وسط اهتمام متجدد بمواقع اليمن التاريخية، برز اسم صهاريج عدن مجددًا مع خطوة عربية لافتة تعيد تسليط الضوء على هذا المعلم القابع على سفوح الجبال في عدن القديمة.

وفي ختام اجتماع مرصد التراث المعماري والعمراني التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) المنعقد في بيروت اليوم الأربعاء 30 يوليو/تموز 2025، تقرر إدراج صهاريج عدن ضمن قائمة التراث العربي المعماري والعمراني.

وتحدثت حفيظة الشيخ، الأمين العام للجنة اليمنية للتربية والثقافة والعلوم، عن أن القرار جاء ثمرة تنسيق بين اللجنة اليمنية للتربية والثقافة، وهيئتي الآثار والمتاحف، وجهات المحافظة على المدن التاريخية في عدن.

محمد الربع يعود ببرنامج "نكتة نظام" على تلفزيون العربي

البنك المركزي في عدن يوقف تراخيص 10 منشآت صرافة جديدة

شاهد لحظة انسحاب وفد اليمن برئاسة الشيخ سلطان البركاني أثناء كلمة رئيس الكنيست الإسرائيلي في مؤتمر جنيف

وتقع الصهاريج عند قمة مصبات وادي الطويلة من الجهة الغربية لمدينة كريتر بعدن القديمة، وقد شكّلت عبر قرون أحد أبرز معالم اليمن المعمارية لما تحمله من تصميمات مائية دقيقة متكئة على تضاريس الجبال.

وقدّر باحثون أن عدد الصهاريج بلغ في السابق نحو 55 صهريجًا، بينما ما يزال قائمًا اليوم 18 صهريجًا بطاقة استيعابية تقارب 20 مليون جالون من المياه.

وتتصل هذه المنشآت بشبكات قنوات ومصارف داخلية كانت تُعرف قديمًا باسم “شبكات ري وسقيا”، امتدت لتغذية أحياء المدينة ومزارعها المحيطة، فيما يحمل حي الطويلة اسمه من هذه المنظومة التاريخية.

ولا يوجد تاريخ حاسم لبدايات إنشاء الصهاريج، غير أن مراجع تاريخية ترجّح أن جذورها تعود إلى ما قبل الميلاد، ما يمنحها مكانة خاصة في سجل العمارة التقليدية في جنوب الجزيرة العربية.

ومع توسع شبكات المياه الحديثة واعتماد عدن على الآبار الجوفية خلال العقود الماضية، تراجعت وظيفة الصهاريج، وتعرضت قنواتها للانسداد وإغلاق المصارف، ما انعكس على دورها في إدارة السيول.

ومؤخرًا عادت السلطات المحلية لإطلاق أعمال صيانة وتحديث دوري للصهاريج، بهدف تعزيز حمايتها واستعادة دورها في تصريف مياه الأمطار والحد من مخاطر الفيضانات على الأحياء الواقعة أسفلها في مدينة عدن.