أعلن تحالف "تأسيس" في السودان، بقيادة قوات الدعم السريع، عن تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرته، بعد خمسة أشهر من انطلاق التحالف، في خطوة وصفت بأنها ستزيد تعقيد المشهد السياسي وتُهيّئ الأرضية للمشاركة في أي تسوية سياسية قادمة للأزمة السودانية.

وجاء الإعلان من مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث كشف المتحدث باسم التحالف عن تشكيل مجلس رئاسي مكوَّن من 15 عضواً، برئاسة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وعبد العزيز الحلو نائبا له، فيما تم تعيين محمد حسن التعايشي رئيساً للوزراء.

وكان التحالف قد تأسس رسمياً في فبراير الماضي بتوقيع ميثاق سياسي في العاصمة الكينية نيروبي، بمشاركة فصائل أبرزها الحركة الشعبية - شمال بزعامة الحلو، تحت شعار "السلام والوحدة"، ثم أعقبه التوقيع على دستور انتقالي ينص على علمانية الدولة وفصل الدين عن الحكم.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تراجع سيطرة قوات الدعم السريع ميدانياً منذ أكتوبر 2024، عقب سلسلة انتصارات حققها الجيش السوداني في ولايات سنار، الجزيرة، الخرطوم، النيل الأبيض، النيل الأزرق وشمال كردفان. ولم تعد سيطرة الدعم السريع تشمل سوى أجزاء من شمال وغرب كردفان، وبعض الجيوب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلى جانب أربع ولايات من ولايات دارفور الخمس.

في المقابل، تواصل الحركة الشعبية – شمال، الشريك الرئيس في التحالف، سيطرتها على مناطق جنوب غرب ولاية جنوب كردفان، بما في ذلك البرام وأم دورين وهيبان، وتتخذ من منطقة كاودا الجبلية معقلاً رئيسياً لها، وتدير إدارات مدنية في تلك المناطق رغم الظروف الإنسانية الصعبة والاعتماد شبه الكامل على المنظمات الدولية لتوفير الخدمات الأساسية.