قالت صحيفة "ذا ناشيونال" إنه لا يمكن تجاهل أن غياب الاستقرار والسلام في اليمن يزيد من معاناة المهاجرين القادمين من القرن الإفريقي، الذين يستخدمون البلاد كممر عبور نحو دول الخليج. وأضافت الصحيفة أن الحادث المأساوي الذي وقع يوم الأحد قبالة سواحل جنوب اليمن، وأسفر عن غرق عشرات المهاجرين، يُعد تذكيرًا صارخًا بهذه الحقيقة القاسية، ويعكس الفوضى المستمرة التي يشهدها اليمن منذ سنوات.

وأكدت الصحيفة أن الصراعات بين الجماعات المسلحة والتشظي السياسي قد ساهما في تعميق الفقر والبطالة في اليمن، الذي يعد من أفقر دول المنطقة. ورأت الصحيفة أن تنفيذ الدعوات الدولية مثل تلك التي أطلقتها المنظمة الدولية للهجرة، التي طالبت بتعزيز عمليات البحث والإنقاذ ومحاسبة المهربين، أمرٌ بالغ الصعوبة في بلد ممزق ويعاني من غياب السيطرة المؤسسية.

وتطرقت الصحيفة إلى الحوادث المأساوية السابقة، مشيرة إلى حادث غرق آخر في يونيو 2021 أدى إلى مقتل 25 مهاجرًا، وكذلك الحريق في مركز احتجاز للمهاجرين في صنعاء، الذي أسفر عن مقتل عشرات المهاجرين، معتبرة أن هذه الحوادث تعكس الفوضى المستمرة في اليمن وتأثيرها المدمر على حياة المهاجرين.

وقالت الصحيفة إن المهاجرين غير النظاميين يواجهون وضعًا أكثر هشاشة من اليمنيين أنفسهم، حيث يتعرضون للاستغلال من قبل المهربين والمسلحين في ظل غياب القانون، بما في ذلك العنف الجسدي والنفسي والجنسي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يعد بمقدور المجتمع الدولي الوقوف مكتوف الأيدي أمام هذه الكارثة الإنسانية المستمرة. وأوضحت أن الطريق إلى حماية المهاجرين يبدأ بإعادة الاستقرار إلى اليمن وتمكين مؤسساته من التعامل مع هذه التحديات المتفاقمة.

ورغم تراجع مستوى العنف داخل اليمن واحتمالات الانفراج السياسي التي أشار إليها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإن الصحيفة أكدت أن فرص السلام ستظل ضئيلة من دون إطار شامل للسلام والتنمية. وأضافت أن غياب هذا الإطار سيجعل المنظمات الإنسانية وحدها تكافح لتخفيف تداعيات أزمة كان من الممكن تجنبها وكان ينبغي التعامل معها بشكل أكثر مسؤولية.