اعترضت قوات أمنية، السبت، لاعبي المنتخب الوطني تحت 23 عاما، أثناء مرانهم التدريبي على ملعب مأرب الأولمبي، بالتزامن مع إقامة المعسكر الداخلي للمنتخب الوطني في مدينة مأرب عاصمة المحافظة.

وقالت مصادر رياضية، إن قوات أمنية منعت لاعبي المنتخب الوطني من مواصلة معسكرهم الداخلي المقام في مدينة مأرب منذ شهر، استعدادا للتصفيات الآسيوية في سبتمبر المقبل، ضمن المجموعة التي تضم إلى جانب اليمن منتخبات فيتنام، وسنغافورة، وبنجلادش.

وبحسب المصادر، فإن أسباب عملية المنع تعود لخلافات بين اتحاد كرة القدم ومكتب الشباب والرياضة بمأرب، وسط اتهامات متبادلة وتراشقات إعلامية بين الجانبين، مع انتهاء فترة المعسكر الداخلي للمنتخب بمأرب، حيث تحملت السلطات المحلية تكاليف المعسكر الداخلي، فيما يريد اتحاد الكرة مواصلة المعسكر الداخلي خارج الفترة المحددة بالإتفاق المسبق.

ونشر اتحاد كرة القدم تصريحات هاجم فيها مكتب الشباب والرياضة بمأرب مطالبا بالتحقيق في الحادثة، في الوقت الذي عبر مصدر مسؤول في الاتحاد اليمني لكرة القدم عن استغرابه وأسفه الشديد لما تعرضت له بعثة المنتخب الوطني تحت 23 عامًا، من اقتحام لملعب مأرب ومنع اللاعبين من أداء حصتهم التدريبية اليومية، في حادثة غير مسبوقة تمّت بتوجيهات صادرة من رئيس نادي سد مأرب حسين الشريف، الذي برر تصرفه بأنها أوامر من محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، حد زعم الاتحاد اليمني.

وقال المصدر إن المعسكر الإعدادي للمنتخب مقام في محافظة مأرب منذ أكثر من شهر بتمويل السلطة المحلية، وبعد انتهاء المهلة المحددة تولى الاتحاد اليمني لكرة القدم التكفل الكامل بنفقات الإقامة والتغذية للبعثة، إلا أن هذه الجهود قوبلت بإغلاق الملعب بالقوة واقتحامه من قبل قوات أمنية تابعة للشريف بقيادة مدير مكتب الشباب والرياضة في المحافظة علي حشوان.

وأكد أن هذه التصرفات لا تمت للمسؤولية الوطنية بصلة، وتتنافى مع توجيهات وزير الشباب والرياضة نايف البكري، الذي شدد على ضرورة توفير كافة التسهيلات لضمان إنجاح فترة إعداد المنتخب، كونه يمثل اليمن في استحقاقات خارجية رسمية.

وطالب المصدر قيادة محافظة مأرب، وعلى رأسها اللواء سلطان العرادة، بالتدخل العاجل لوضع حد لمثل هذه الممارسات، وتشكيل لجنة تحقيق محايدة لمحاسبة المتسببين في هذه الواقعة، حفاظًا على صورة أبناء مأرب المشرّفة وتاريخ المحافظة العريق.

ودعا المصدر في ختام تصريحه كافة الجهات المعنية إلى الابتعاد عن أي تصرفات من شأنها تعطيل أو إفشال برنامج إعداد المنتخب، وإلى الوقوف صفًا واحدًا خلف اللاعبين الذين يستعدون لتمثيل الوطن.

وقال مكتب الشباب والرياضة بمحافظة مأرب

في بيان له، بإن إحدى الصفحات على مواقع التواصل

الاجتماعي (فيسبوك) طالعتنا ببيان منسوب للاتحاد اليمني لكرة القدم، اتهم فيه محافظة مأرب بجملة من الاتهامات والتناقضات والمعلومات المضللة التي تفتقر للمسؤولية الوطنية، مفندا ما ورد في البيان من اتهامات حرصاً منّ المكتب على إبراز الحقيقة وعدم السكوت على التزييف وتضليل الرأي العام.

وأوضح البيان، أن توجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة بإستضافة محافظة مأرب معسكر المنتخب الوطني تحت سن 23  حيث قدّمت للمنتخب كافة التسهيلات والدعم الكامل، وقامت السلطات المحلية بتوفير كافة احتياجات المنتخب من إقامة وتغذية ومواصلات ومرافق تدريبية، ولفترة زمنية حددها اتحاد كرة القدم بشهر كامل، مشيرا إلى أن "الدعم جاء من منطلق وطني بحت، دون أي التزام رسمي على المحافظة، بل كواجب أخلاقي نحو منتخب يمثل الوطن، مع أن معظم المحافظات التي تواصل معها الاتحاد اعتذرت عن الاستضافة".

وأضاف: "خلال الفترة الماضية التزمت مأرب بالبرنامج الزمني الذي حدده اتحاد كرة القدم منذ البداية وتم إبلاغه قبل أيام بانتهاء الموعد المحدد للمعسكر وفق ما تم الاتفاق عليه، وحرصاً على راحة المنتخب واعطائه كامل الأولوية تم تعليق وتأجيل العديد من الانشطة الرياضية المحلية حتى لا تتداخل مع استعدادات اللاعبين أو تؤثر على أجواء معسكر المنتخب".

وأكد البيان، أن محاولة تحويل التقصير الإداري من اتحاد كرة القدم إلى جهات أخرى وشخصيات لا علاقة لها بذلك الشأن مجرد شماعة وهروب من المسؤولية، لافتا إلى أن "ما يثير الاستغراب والأسف في بيان اتحاد كرة القدم تنكّره الصريح للجميل الذي قدّمته محافظة مأرب، ليس في هذا المعسكر فحسب، بل في معسكرات سابقة للمنتخبات الوطنية الأول والأولمبي والشباب والناشئين على حد سواء، دون أن تضع أي شروط أو تنتظر شكر من أحد".

وجدد البيان، التأكيد أن محافظة مأرب "كانت وستظل حاضنة لكل المنتخبات الوطنية وستبقى في المقدمة دعما للرياضة اليمنية ومواهبها بروح وطنية ومسؤولية عالية".