تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
تقرير | صراع محتدم يهدد مجلس الرئاسة.. قراءة فيما وراء تصريحات عضوي المجلس “المحرمي والبحسني” عقب أزمة قرارات “الزبيدي”
418 قراءة  |

صراعات نفوذ تعصف بمجلس القيادة الرئاسي اليمني أخرجتها إلى العلن قرارات عيدروس الزبيدي

أعد التقرير لـ"برّان برس" - عمار زعبل:

في مشهد سياسي، يشهد تعقيداً وتبياناً واضحاً في المواقف والآراء، داخل بنية مجلس القيادة الرئاسي أعلى سلطة في البلاد، تصاعدت لهجة التصريحات المثيرة للجدل، والتي تجاوزت طبيعة الخلافات السابقة داخل أروقة المجلس إلى الفضاء العام.

ويتشكل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الذي أعلن عنه في السابع من إبريل/نيسان 2022م، لتولي الحكم خلفاً للرئيس السابق عبدربه منصور هادي، من مختلف المكونات المتباينة والمناوئة لجماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب..

وفي الآونة الأخيرة، اشتدت الخلافات بين أعضاء المجلس على خلفية ما يعتبره البعض استحواذ طرف متمثل في المجلس الانتقالي على قراراته، وغياب التوافق بين مكوناته المختلفة، والتي برزت بوضوح في التعيينات الأخيرة التي اصدرها عضو المجلس عيدروس الزبيدي.

عضوا المجلس عبدالرحمن المحرمي، وفرج البحسني، أقرا في تصريحات لهما بفشل المرحلة السابقة من إدارة المجلس والتي غلب عليها اتخاذ القرارات الفردية، بل وصل بالأخير إلى أن يقول إن من يدير المجلس "قوى خفية".

تصريحات عضوي الرئاسة، وهما النائبان كذلك، في المجلس الانتقالي الجنوبي، جاءت بعد قرارات فردية، أصدرها عضو المجلس ورئيس "الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزبيدي، والتي عين بموجبها 11 من أعضاء المجلس الجنوبي في مناصب حكومية.

وأثارت قرارات "عيدروس الزبيدي" توترًا غير مسبوقًا داخل مجلس القيادة الرئاسي، باعتبارها تجاوز معلن لصلاحياته، وتعديًا على صلاحيات رئيس المجلس "رشاد العليمي"، في تصعيد هو الأول من نوعه للانتقالي، على الرغم من خوضه جولات خلاف سابقة مع مجلس القيادة والحكومة.

انقسام وقوى خفية

"المحرمي" الذي جاء إلى مجلس القيادة الرئاسي، كونه قائداً عاماً لألوية العمالقة الجنوبية، حذر في تدوينة نشرها عبر منصة "إكس"، رصدها "برّان برس" من "إصدار القرارات الانفرادية وتأثيراتها على التقدم السياسي"، متهماً المجلس ككل، أنه لم يلتزم بالتفويض وفق قرار نقل السلطة.

وقال "المحرمي" في تدوينته، إن عدم الالتزام بالقرار وإصدار القرارات الانفرادية، “يؤثر على العملية الانتقالية وتحقيق الاستقرار المنشود في البلاد، ويؤدي إلى تدهور الثقة بين الأعضاء، ما قد يعرقل جهود توحيد الصفوف وبناء المؤسسات الوطنية.

وأضاف: "لا يخفى على أحد أن القرارات الفردية التي اتُّخذت خلال السنوات الماضية كانت سبباً رئيسياً في الانقسام داخل مجلس القيادة الرئاسي، ولقد كان وما زال موقفنا راسخاً"، مشيرًا إلى أن الانفراد في اتخاذ القرارات لا يخدم العمل المؤسسي إطلاقاً.

وشدد "المحرمي" على الالتزام الصارم ببنود التفويض المخول لـ”مجلس القيادة الرئاسي” والمسؤولية الجماعية في اتخاذ القرار لضمان سير العملية السياسية بسلاسة وأمان.

