أعلنت مليشيات الحوثي الموالية لإيران إفشال ما وصفتها بـ"مخططات العدو" في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرتها، وذلك عقب بيان صادر باسم حزب المؤتمر الشعبي العام – فرع صنعاء المتحالف معها.

ووصف قياديون حوثيون، بينهم رئيس تحرير النسخة الحوثية من صحيفة الثورة عبدالرحمن الأهنومي، بيان مؤتمر صنعاء بأنه "موقف تاريخي أفشل مخططات العدو"، عقب إلغاء الحزب احتفالات الذكرى الـ43 لتأسيسه، التي كانت مقررة في الرابع والعشرين من أغسطس الجاري.

وقال الأهنومي إن البيان "موقف تاريخي"، بينما هاجمت قيادات حوثية أخرى أعضاء المؤتمر المناوئين للجماعة.

من جهته، صعّد نصرالدين عامر، نائب المتحدث باسم الجماعة عبدالسلام فليتة، هجومه ضد قيادات المؤتمر المعارضة، متهمًا إياهم بأنهم "باعوا الوطن للصهاينة والأمريكان"، وواصفًا إياهم بـ"العفافيش الخونة اللصوص المتصهينين"، بحسب تعبيره.

وكان فرع حزب المؤتمر بصنعاء قد أعلن، عصر الثلاثاء 19 أغسطس 2025، إلغاء احتفالات الذكرى الـ43 لتأسيس الحزب، في خطوة فاجأت أنصاره وأثارت تساؤلات واسعة حول دوافعها الحقيقية، وسط ضغوط حوثية متزايدة.

برّر الحزب في بيانه، الذي اطلعت عليه "المشهد اليمني"، الإلغاء بـ"معاناة الشعب الفلسطيني في غزة"، معتبرًا القرار "تعبيرًا عن واجب ديني وأخلاقي". لكن مراقبين رأوا أن الإلغاء جاء استجابة لضغوط مباشرة من الحوثيين خشية تحول المناسبة إلى احتجاج شعبي ضدهم.

وأشار البيان إلى أن الحزب سيوجّه جهوده نحو دعم فعاليات مناصرة غزة، مؤكدًا في الوقت ذاته "تحالفه" مع الحوثيين، وواصفًا ما سماه "موقف اليمن بقيادة عبدالملك الحوثي" بأنه "سيسجله التاريخ بأحرف من نور"، حسب تعبيره.

كما دعا البيان إلى "توحيد الجبهة الداخلية" ضد التدخلات الخارجية، محذرًا من "مخاطر التخوين والاتهامات الباطلة"، وهو ما فسره محللون بأنه تبرير للرضوخ الكامل لسلطة الحوثيين. وأعرب عن أمله في تحسن أوضاع غزة العام القادم بما يسمح بإحياء الاحتفال.

وجدد الحزب تأكيده على تحالفه مع الحوثيين في مواجهة ما أسماه "العدوان والحصار"، معتبرًا أن هذا التحالف "يستند إلى قاعدة صلبة تقوم على الحفاظ على وحدة وسيادة اليمن"، على حد زعمه.

يذكر أن مليشيات الحوثي كانت قد اقتحمت مطلع الشهر الجاري اجتماعًا لقيادة الحزب بصنعاء، وصادرت الأموال المخصصة لإحياء ذكرى تأسيسه، وهو الحزب الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.