صهيب المياحي_يمن ديلي نيوز: استعادة لصورة الكتاب الورقي والقراءة الجماعية، ومن أجل إثراء المعرفة في عقول الأجيال وتعزيز شغف القراءة بين الشباب، لا سيما في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث بات معدل القراءة والبحث ضئيلًا، ولم يعد للكتاب رمزية كما في السابق؛ بل أصبح الكثيرون ينفرون من القراءة ويميلون إلى الغرق في وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاهدة الريلز التي تشكّل إدمانًا عميقًا للفرد، ومعضلة في ضياع الوقت، بل وتسهم في تبلّد العقل.
جاء صالون أرنيَادَا كمساحة لاستعادة شغف القراءة، وبناء الوعي لدى الأجيال الجديدة، وتوجيههم نحو الكتاب، من أجل جيل يقرأ.
من أجل جيل يقرأ ويفكر
من أجل جيلٍ يقرأ ويدرك ويعي ويفكر، ومن أجل ألا يؤمن بالجاهزية بل بالإبداع والابتكار، جاء هذا الصالون ليعزّز قدرة الشباب على التطلع نحو المعرفة والوعي. لم يأتِ من باب الترف، بل من أجل خلق بيئة حية للتفكير، ومن أجل إعادة علاقتنا بالمعرفة.
أمسية فكرية استثنائية
في أمسية فكرية استثنائية، نظّم نادي صالون أرنيَادَا جلسة نقاشية عميقة حول كتاب “البدائع والطرائف” للكاتب الفيلسوف جبران خليل جبران، وذلك عصر يوم السبت، 19 يوليو 2025، في مقر مؤسستي بيت الصحافة وأرنيادا
شهدت الجلسة حضورًا فكريًا متنوعًا، توافد إليه عشاق الأدب، وطلاب الإعلام، وقرّاء جبران من مختلف الأعمار، اجتمعوا بشغف حول نصوصٍ تنبض بالحكمة والتمرد والجمال.
افتتاح الجلسة
افتُتحت الجلسة بكلمة تعريفية لمدير صالون أرنيَادَا، تحدث فيها عن الصالون وهدف تأسيسه، أعقبها كلمة للصحفي محمد الحريبي، ثم بدأ النقاش المفتوح الذي تفرّع إلى قضايا الهوية، والوجود، والحرية، كما عبّر عنها جبران في نصوصه.
تناول المتحدثون لغة الكتاب المتدفقة، وجرأته في الطرح، وقدرته على الغوص في النفس الإنسانية. تنوّعت المداخلات بين قراءات نقدية وتأملات شخصية، مما أغنى النقاش وأشعل الأسئلة.
استعادة الشغف
كثيرون فقدوا شغفهم بالقراءة، لا عن ترف أو كسَل، بل لأن الحياة _بما فيها من هموم يومية متراكمة_ أصبحت أثقل من أن تُحتمَل، وأضيق من أن تسمح للروح بالتنفس في كتاب. ومع مرور الوقت، لم تعد القراءة فعلًا اعتياديًا بل أصبحت ترفًا مؤلمًا، يستدعي صفاءً لم يعد ممكنًا في خضم العيش وسط الفوضى والحرب.
ولا شك أن الحرب، بفظاعتها، لم تكتفِ بقتل الأحلام والأجساد، بل امتدت إلى الأعمق: إلى تلك المساحة الحميمة بين الإنسان ونفسه، حيث تنمو الرغبة في الفهم، وتتقد الرغبة في المعرفة. الحرب قتلت ذلك الجزء الصامت فينا، الجزء الذي كان يأنس بالكتب، ويهرب إلى الحروف كمن يهرب إلى ذاته.لقد تسببت الحرب في تبلّد المشاعر، وتراكم الضجيج الداخلي، حتى باتت الكلمة تواجه معركة مزدوجة: معركة ضد الجهل، ومعركة ضد الانشغال المُنهِك بالنجاة اليومية. في ظل هذا كله، جاءت هذه الجلسة كنافذة، صغيرة لكنها ضرورية، لاستعادة شيء من ذلك الشغف الغائب، ومن ذلك الصفاء المنسي.
تقول كريمة المؤنسي، إحدى المشاركات في حلقة النقاش: “الصراحة استمتعت بالجلسة النقاشية جدًا. الجلسة لم تكن فقط نقاشًا لكتاب جبران خليل جبران، بل كانت كأننا فتحنا على أرواحنا تساؤلات كثيرة، لأن كتاباته تلامس الروح والوجدان.”
وأضافت المؤنسي: “الأجمل أن النقاش ضمّ ناسًا من تخصصات مختلفة ومن كل الفئات العمرية، وكان هناك تنوع حقيقي في وجهات النظر، وكل شخص رأى النصوص من زاوية مختلفة، وهذا زاد عمق الحوار. بالنسبة لي، رجعت لي رغبة القراءة بعد فترة خمول.”
عبور نحو الوعي والمعرفة
لقد كان كتاب البدائع والطرائف بداية للعبور نحو المعرفة، ومصدر حافز للشباب في عالم القراءة.