من جهته، قال عضو المجلس، "فرج البحسني"، ذو الخلفية العسكرية، والذي كان يشغل محافظاً لحضرموت وقائداً للمنقطة العسكرية الثانية، إن “قوى خفية” هي من تدير عمل المجلس الرئاسي وفق مصالحها، محذرًا في الوقت نغسه، من استمرار حالة التسويف والمماطلة في إقرار لائحة عمل واضحة تنظم مهام المجلس وصلاحيات أعضائه.

شاهد | تقرير خاص | انقلاب ناعم داخل الشرعية.. الزبيدي يطلق رصاصته في جسد الشرعية

"البحسني" أكد في تدوينة له على "إكس"، رصدها "بران برس"، أن المجلس منذ تأسيسه، لم يتمكن من إقرار لائحة عمل تُشرك جميع الأعضاء بشكل فعّال، ما أدى إلى خلق فراغ إداري استغلته أطراف خفية لتوجيه المسار بما يخدم مصالحها الخاصة.

ورغم أن مجلس القيادة الرئاسي، لم ينجح على النحو المرجو منه، في حلحلة الأزمة التي تعصف بالبلد، إلا إن النجاحات الأخيرة للحكومة اليمنية والبنك المركزي اليمني كانت بمثابة نقطة، بإمكان المجلس، الانطلاق منها.

تصريحات عضوي المجلس "المحرمي والبحسني" تفتح زاوية مختلفة تماماً عما ينتظر مجلس القيادة برمته، وهو ما ناقشه "بران برس" مع مختصين في الشأن السياسي، في محاولة لفهم طبيعة الخلافات وما مآلتاها القادمة.

خطوة تصعيدية

في تحليله للتصريحات، يرى الباحث الدكتور "عادل دشيلة" أنه "خطوة تصعيدية" نحو إعادة هيكلة المجلس، بما يتناسب مع مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي، السياسي والعسكري والأمني، وذلك كونها جاءت بعد قرارات مخالفة لآليات عمل مجلس القيادة الرئاسي، أصدره عضو المجلس ورئيس المجلس الانتقالي نفسه "عيدروس الزبيدي".

ويوضح "دشيلة" لـ"بران برس"، أن لمجلس القيادة الرئاسي "آليات واضحة" لكيفية عمله، لكنه لم يتم العمل بها خلال المرحلة الماضية، لافتاً إلى أن "هناك التزامات أمنية، وعسكرية وأخرى سياسية، لكن كالعادة تسعى الأطراف اليمنية إلى تنفيذ الالتزامات السياسية، وتتجنب تنفيذ الالتزامات الأمنية والعسكرية، وهنا جوهر المشكلة".

وقال: "تم إنشاء لجنة التشاور والمصالحة، على أساس أن تكون عاملاً مساعداً لمجلس القيادة الرئاسي، فتحولت إلى لجنة فض اشتباك بين أعضاء المجلس، بدلاً أن تكون لجنة مصالحة على المستوى الوطني، وبالتالي، فشل المجلس وفشلت لجنة التشاور والمصالحة في حقيقة الأمر، في توحيد أعضاء المجلس في العمل وفق المشروع الوطني".

ويلفت الدكتور "دشيلة" إلى أن هناك مشاريع واضحة المعالم، فالانتقالي لديه مشروع سياسي واضح، فهو يريد تنفيذ هذا المشروع، إما عبر الوسائل السلمية، أي الطرق السياسية، أو عبر  الطرق الأخرى العسكرية".

ويؤكد، أن عمل المجلس بهذا الشكل لا يخدم القضية الوطنية، محذراً في الوقت نفسه، من انهيار المجلس، كونه لن يخدم الأمن والاستقرار على مستوى المحافظات المحررة، كما لن يخدم حتى المجلس الانتقالي الجنوبي، بل سيؤزم الوضع".

