة امنية وعسكرية معززة بعربات مدرعة وأطقم مسلحة، بدأت فجر الخميس (7 اغسطس) وشملت مداخل مدينة تريم والأحياء المجاورة للخط الدولي، أزالت الحواجز الترابية وفتحت الطريق لعبور الشاحنات المحتجزة، من المحتجين.

شاهد .. حملة لانهاء اعتصام تريم وفتح الطرقات (فيديوهات)

وأفادت مصادر محلية متطابقة في تريم، بأن "الحملة قوبلت برفض المحتجين فض اعتصاماتهم، واسفرت عن وقوع حالتي اصابة بين صفوف المحتجين، إحداهما في منطقة الصدر والأخرى في البطن، تم اسعافهما إلى مستشفى سيئون العام لتلقي العلاج". وتداول ناشطون صورا لمن تعرضوا للاصابات بأعيرة نارية.

شاهد .. مصابين بحملة فض اعتصام تريم (صور) 

موضحة أن "القوات الأمنية والعسكرية المشتركة تواصل انتشارها وتمركزها في المواقع الحيوية ومداخل مدينة تريم حتى الان". ونوهت الى رد المواطنين في تريم على الحملة الامنية والعسكرية بالخروج في تظاهرات حاشدة تهتف ضد قمع المطالبة بالحقوق المشروعة، وتوفير الخدمات الاساسية، ومقومات الحياة الكريمة.

شاهد .. تظاهرات ضد الحملة الامنية والعسكرية (فيديو)

وأعلن نائب رئيس مجلس النواب، المهندس محسن باصرة، ادانته استخدام القوة ضد المعتصمين السلميين في وادي حضرموت. وقال في تصريح صحفي: إن القوة الأمنية والعسكرية لن تحل يحل القضايا ولن تحقق المطالب، بل ستزيد من التوتر". مشيرا الى تحركات مكثفة بدأتها الكتلة النيابية لمحافظة حضرموت.

مضيفا: إن "رئيس الكتلة النيابية في حضرموت الشيخ صالح سالم العامري يجري اتصالات مباشرة مع وكيل وادي حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الأولى ومدير الأمن، للتأكيد على أن "هذا الأسلوب ضد المعتصمين السلميين مرفوض تمامًا". ومتحدثا عن "تحرك الكتلة النيابية لاتخاذ موقف واضح ازاء ما يجري".

من جانبه، اعلن "مؤتمر حضرموت الجامع" في

بيان

عن "بالغ القلق من التطورات المؤسفة بمدينة تريم"، وأدان "اقتحام القوات الامنية والعسكرية الاعتصام وإطلاقها النار على الشباب المعتصمين ومحاصرتهم ومطاردتهم واعتقال عدد منهم". وطالب بـ "سرعة سحب القوات من محيط المعتصمين، ومحاسبة مصدري امر الاقتحام".

وحذر من "مغبة الاستمرار في نهج القمع والتجاهل للمطالب الشعبية، لما لذلك من تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في حضرموت". محملا السلطات المركزية والمحلية " كامل المسؤولية عن تداعيات هذا الانفلات، وما قد ينجم عنه من تفاقم للوضع العام في حضرموت، نتيجة التسويف والتجاهل المتعمد لمطالب أبنائها".

من جهتهم، أطلق سياسيو وناشطو المجلس الانتقالي الجوبي" التابع للامارات، حملة واسعة، سعت الى صب الزيت على النار، وحرف مسار الاحتجاجات الشعبية وصبغها بأنها "ثورة جنوبية"، ضد ما سمته "قوات الغزو والاحتلال الشمالي"، ضمن مساعي "الانتقالي الجنوبي" لضم حضرموت بالقوة الى سيطرة مليشياته المسلحة.

في المقابل، تصدى ناشطون حضرميون لحملة "الانتقالي الجنوبي"، و

قالت

مريم العمودي: "لن تستقر حضرموت الا بااقتلاع الانتقالي واغلاق مقراته". واردفت: "ليسقط بيد ثوار حضرموت ولا مكان للغريب في ارضنا وأي وجود إماراتي في بلادنا يعد سرطان خبيث في جسد حضرموت واستئصاله واجب ديني، وأخلاقي، ووطني".

وتتابع هذه التطورات بعدما بدأت الاثنين (4 اغسطس) رسميا، اجراءات الاطاحة بمحافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي المقيم في السعودية منذ اشهر على خلفية اخفاقه في ادارة شؤون المحافظة، وتسبب خلافاته مع مكونات حضرموت و"المجلس الانتقالي الجنوبي" في تفاقم تدهور الاوضاع الخدمية، وتصاعد التوتر في المحافظة.

تفاصيل:

 الاطاحة بمحافظ محافظة محررة !

يترافق هذا مع تصاعد السخط الشعبي في حضرموت وتجاوزه الاحتجاجات على تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية للمواطنين جراء انهيار قيمة العملة وارتفاع اسعار السلع والوقود والخدمات، الى مظاهر غضب شعبي واسعة شملت قطع الطرقات وبدء تنفيذ اعتصامات واطلاق دعوات إلى تنفيذ عصيان مدني عام.

تفاصيل:

تطورات مفاجأة في حضرموت (فيديوهات)

وبدورها، اعلنت اللجنة الأمنية بحضرموت، في بيان "إيقاف المتهم بقتل الشاب محمد سعيد يادين الخميس (31 يوليو) وإحالته للجهات المختصة". وأكدت أنها "لن تسمح لأي جهة كانت بجر المحافظة إلى مربع الفوضى". داعية "المواطنين للتحلي بأقصى درجات الوعي وضبط النفس والابتعاد عن أي سلوك يخل بالأمن العام".

الخميس (31 يوليو) عزت اللجنة الامنية بمحافظة حضرموت، مقتل الشاب محمد سعيد يادين بموقع اعتصام المحتجين في مدينة تريم برصاص قوات الأمن الى ما سمته "وجود عناصر مندسة تابعة لتنظيمات إرهابية مثل تنظيم القاعدة، توزع الاموال لإثارة الفوضى في ساحل حضرموت، واطلاق النار على الاطقم العسكرية".

يشار إلى أن  شرطة مدينة تريم كانت اعلنت أن المواطن محمد سعيد يادين، قُتل فجر الخميس (31 اغسطس) أثناء محاولة قوات الأمن فض احتجاجات شعبية تندد بتدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية في وادي حضرموت، وقالت: إن "قوات الأمن كانت تحاول فتح الطرقات المغلقة، وتعرضت للاعتداء من قبل المتظاهرين، مما ادى لاطلاق النار".