أفادت مصادر ميدانية ومحلية، اليوم، عن تحركات عسكرية غير مسبوقة تقوم بها مليشيا الحوثي الانقلابية في مختلف الجبهات خلال الأيام القليلة الماضية، في مؤشرٍ على تصعيد محتمل ينذر بتطورات ميدانية جديدة في عدد من المحافظات اليمنية.

وأوضحت المصادر أن المليشيا الحوثية بدأت منذ أكثر من أسبوع في حشد ونقل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهات القتال في محافظة مأرب، معقل القوات الحكومية والتحالف العربي، ما يُعدّ تصعيداً خطيراً يأتي في ظل توقف جهود الوساطة الدولية لإحياء اتفاق الهدنة التي انتهت في أكتوبر الماضي.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الحشود تتضمن نقل مقاتلين وعتاد عسكري ثقيل من مناطق سيطرة المليشيا في صعدة وعمران وحجة نحو جبهات مأرب، في محاولة لتعويض الخسائر البشرية والميدانية التي منيت بها خلال الأشهر الماضية، وتصعيد الضغط على القوات الحكومية في إحدى أهم وأبرز المناطق الاستراتيجية.

وفي سياق متصل، كشفت المصادر عن تحركات عسكرية أخرى للمليشيا الحوثية تتجه نحو محافظة المهرة شرقي البلاد، حيث تم رصد تعزيزات عسكرية تتحرك بذريعة "قضية الزائدي"، في إشارة إلى الناشط السياسي أحمد بن محمد الزائدي الذي اعتقلته قوات محلية في المهرة قبل أيام، وهو ما أثار رد فعل منهجياً من قبل المليشيا الحوثية التي استغلت القضية لتبرير التحرك العسكري.

وتثير هذه التحركات قلقاً متزايداً لدى السكان المحليين والجهات الدولية العاملة في المنطقة، خشية انجرار الوضع إلى مواجهات مسلحة قد تطال مناطق كانت حتى الآن بعيدة نسبياً عن دائرة الصراع، خاصة في ظل غياب التسوية السياسية وتعثر المساعي الأممية لإعادة إطلاق عملية السلام في اليمن.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الأوضاع الإنسانية في اليمن تدهوراً ملحوظاً، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة المحلية وارتفاع معدلات الفقر والجوع بين المدنيين، ما يزيد من الحاجة الملحة إلى تهدئة فورية ووقف شامل لإطلاق النار.