جماعات دون الدولة

وأشار إلى أنه نتيجة لذلك، قد يتحول مجلس القيادة إلى "كيان هش"، لديه جماعات ما دون الدولة، أو جماعات شبه حكومية مثل الانتقالي والمقاومة الوطنية التابعة لطارق صالح، كل مجموعة تحكم ما تحت يدها، على غرار ما يحصل في ليبيا في الصومال.

بالتالي ستتحول البلاد، وفق دشيلة، إلى مربعات أو كانتونات أمنية وعسكرية مرتبطة، بالإقليم أكثر من ارتباطها بالمشروع الوطني الجامع"، مشيراً إلى أن هذه التوجهات قد تخدم المشاريع الإقليمية على مستوى العام، لكن في ناحية المطاف، لا تخدم المشروع الوطني الجامع، ولا تخدم حتى المواطنين في مناطق سيطرة جماعات ما دون الدولة.

وطبقاً لرواية الباحث "دشيلة" فإن المشهد "معقد"، متوقعاً عدة سيناريوهات، منها إعادة هيكلة المجلس"، مستدركاً بالقول: "لكن إعادة الهيكلة تستغرق نقاشات وحوارات، وقد تظهر خلافات أعمق".

وختم تصريحه متسائلاً: "اللافت في الأمر، هو الخطوة التصعيدية للمجلس الانتقالي، ما الذي يريد من وراءها، هل يريد إعادة هيكلة المجلس، هل يريد فرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية، الأيام القادمة ستكشف لنا المزيد من ذلك".

تعطيل المجلس 

من جهته، يشير المحلل السياسي "الدكتور علي العسلي"، إلى أن تصريحات عضوي المجلس المحرمي والبحسني، أخف من القرارات التي أصدرها عيدروس الزبيدي، وهما نواب له في المجلس الانتقالي الجنوبي.

وأضاف لـ "بران برس"، أن التصريحات الأخيرة لهما، انتقدت إجراءات وهي من حقهم، لكنه كان يفترض، أن تكون داخل المجلس لا عبر وسائل الإعلام".

ويرى العسلي أن هذه التصريحات قد تكون نتاج لتعطيل المجلس الذي لا تنعقد جلساته منذ فترة، وأن التصريحات، ماهي إلا لتحقيق مكاسب ومناصب على حساب الإصلاحات ودعم الحكومة، لافتا إلى أن "التوقيت كان غير موفقاً، وجاء بالتزامن مع الخطوات الحكومية، التي لمسها المواطن".

وأكد ضرورة معالجة هذه الأمور، والالتقاء، وإصدار اللائحة المنظمة لأعمال مجلس القيادة الرئاسي، وتحديد المهام والاختصاصات، أو إعادة النظر في المجلس كله، بحيث يكون رئيساً ونائبين، أو أي صيغة أخرى يتم التوافق من أجلها.

وأضاف: "نحن نريد أن نعبر بالمرحلة الانتقالية إلى الأمام، نريد من أعضاء المجلس الاتفاق وتوزيع المهام، ويوزعوا المهام والتوافق، بأن يظل الرئيس رئيساً والنواب نواباً، وفق الدستور وإعلان نقل السلطة، لا أحد يتجاوز اختصاصه، ورئيس المجلس لا يهملهم أو يهمشهم، لأن الجميع يقود مرحلة انتقالية، تعمل على إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وتبدأ في النواة الأولى في بناء الدولة.

مواقف دولية 

أمس الأربعاء، أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية، رئيس مجلس القيادة "رشاد العليمي" التزامها القوي بدعم المجلس ووحدته، وذلك في ظل توتر غير مسبوق داخل المجلس تصاعدت على إثر قرارات عضو المجلس، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، التي اُعتبرت تعديًا وتجاوزاً لصلاحيات رئيس المجلس". 

وخلال لقاء جمع "العليمي"، بالقائم بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن "جوناثان بيتشا"، جدد "بيتشا" التزام بلاده القوي بدعم مجلس القيادة الرئاسي ووحدته، ومواصلة جهوده المقدرة مع المجتمع الدولي من أجل تحقيق السلام، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي صنعتها جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب.

