أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” إسحاق الحميري:
شهدت الأيام الماضية تطورًا أمنيًا غير مسبوق تمثل في ضبط اثنين من قيادات جماعة الحوثي، المصنفة إرهابية، أثناء محاولتهما مغادرة البلاد عبر منافذ خاضعة للحكومة اليمنية، أحدهما عبر منفذ شحن البري في محافظة المهرة، والآخر من مطار عدن الدولي.
ويُعد هذا التحرك الأول من نوعه بهذا التزامن منذ حادثة توقيف القيادي بجماعة الحوثي مصطفى المتوكل قبل سنوات، ما أثار تساؤلات حول دلالات هذا التطور المفاجئ وتداعياته المحتملة على التحركات الحوثية في مناطق الحكومة.
تحول نوعي
يرى العقيد وليد الأثوري – المتخصص في الشؤون الأمنية – أن هذه العمليات تمثل تحولًا نوعيًا في أداء المؤسسات الأمنية التابعة للحكومة الشرعية، وتعكس تنامي الإرادة الرسمية في ملاحقة العناصر الحوثية، كجزء من رد استراتيجي على التصعيد المستمر من جانب الجماعة.
وقال لـ”يمن ديلي نيوز”: “ما جرى مؤشر واضح على أن الحكومة بدأت تتعامل بصرامة مع التهديد الحوثي، بعد أن أثبتت السنوات الماضية أن الجماعة لا تؤمن بالحلول السلمية”.
ودعا إلى أن يكون “الضبط الأمني الأخير نواة لإعادة تشكيل مقاربة شاملة – سياسية وأمنية وعسكرية – تُراعي طبيعة التهديدات المتصاعدة محليًا وإقليميًا”.
وقال: إن ما حدث يمثل جرس إنذار بضرورة اعتماد إجراءات ردع أوسع تشمل البيئة الحاضنة للجماعة ومسارات دعمها اللوجستي والاستخباراتي.
وتابع: المرحلة الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك، أن سلوك الحوثيين بات يشكل تهديدًا مباشرًا لليمن دولةً وشعبًا، من خلال تعريض البنية التحتية والحياة العامة لمخاطر جسيمة، وإفشال كل محاولات الوصول إلى سلام دائم وشامل.
واعتبر من الضرورة إعادة صياغة استراتيجية التعامل الشامل سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا، في ضوء التطورات الحاصلة، بما يتلاءم مع طبيعة التهديد المتصاعد الذي تمثله هذه الجماعة، ليس فقط على المستوى الوطني، بل على المستوى الإقليمي والدولي أيضًا.
موجة هروب
من جانبه، يربط الدكتور ذياب الدباء – المدير التنفيذي لمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية – بين هذا التطور الأمني وحالة القلق الداخلي لدى قيادات الحوثي، في ظل متغيرات إقليمية قد تُفضي إلى تضييق الخناق عليهم.
ويضيف لـ”يمن ديلي نيوز”: “كانت صنعاء على أعتاب موجة هروب جماعي من قبل قيادات حوثية مدنية واجتماعية، خشية تغييرات مفاجئة على غرار ما شهدته طهران وبيروت ودمشق”.
وتابع: كان ذلك سيشكل ضربة معنوية استباقية، ولا يستبعد أن يكون للحوثي يد في كشف موضوع خروج هذه القيادات وإعاقتها، وهذا سيجعل من يرتب نفسه للخروج يعيد التفكير ويبقى في صنعاء خوفًا من أي مصير مشابه.
وقال: تحركات الحوثيين في مناطق الحكومة مرهونة بصراعات خفية بين أقطاب دولية وإقليمية وقوى محلية تسهل تحركاتهم وتبقي خطوط التهريب مفتوحة أمامهم، وخاصة من منافذ وسواحل المهرة مرورًا بصحاري حضرموت ومأرب والجوف.
وتوقع الدباء أن يتم التضييق على شبكة ومسارات التهريب مستقبلاً إذا تحققت الرغبة الدولية في التخلص من جماعة الحوثي.
وفي 8 يوليو/تموز، أعلنت اللجنة الأمنية في محافظة المهرة توقيف القيادي بجماعة الحوثي محمد أحمد علي الزايدي أثناء محاولته التسلل عبر المنفذ الحدودي اليمني مع سلطنة عمان، نقل بعد ذلك إلى السجن المركزي في محافظة المهرة.
وبعد اعتقال الزايدي بيوم واحد، أعلنت السلطات الأمنية في عدن احتجاز القيادي في جماعة الحوثي ووزير الخارجية السابق في حكومة الجماعة (غير معترف بها) هشام شرف أثناء محاولته مغادرة البلاد إلى إثيوبيا.
مرتبط
الوسوم
محمد الزايدي
هشام شرف
القيادات الحوثية
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
في مشهد سياسي غير مألوف، تحوّلت مراكز التسوق في عدن إلى ساحات استعراض للنفوذ بين أبرز وجوه القوى ا
في خطوة مفاجئة قد تعيد رسم خارطة السيطرة في الجنوب اليمني، بدأ المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إم
فرضت الولايات المتحدة الأميركية، عقوبات على شركة استيراد مشتقات نفطية بتهمة بيع الوقود في السوق السو
الإصلاحات التي أطلقها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان لتحقيق تنمية شاملة في شتى مناحي الح
تصاعدت في الأوساط السياسية الأمريكية دعوات جادة لإعادة النظر في استراتيجية واشنطن تجاه ميليشيا الحوث
في سابقة لم يشهدها أي بلد في العالم، يواجه المواطن اليمني انتهاكًا صارخًا لحريته الشخصية مع سيطرة جم