في البلاد السعيدة أتعس ما خلق الله من كائنات

الرجال، النساء، الشباب، البنات

العيون التي تتكحل في أوجه الفاتنات

الشرور، الغرور، السرور، المآثم والحسنات

قتبان ، معين، وحمير واليمنات

القوافي، الفيافي، المشافي

تلك العيون التي تتدفق والآسنات

كل شيء هنا عاثر خاسر

والبذاءة تحتل أسمى الحروف

الكلام بلا أدب والخطاب

اللغات هنا أحرف ماجنات

الرئيس

الخسيس

اللصوص

الحياة

الطغاة

القيادة والذمم الخائنات

في البلاد السعيدة أتعس ما خلق الله من كائنات.

يغتلي البحر، يعلو البخار فيسقط منكسرا فوق رأس الغبار، وتبدو الرياح كسالى فتشرب أوجاعها الأرض، والناس ظامئة كالتراب وقلب المدائن أيبس من صخرة في صدور الجبال، كأن المدى ذرة من غبار النجوم وتنعى الشجيرات أغصانها المحزنات.

كل شيء هنا عاطش للحياة، أرى الحرب تلتهم الضحكات وتمضغ كالقات أحلامنا والرؤى فأرى كل شيء يدثره خوفه، وتلبس أكفانها الأغنيات وقلب القصائد يبكي وتنزح أنشودة الحب والوقت يلعن عقربه والسنا يتخبط بين الأزقة كي يحتمي من غياهب هذا التمترس والويل والليل والخيل أعمى فتسقط في الفخ آمالنا الكامنات

في البلاد السعيدة أتعس ما خلق الله من كائنات

والتناقض حد الصداع وحد الخفاء المبين، هنا ما الذي يتجلى بمتن الدقائق؟ من دون الحاشيات وشكل تلك الحروف التي تتحرك والساكنات؟

في البلاد السعيدة أتعس ما خلق الله من كائنات

الأثافي والزور والزيف يطوي الحقائق والمعجزات بلا أي معجزة غير سرد الخرافة في حضرة العقل هذا الذي غيبته المصالح حينا من الدهر واستأصلته على مهلها كي تسود الطلاسم والكاهنات

الندى يرعوي فوق تاج البنفسج والبردقان المبجل سيد هذا المكان الذي هجرته الحياة وأصبح مأوى العظام التي نخرتها الحروب كما الأرضات وسوس المدافن يا ويح هذا المتوج

يلتهم الموت قلب البراري والصافنات

في البلاد السعيدة أتعس ما خلق الله من كائنات.