والاثنين الماضي، حذرت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، من أن أي انقسام في قيادة الشرعية اليمنية "لا يخدم سوى الحوثيين" الذين قالت إنهم "لا يضعون مصلحة اليمن أولاً"، مؤكدة أن الوحدة السياسة والانسجام يظلان عنصرين حاسمين في أداء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، و"ضرورة لا غنى عنها". 

وقالت "شريف" في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط": "ندرك تماماً حجم التحديات الخطيرة التي تواجه اليمن، فالوحدة والتماسك السياسي، إلى جانب تعزيز الحوكمة والمؤسسات وتقديم الخدمات، كلها عناصر أساسية. نحن واضحون: أي انقسامات في القيادة تخدم فقط أولئك الذين لا يضعون مصلحة اليمن أولاً"، في إشارة إلى جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب.

وفي تعليقها على القرارات الأخيرة التي أصدرها عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، قالت "عبدة شريف": "أعتقد أن الأمر يعتمد بدرجة كبيرة على كيفية استجابة المجلس الرئاسي كله. ومن وجهة نظرنا، أي خطوة تضعف وحدة القيادة أو تفتتها تصبُّ في مصلحة من يعمل ضد استقرار اليمن ووحدته".

والأربعاء الماضي، أصدر عضو مجلس القيادة، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "عيدروس الزبيدي" 11 قراراً، لعدد من أتباع المجلس الانتقالي، في الوزارات الحكومية والسلطات المحلية، في تجاوز معلن لصلاحياته، وهي القرارات الأولى التي يتخذها الانتقالي بهذا النحو، على الرغم من خوضه جولات خلاف سابقة مع مجلس القيادة والحكومة.

وجاءت القرارات التي أثارت توترًا سياسيًا غير مسبوق، وردود فعل غاضبة كونها وفق مراقبين "تعدٍ على صلاحيات رئيس مجلس القيادة "رشاد العليمي"، عقب ساعات من عودة "العليمي"، ومعه عضوا المجلس اللواء سلطان العرادة، والدكتور عبدالله العليمي، إلى مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، قادماً من العاصمة السعودية الرياض.

مجلس القيادة الرئاسي

عيدروس الزبيدي

رشاد العليمي

قرارات عيدروس

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جنوب العرب | 1174 قراءة 

دعا قادة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الخميس، إ...


الأمناء نت | 909 قراءة 

افتتاح مكتب الزواج المختلط بعدن ويؤكد


مأرب برس | 859 قراءة 

عقد اللواء عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واللواء فرج البحسني، عضو المجلس، لقاءً مش


كريتر سكاي | 809 قراءة 

قال الناشط عبدالرحمن النويرة:البعض يتسائل طيب ليش قتلوها... ليش؟أنا بختصر ل


المشهد اليمني | 735 قراءة 

تلقى المجلس الرئاسي رسالة دولية حاسمة وشديدة اللهجة عقب تفاقم الخلافات بين أعضاء المجلس بسبب القر


نيوز لاين | 589 قراءة 

أول صورة واضحة للمتهم بقتل مديرة النظافة في تعز… حملة أمنية تلاحقه


الأمناء نت | 557 قراءة 

تسجيل صوتي لمديرة نظافة تعز قبل اغتيالها يكشف اسم المجرم والجهة التي تقف خلفه


الحدث اليوم | 393 قراءة 

عاجل : مجلس القيادة الرئاسي يصدر بيانا بخصوص موقفه من قرارات اللواء عيدروس الزبيدي الأخيرة


بران برس | 375 قراءة 

أقر مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الخميس 18 سبتمبر/أيلول 2025م، مراجعة كل قراراته غير المتوافقة مع ا


الحدث اليوم | 360 قراءة 

البنك المركزي بعدن يكشف موعد صرف رواتب شهري يوليو واغسطس 2025