في تجاهل فاضح لدعوات التضامن مع غزة، رفضت ميليشيا الحوثي في صنعاء الاستجابة لنداء أطلقته حركة "حماس" للخروج في مظاهرات غاضبة، يوم الأحد، تنديدًا بسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي تسببت حتى الآن في وفاة نحو 700 مدني فلسطيني، بينهم عشرات الأطفال، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ورغم دعوة "حماس" لـ"حراك عالمي" ضد الإبادة والتجويع، نظمت ميليشيا الحوثي فعالية طائفية لإحياء ما أسمته "ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي"، حيث تجمع المئات من أنصارها في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، وفق ما نقلته وسائل إعلام حوثية.

وتُظهر الفعالية الأخيرة انفصال ميليشيا الحوثي عن الأولويات الإنسانية في المنطقة، رغم استخدامها المتكرر لقضية فلسطين في شعاراتها الإعلامية. إذ تُجبر المليشيا موظفي القطاع العام والطلاب على المشاركة في مسيرات أسبوعية تدّعي فيها "نصرة غزة"، بينما امتنعت هذه المرة عن دعم دعوة مباشرة من "حماس" للخروج ضد التجويع الممنهج الذي يهدد أكثر من مليوني فلسطيني.

وكانت حركة حماس قد أطلقت، في بيان رسمي، نداءً للعالم يوم السبت، طالبت فيه بجعل يوم الأحد وما بعده "أيام غضب عالمية" ضد سياسة "التجويع والإبادة الجماعية"، داعية إلى تنظيم مسيرات حاشدة، وضغوط سياسية وبرلمانية وطلابية لإجبار الاحتلال على إنهاء الحصار المفروض على القطاع.

ووفقًا للتقارير الأممية، فإن نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد في غزة قد تجاوزت 30%، فيما أُعلن عن وفاة ما لا يقل عن 70 طفلاً بسبب المجاعة خلال الأشهر الأخيرة.

ورغم هذه الأرقام المفزعة، لم يصدر عن ميليشيا الحوثي أي موقف رسمي أو تفاعل إعلامي يُعبّر عن الاستجابة لدعوة "حماس"، في مشهد يعكس أولويات طائفية ضيقة، تفضل إحياء مناسبات مذهبية على حساب معاناة الفلسطينيين.