اتهمت صحيفة "جي بوست" الإسرائيلية المملكة العربية السعودية بارتكاب خطأ استراتيجي فادح في اليمن، بعد حرب استمرت أكثر من تسع سنوات ضد ميليشيات الحوثي، انتهت – حسب الصحيفة – بمنح طهران نصرًا استراتيجيًا خطيرًا هدد أمن إسرائيل والولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة، في تحليل تحت عنوان: "التهديد الحوثي.. نتيجة خطأ سعودي بقيمة تريليون دولار"، إلى أن تدخل التحالف العربي بقيادة الرياض في اليمن لم يؤدِ سوى إلى تدمير البلاد، وتعزيز نفوذ إيران، وتحويل الحوثيين إلى واحدة من أخطر الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.

ووصفت الصحيفة الحرب بـ"الكارثة الاستراتيجية" التي أدت إلى صعود جماعة الحوثي كقوة عسكرية مدججة بالسلاح، تمثل اليوم تهديدًا مباشرًا للملاحة في البحر الأحمر، ولسيادة إسرائيل، بعد استهدافها المتكرر لميناء إيلات والسفن التجارية.

وأضاف التحليل أن "المستفيد الأكبر من هذه الحرب هي إيران"، مشيرة إلى أن الحوثيين تحولوا من جماعة متمردة محلية إلى قوة عسكرية مدعومة بمنظومات صاروخية وطائرات مسيرة إيرانية، ما تسبب بخلق جبهة جنوبية جديدة ضد إسرائيل، واضطُرت البحرية الأمريكية إلى التدخل لحماية خطوط الملاحة.

وانتقدت الصحيفة الدعم الأمريكي غير المشروط للرياض، مؤكدة أن التدخل السعودي، رغم أهدافه المعلنة، قوّض مصالح واشنطن وتل أبيب، وطالبت بإعادة تقييم العلاقة الاستراتيجية مع المملكة، التي "رغم محاولاتها للتحديث، لا تزال تنشر الأيديولوجيات المتطرفة وتقترب من الصين وإيران".

وختمت الصحيفة بالقول: "الردود العسكرية على الحوثيين ضرورية، لكن هناك حاجة لتحول استراتيجي أعمق يعالج الخطأ السعودي الأصلي، الذي أوصل الحوثيين إلى هذه القوة".