يقول يوسف الراجحي: “كان يومًا مميزًا في النقاش؛ تعلمنا فيه أشياء كثيرة. أخذنا من بعض، وتناقشنا في آراء متعددة، وتعرفنا على أهم شاعر، وأهم كاتب في نفس الوقت.”
وأضاف الراجحي: “كان هذا الكتاب البداية نحو إبحارات متعددة لهذا الصالون؛ رسمنا أهدافًا كما نريد، استعدنا شغفًا، تعلمنا حرفًا، استلهمنا قصة شاعر، ونقشنا كتابًا مهمًا وملهمًا يفتح آفاقًا شتى، رحلة بداية الثورات وتشكل الوعي ضد الاستعمار آنذاك.”
بين حماسة القراءة وعمق النقاش
حين تجتمع الأرواح الشغوفة بالمعرفة، وتلتقي العقول التواقة للحوار، تنشأ مساحات مختلفة كليًا عن الضجيج اليومي، مساحات تسكنها الفكرة، وينبض فيها المعنى. لم تكن الجلسة الأدبية الأخيرة مجرّد لقاء عابر بين مجموعة قرّاء، بل كانت ولادة حقيقية لصالونٍ فكريّ يُراهن على الكلمة، ويستدعي جبران خليل جبران من عمق الزمن ليجلس بينهم، فتبدأ الحروف تتكلم، وتتلاقى التجارب، وتتشابك الرؤى.
تقول أسماء الدبعي طبيبة أسنان :”استمتعت جدا بجو الحوار و تبادل الآراء حيث أتاح لي النقاش، والتعرف على الأشخاص و ميولهم الأدبي و تفضيلاتهم الشخصية”
وأضافت الدبعي “فكرة الصالون جميلة جداً حيث اتطلع بشغف لتوسيعه و العمل عليه لأنه سيوسع آفاق كبير لي من جانب القرآه.
كما أن الجلسة النقاشية حول كتاب بدائع و طرائف لـ جبران خليل جبران كانت بداية شيقة و حماسية بتجربة القراءة، كان النقاش حوله عميقاً وشيقاً”
“صالون أرنيادا”منارة للتفكير والوعي الجماعي
مع تقدّم ثورة التكنولوجيا وتزايد وتيرة الحياة السريعة، باتت الأحداث والأفكار بشكل لا يرحم، وأصبح الإنسان في حالة انشغال دائمة بين موجات متلاحقة من المعلومات والضغوط اليومية. في ظل هذا الواقع، تزداد الحاجة إلى مساحة هادئة للتفكير العميق، مكان يُتيح للفرد التوقف، وإعادة ترتيب أفكاره، والتأمل فيما حوله.
وتزداد أهمية هذه المساحة_صالون أرنيادا_مع تصاعد الأزمات التي يعاني منها بلدنا، حيث تتحولت الحياة إلى معركة مستمرة من أجل البقاء وسط ظروف معقدة ومتوترة، ما أرهق النفوس وأشغل العقول، وجعل من الصعب إيجاد الوقت والمكان اللازمين للوقوف على حقيقة الأمور، أو لتبادل الأفكار والآراء البناءة التي قد تُسهم في فهم أعمق للحظة الراهنة.
تقول ياسمين المعمري: “افتتاح هذا الصالون في وقتنا الحالي، هو شيء جميل لخلق مساحة حقيقية للتفكير والكلام وطرح الآراء بيننا كشباب من مختلف التخصصات، وهذا الشيء نحتاجه أكثر في يومنا هذا.”
وأضافت المعمري: “بصراحة، لأول مرة أستمتع بجلسة مثل هذه. لم أكن متوقعة أنها ستكون بهذا الشكل؛ لكن تفاجأت بجو الجلسة، كان يومًا جميلًا جدًا، واختيار الكتاب كان أجمل، خصوصًا تنوعه في عدة مواضيع، وهذا ما أحببته فيه.”
ختام الجلسة
في ختام الجلسة، عبّر الحضور عن امتنانهم لهذه المساحة الفكرية الحرة، وأكدوا رغبتهم في استمرار هذه اللقاءات، التي تمنح الفكر نبضه، والكلمة حقّها في أن تُقال.
مرتبط
الوسوم
صالون أرنيَادَ
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
في تطور سياسي لافت، كشف الصحفي محرم الحاج، نقلًا عن مصدر صحفي في مكتب رئاسة الجمهورية، عن قرب صدور ق
لوّح زعيم مليشيات الحوثي التابعة لإيران في اليمن، عبدالملك الحوثي، بإجراءات تصعيدية قد تطال دولة
شهد سعر صرف العملات الأجنبية في المناطق المحررة استقرارًا لافتًا، ثم تراجعًا ملحوظًا إلى ما دون السع
أشاد وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، بجهود كتيبة أمن وحماية منفذ الوديعة بعد إحباط مح
فجّرت وثائق ومصادر خاصة فضيحة مدوّية عن تمرد خطير تقوده كتيبة عسكرية متمركزة في منفذ الوديعة الحدودي
شابة تعلن ضياع جوالها الثمين في عدن وتعلن عن مكافأة لمن يجده وتنشر رقم هاتفها "شاهد"